عشرات الطائرات التركية تقصف مواقع للكردستاني بشمال العراق

عشرات الطائرات التركية تقصف مواقع للكردستاني بشمال العراق
الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

وسعت تركيا حملتها العسكرية على حزب العمال الكردستاني حيث شنت ثلاثون طائرة غارات اليوم الخميس على مواقع الحزب في شمال العراق. ويأتي التصعيد التركي بعد مقتل 3 جنود في كمين نصب لهم في محافظة شرناق جنوب شرقي البلاد.

ولم يكن فتح تركيا للمواجهة المباشرة مع جماعة "داعش" بالجدية التي تم التسويق لها بعد تفجير سوروتش، بل أن ما اظهرته التطورات تشير بوضوح الى ان "داعش" لم تكن الا ذريعة لمخطط يحل ازمة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان النابعة من متغيرات الساحة الداخلية على ضوء الانتخابات الاخيرة.

المعركة بين انقرة وحزب العمال الكردستاني بدأت تأخذ منحى تصاعديا مع تكثيف الغارات على مواقع الحزب شمال العراق مقابل استمرار الهجمات ضد القوات التركية داخل البلاد، حيث ادت آخر العمليات الى مقتل 3 جنود في كمين بمحافظة شرناق جنوب شرقي البلاد، اضافة الى مقتل شرطي جراء اطلاق النار عليه في مدينة تشينار.

هذه التطورات تنبع من مسيرة غير مستقرة بين الطرفين، حيث لم ينجح ظهور "داعش" في المنطقة بتغيير نظرة انقرة التي استمرت باعتبار حزب العمال اشد خطرا وارهابا، وبالتالي ظهرت الوجهة الحقيقية للعملية العسكرية الاخيرة بالنسبة لأنقرة، في ظل وجود مصالح متقاطعة مع "داعش" لا سيما في سوريا.

وعليه اتت عشرات الغارات الجوية ضد الأكراد في يوم واحد، فيما تركزت حملة التوقيفات على الساحة الداخلية في المناطق الكردية لتسفر عن توقيف نحو 850 شخصا مقابل نحو 230 فقط يشتبه بانتمائهم لـ"داعش"، والعملية كما تقول انقرة مستمرة بإتجاه تصعيدي.

في غضون ذلك ارتفعت اصوات داخل البرلمان التركي تنتقد سياسات اردوغان وفريقه، خاصة من قبل الكتلة الكردية التي يبدو ان ما كان موصولا بينها وبين حزب العدالة والتنمية قطع نهائيا، يضاف لذلك تحذير حزب العمال الكردستاني من ان تبعات ما تشهده العلاقة مع انقرة قد يجعل منها الخاسر الاكبر في النهاية.

اذا هي المواجهة التي اعلنها اردوغان وفريقه الحاكم واغلقت الباب امام العودة الى ما قبل تفجير سوروتش، لكنها فتحت الساحة التركية على اكثر من سيناريو في المرحلة المقبلة.