سفرة سياحية في جو لهّاب !

سفرة سياحية في جو لهّاب !
الإثنين ٠٣ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٨:٣٧ بتوقيت غرينتش

تشير بعض المصادر الإعلامية بخصوص رحلة الملك السعودي ، مؤخرا ، إلى فرنسا ‘‘ أن 1000 شخص كانوا برفقة الملك السعودي، كما تم حجز ما لا يقل عن ٤٠٠ غرفة في أفخم الفنادق، ناهيك عن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة الفرنسية لتأمين المنطقة، والتي من البديهي أنها ليست بالمجان‘‘ ..

هذه الرحلة السياحية الباهظة والمترفة جدا ، تأتي في وقت يموت فيه شعب اليمن الفقير الذي يُقتل قصفاً بالطائرات ، مثلما يموت جوعا ومرضا وهجرة وضيما وبؤسا بسبب كوارث الحرب المباشرة من السعودية وملكها المصطاف في باريس ، كما يعاني من قبله ، شعب آخر بسبب وحوش الإرهاب التي استخدمتهم المملكة السعودية في سوريا قبل أكثر من 4 سنوات تحت مظلات (الثورة) و(الربيع) الزائفة التي انكشفت ملامح أقنعتها ولصالح من تُصنع وتُجهز وتُصدر ، وكذلك شعب العراق الذي مازال يعاني من دواعش السعودية وحلفائها في المنطقة ويدفع ثمن نزوات ملوك الرياض الدموية ، ليستمتعوا أخيرا بكأس نشوتهم المريضة عند عواصم الغرب في هذا الجو اللهاب الذي يفتح للخراب والدمار في المنطقة ألف باب !!

ومن المؤكد فإن مثل هذه السفرات تحمل وجهين مزدوجين ، لاسيما بين بلدين مثل فرنسا والسعودية ، فكلاهما شاركا في سيناريو تدمير بلد عربي ومسلم مثل سوريا ، وكانا مشتركين في العديد من التفاصيل والأجندات والنقاط في هذا المخطط الدموي المشبوه ، فهي سياحة وسياسة في ذات الوقت ، سياحة للاستمتاع بما تحقق من (إنجازات)  في القتل والتدمير والتهجير لحياة الناس البسطاء في سوريا  والعراق واليمن وغيرها من الدول العربية ، وكذلك تواصل المواقف المستمرة للمملكة العربية السعودية في عدائيتها للدول المواجهة لإسرائيل والإرهاب كدولة إيران الإسلامية ، ومحاولة شحن العالم العربي والغربي ضدها من أجل إخضاعها وتمرير أهداف إسرائيلية وخليجية مشتركة في المنطقة ، حفاظا على أمن الكيان الصهيوني وإبقاءً على سياسات الدول الغربية الكبرى للهيمنة على مقدرات وثروات شعوب هذه المنطقة ، ليس الاقتصادية وحدها ، بل الثقافية والتراثية أيضا ..

وبحسب رأي أحد المحللين وأصحاب الرأي ، فإن ‘‘سفر الملك سلمان بن عبد العزيز إلى فرنسا يجسد فكرة اجتماع أعداء التراث العربي والإسلامي، ففرنسا دمرت وتدمر بلاد الشام "مقصد رحلة الصيف سابقاً"، والسعودية تدمر اليمن "مقصد رحلة الشتاء"، وبين هذين الدمارين يحول الملك السعودي بوصلة رحل "قريش" إلى فرنسا التي قصدها في زيارة "ترفيهية" مخالفة لكل الأعراف الإسلامية والأصول العربية، كما وتجدر الإشارة إلى أن رحلة الملك السعودي هذه تعتبر أكبر سفر سياحي لملك سعودي‘‘..

أموال كبيرة ستدفعها السعودية لفرنسا مقابل مواقفها المؤيدة ومهادنتها لحد الآن لما يفعله ملوك السياحة السعوديون في منطقتنا العربية من نزوات تخريبية ، مثلما ستدفع تكاليف هذه السفرة الخرافية ونفقاتها ، كي يستمتع الملك السعيد بأمواج بحار الدم لشعوب بلداننا التي في رقبته ورقبة من سبقه من ملوك السعودية.

* عبدالرضا الساعدي