من العار إعتبار المجرم أحمد الأسير رمزاً لأهل السنة

من العار إعتبار المجرم أحمد الأسير رمزاً لأهل السنة
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٦:٠٣ بتوقيت غرينتش

رغم ان العملية النوعية للامن العام اللبناني والمتمثلة باعتقال الارهابي الفار احمد الاسير ، تعتبر ضربة موجعة للجماعات التكفيرية التي تم تجنيدها لاثارة الفتن الطائفية في لبنان ، انتقاما لما لحق ب”اسرائيل” من هزيمة نكراء على يد ابطال المقاومة الاسلامية في لبنان ، الا ان الاسرار التي سيتم الكشف عنها من خلال التحقيق مع الاسير ، ستكون اكثر وقعا على الراي العام اللبناني والعربي من عملية الاعتقال ذاتها.

من الواضح انه سيتم الكشف ، من خلال التحقيق مع الاسير ، عن الجهات التي تقف وراء ظاهرة التكفير التي ضربت لبنان ، وخاصة رموزها وفي مقدمتهم الاسير ؟، وكيف تم تمويلها ودعمها ، لبنانيا وعربيا ؟، وماهي الاهداف الحقيقية للجهات التي كانت تقف وراء الاسير ومشروعه الفتنوي ؟ ، وكيف تم تحريضه على الجيش اللبناني؟ ، وماهي اهداف هذا التحريض؟ ، ولماذا ارتكب كل تلك الجرائم بحق لبنان؟، وكيف تمكن من الفرار من صيدا؟، ومن هي الجهة التي سهلت له الفرار ، والجهة التي لجأ اليها؟، وكيف تمكن من الاختباء على مدى عامين ؟، ومن هي الجهة التي حاولت تسهيل هروبه من لبنان ؟، الاجابات على كل هذه الاسئلة ، ستكشف للراي العام اللبناني والعربي ، حقيقة في غاية الاهمية ، وهي ان مثل هؤلاء الارهابيين ، ليسوا الا ادوات تستخدم لتحقيق اهداف تصب في صالح اعداء لبنان ، وتسييء الى الشعب اللبناني بكل طوائفه ، وخاصة الطائفة السنية الكريمة ، وعندها فقط ستجد مقولة ان “الارهاب ليس له دين او مذهب” معناها ، فهذا الرجل الوهابي التكفيري السلفي الارهابي لا يمت باي صلة لاهل السنة الكرام وان زعم ذلك زورا وبهتانا.

للاسف الشديد ، مازال هناك في لبنان ، من يصر على الاساءة للطائفة السنية الكريمة في هذا البلد ، من خلال تسويق هذا الارهابي المجرم على اعتباره “رمزا سنيا” ، الامر الذي يعتبر بمثابة جريمة كبرى ترتكب بحق اهل السنة ، بوعي او دون وعي ، ففور الاعلان عن اعتقال رأس الفتنة في لبنان اصدرت “هيئة العلماء المسلمين في لبنان” بيانا جاء في جانب منه : “إن توقيف الشيخ أحمد الأسير يأتي ليؤكدّ أنّ الخطة الأمنية لم تطبق إلا على طائفة واحدة هي الطائفة السنية .. (وان الهيئة) تحذر من المساس بكرامة وسلامة الشيخ أحمد اﻷسير ومن معه وتؤكد على ضرورة تقديم الضمانات المتعلقة بحصانة الحرمات والحريات لذويه وللرأي العام”.

مثل هذا البيان أقل ما يمكن وصفه بانه غير مسؤول ، فهي يستخف بأمن واستقرار لبنان وسلمه الاهلي ، عبر محاولة تسويق عصابة على انها تمثل اهل السنة ، وان اعتقال الارهابي الاسير هو اسنهداف للطائفة السنية ، بل ان البيان لا يستخف فقط بل يستهزىء بدماء الشهداء من ضباط وجنود الجيش اللبناني ومن مواطنين عاديين ، من الذين سقطوا في اعتداءات لعصابة الاسير ، والادهى من كل ذلك ان البيان يستبطن تهديدا في غاية الوضوع للقضاء اللبناني ، لمنعه من الاقتصاص من قاتل شباب لبنان من جنود ومدنيين ، الامر الذي يؤكد ان هناك في لبنان من لازال يسير في مشروع الفتنة حتى نهايته خدمة لجهات لم تعد خافية ، لاتريد الخير للبنان واهله.

