عائلة "كوارع" الغزية تقضي رمضان على أنقاض مازالت تضم شهداءها

الثلاثاء ٠٧ يوليو ٢٠١٥ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

غزة (العالم) 2015.07.07 ـ بعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وارتكاب قوات الاحتلال عشرات المجازر بحق عائلات بأكملها، مازال الفلسطينيون بانتظار اعادة إعمار منازلهم.

"دموية"، "حارقة"، "إرهابية".. كلها كلمات ورغم ما تحمل من معان إلا أنها لاتكفي لوصف بشاعة الحرب على غزة التي يعيش أهل غزة ذكراها الأولى.. حيث كانت "المجازر" عنوان ذلك العدوان.. الذي سقط فيه أكثر من 2200 شهيد قضى معظمهم في مجازر جماعية وهم داخل بيوتهم التي ماتزال مدمرة بلا إعمار.

عائلة "كوارع" الغزية شهدت أول مجزرة تسجل في تاريخ ذلك العدوان الإسرائيلي الأسود.. وهم اليوم بلا مأوى وبلا أحباب كانوا قد تعودوا على وجودهم عند السحور والأفطار.

ووصفت إحدى أعضاء عائلة كوارع لمراسلتنا حال العائلة بالقول: "منذ أول يوم في رمضان هذا العام والحزن خيم على المكان وكأن الحرب بدأت اليوم.. فقدنا الأحباب والإخوان والجيران.. وفقدنا الصحبة واللمة."

وأضافت أن: الناس تنتظر شهر رمضان شهر العبادة وصلة الأرحام ونحن راحت أرحامنا والحمدلله رب العالمين على تقفد ربنا.

وبدأت أم العائلة حديثها متسائلة: "من عندي الآن يتجمع عندي؟ كنا نتجمع قبل الحرب أنا وأولادي وننبه بعضنا ونتسحر.. البارحة كنت أقول لزوجي قم ونبه أولادك.. والآن ما عندي أحد.. كنت أقول ذلك وأشعر أن ناراً تلتهب في قلبي.. أقول له نادي على محمد وعلى صلاح.. قل لهم قوموا تسحروا.. قل لهم أن يأتوا للفطور.. الآن قمت أضع الفطور وأبداً بالصياح عليهم."

وفي كل مرة كان القدر يبقي أحد أفراد العائلة حياً ليظل شاهداً على الجريمة التي لن ينساها من سمع عنها فما بالكم بمن عاشها.

وقال أحد أطفال العائلة لمراسلتنا: حرمونا من قعدة أبي.. كان يشتغل ويصرف علينا.. والآن ليس هناك من يصرف علينا ويشربنا ويطعمنا.. يمر علينا رمضان وليس هناك من يساندنا.. على الفطور نتذكره وفي السحور وفي كل وقت.

91 مجزرة في غزة من بقي حياً فيها يحمل الحسرة ومرارة الفراق وبشاعة المشهد في ما تبقى من أيام عمره.. فالجلوس مع ذكريات من رحلوا لايقل ألماً عن لحظة الفراق.. كيف يكون إذاً عندما يكون القبر الذي ضم أجساد أبنائهم مازال على حاله دون إعمار.. في جرح نزف قبل عام ومازال مفتوحا.
07.07          FA