يا علي مع العليين

يا علي مع العليين
السبت ٠١ أغسطس ٢٠١٥ - ١٢:١٢ بتوقيت غرينتش

وهل بعد الجريمة من جريمة افظع؟ ما بعد علي الرضيع لن يكون الوضع كما كان محمد وبعد.. أن إمتد دم علي الى بيت لاهيا والجلزون، لا بد من ابداع نضالي يكف عنا شرور بغاث الارض، فان لم تقع ارض واشجار وينابيع تحت ايديهم اغتالوا الطفولة في مهدها حرقا.

 يا علي ايها الطير المحلق في فضائنا المسكون بالغيلان ودعاة القتل وسفك الدماء لم نعد نقوى على حماية الطفولة ولا رفع البلاء عن ارضنا لا لعجز، بل لاننا لم نحاول كلنا اتكاليون ومتكلون على غير الله وانفسنا، كلنا صرنا مجرد ضحايا قيد الانتظار ليأتي ارهابي يمارس همجيته في ارضنا وحقولنا واشجارنا واطفالنا.

يا علي، يا رفيق محمد ابو خضير في الأعالي، حيث رحمة الخالق التي انتشلتك من حاضرنا الذليل ومستقبل مهين، ذلك اننا لم نعد ليومنا ولا لغدنا ما نفاخر به غيرنا، ولا نرعب هؤلاء الغزاة المتشحين بالسلاح والمال والتأييد الاميركي البشع والخذلان العربي القبيح والعجز الفلسطيني الأقبح المتمثل في الانقسام، ولذا تأكلنا اسنان الاستيطان وتحرقنا نيرانه ونحن عاجزون.

اما آن الأوان لكي يؤطر شعبنا نفسه في لجان حماية شعبية في كل المواقع ليدافع عن ارضه واطفاله! هل ننتظر تحالفا غربياً أم عربياً لكي ينشر طائراته وقواته لنصرتنا!.. لا اظن .

ان درعنا الواقي لشعبنا وارضنا، هو شعبنا وبرامج نضالية لمواجهة الهجمات الهمجية الوحشية التي يغذيها اليمين الاسرائيلي الحاكم ويكافئها ليل نهار.

يا رفيق الشهداء الأوائل والأواخر.. سيعاهدك الاحرار منا ان وجدوا ان يظلوا اوفياء لدمك الطاهر ولروحك البريئة، وكأنك حملت معك في كفنك جثة الارض الى السماء وبعثت فينا رمزا بريئا يبشر الظالمين بظلامهم وجهنم ويبشر المؤمنين بالارض بجناتها.

وأكاد اسمعك تصرخ وانت وسط النار.. ولا مجيب، واكاد اراك تحترق.. ولا منقذ، واكاد اسمعنا نصرخ.. ولا مجيب. حان الوقت لكي نفر من عجزنا الى قوة ارادتنا، لك وبك وبمن عاهدوا الله على الصبر والنضال، نردع اعداء الأرض والطفولة.

يا علي، سامح المخلفين ومن سيتجاوزون اسمك خلال ايام وأدع  للأبرياء والمخلصين الانقياء بالثبات، فلا مفر لنا غير الصمود والمواجهة ايها العلي مع العليين في لدن العلي القدير.

حافظ البرغوثي/ شاشة نيوز
 

 

 

كلمات دليلية :