رأي الهيئة الغريب ، لا يمثل راي اهل السنة في لبنان بكل تاكيد ، فالارهابي الاسير قتل من اهل السنة اكثر من ان يقتل من الطوائف الاخرى في لبنان ، بل انه اكثر من اساء الى اهل السنة ، لذلك استغرب إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني بيان هيئة علماء المسلمين، مؤكدا “نحن مع كرامة الإنسان والحكم بالعدل، ليس فقط في قضية الأسير بل في كل القضايا”، مثنياً على “الجهود التي بذلها الأمن العام لتوقيف الأسير”، مؤكدا أن “توقيف الأسير ليس استهدافا للسنة”.

كما اعتبر الشيخ العيلاني ان “اعتقال الشيخ الفار احمد الأسير لا يعني النهاية، بل هي البداية، لأن المطلوب اليوم التوسع في التحقيق لمعرفة مع من كان ينسق وكيف هرب من عبرا والمناطق التي اختبأ فيها، وأين ومن الذي خبأه وساعده طيلة مدة هروبه، ومن أمن له جوازات السفر؟ كل هذه الأسئلة بحاجة إلى أجوبة موجودة لدى الأسير”.

الاسير ، الذي ترى فيه هيئة علماء المسلمين في لبنان رمزا سنيا ، لم يكن سوى منفذا لمشروع فتنة ، ومتهم بقضايا ارهاب، برز على ساحة الاحداث اللبنانية نتيجة خطاباته المتطرفة وتصرفاته الاستعراضية ومجاهرته بالقوة المسلحة رغم انه لا يحظى بقاعدة شعبية وازنة.

لم يكن أحمد الاسير (43 عاما) معروفا قبل بدء الازمة السورية لكنه تحول نجما اعلاميا بعدما توفرت له الاموال واصبح حالة متطرفة، وأخذ يهدد الجيش اللبناني والمقاومة اللبنانية والدولة السورية، وزعم انه يعمل “لنصرة أهل السنة”.

وكان خطابه الديني يجذب عددا من الفتية والشبان الذين أطلقوا لحاهم وباتوا يواظبون على حضور الدروس الدينية في المسجد الذي انشأه الاسير عبر تحويل مرأب قديم الى مسجد ، وشيئا وشيئا ، كما يقول العميد امين حطيط ، تحول المسجد الى مربع أمني بطول 1600 متر وعرضه ما يقارب 1200 متر، وهذه المساحة تمركزت فيها عصابة إرهابية من 250 مسلحا فيها من اللبنانيين لا يتجاوز العشرة بالمئة، أما العظيم الأكبر من المسلحين فهم من السوريين والفلسطينيين والمصريين.

هؤلاء المسلحون كانوا متوزعين على حوالي 20 بناء تربط بينها أنفاق، وأن هذا المربع الأمني كان مجهزا بكاميرات وبأنفاق وبأجهزة إتصال “انترفون”، وكان شبه معسكر محصن ضمن منطقة مدنية تمكن من يقاتل مدافعا عنها من أن يتخذ حوالي 1400 مدني لبناني كدروع بشرية.

واعتبارا من آذار/مارس 2012، بدأ يدعو الى تظاهرات وتجمعات لدعم المجموعات المسلحة السورية. وكانت التظاهرة الاساسية تلك التي دعا اليها في وسط بيروت لدعم المسلحين في حمص السورية، حيث أعلن الأسير فتوى الجهاد ووزعت صور له داخل مدينة القصير (غرب حمص)، وتمكن الاسير خلال فترة قصيرة من استقطاب اهتمام وسائل الاعلام التي لفتها خطابه المرتفع النبرة والطائفي لا بل المذهبي بامتياز.

في تموز 2013 طالت نيران الاسير الجيش اللبناني، وقتل ضباط وعناصر للجيش فكان قرار إنهاء حالة امام مسجد بلال بن رباح، حاصر الجيش المسجد، وبعد اكثر من 24 ساعة من الاشتباكات في محيطه ادت الى مقتل 16 عسكريا وعشرات من المقاتلين من جماعة الاسير، فر الاسير وظل متواريا عن الانظار.

كما قلت في مكان اخر ان الجماعات الوهابية التكفيرية الارهابية التي تحمل ظلما راية “الدفاع عن اهل السنة” والتي قتلت الالاف وشردت الملايين من الشيعة والعلويين والمسيحيين والايزيديين والاكراد وباقي الاقليات المذهبية والدينية والقومية في المنطقة، الا ان خطرها على السنة في المستقبل، اكبر بكثير من خطرها على غيرهم اليوم.

صحيح ان رفع “داعش” راية الدفاع عن السنة ، كذبة كبيرة ، يعرفها السنة قبل غيرهم ، ولكن للاسف الشديد ان جيوشا من دعاة الوهابية السلفية ، تنفخ ليل نهار في هذه الكذبة حتى صدقها بعض السذج من السنة ، لاسيما عندما يتم تشويه الحقائق فيما يجري في العراق وسوريا ، حيث يتم اظهار”داعش” كأنها حامي السنة امام “الابادة الجماعية”!! التي يتعرضون لها على ايدي “الشيعة والعلويين”!!.

ان كذبة “داعش” حول الدفاع عن السنة، تفضحها جرائمها بحق السنة في مصر وليبيا وتونس والجزائر ومالي ونيجيريا والدول الاخرى ، حيث لا وجود للشيعة ولا العلويين في هذه الدول ، بينما حفلات الدم والذبح والتفجيرات والاغتيالات والقتل تجري على قدم وساق ، وهو مايؤكد الطبيعة الدموية لهذه الجماعة والاجندات المفضوحة التي تنفذها ، والتي تصب من الالف الى الياء في صالح اعداء الامة الاسلامية وفي مقدمتهم “اسرائيل”.

وآخر ما ترشح عن العقول المتخلفة والمتعفنة للسلفية الوهابية ، التي تحولت الى اداة قذرة بيد الصهيونية العالمية لتشويه صورة الاسلام والمسلمين والاساءة الى رموزهم وفي مقدمتها نبي الاسلام العظيم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه واله) وصحابته الاجلاء (رضوان الله عليهم )، كان الهذيان الذي ترشح عن الوهابي السلفي الارهابي الملطخة يديه حتى المرفقين بدماء الجيش والشباب اللبناني ، احمد الاسير ، الذي وصل به الحقد الاعمى والجهل المطبق الى ان يشبه متوحشي “داعش” بصحابة رسول (صلى الله عليه وآله) ، وهذا الادعاء الاخرق الاثم يأتي في اطار دفاعه عن المدافعين عن السنة!!.

فقد غرّد هذا المجرم على حسابه الشخصي يوما في موقع “تويتر”، بمناسبة دخول “داعش” الى مدينة الرمادي في محافظة الأنبارغربي العراق قائلا: “شهادة لله، قولوا في مجاهدي الدولة الإسلامية ما شئتم، فوالله لا تذكّرني دماؤهم الزكيّة إلا بدماء الصحابة الكرام .. إنما ثار مجاهدو الدولة الإسلامية لله ثم نصرة لأهل السنة”.

وعن القتال الدائر بين “داعش” وبين باقي الزمر التكفيرية مثل “جبهة النصرة” ، على المغانم والمناصب يقول الأسير: “لستُ أهلا لأحكم بين المجاهدين في خلافهم. اختلف الصحابة فيما بينهم ثم ألّف الله بين قلوبهم، فأرجو الله أن يؤلّف بين المجاهدين جميعا”.

لذلك من الظلم بل من العار ان تعتبر جهات تعتبر نفسها علمائية ، من امثال الارهابي الوهابي التكفيري احمد الاسير ، وهناك من امثاله الكثير في لبنان ومصر والاردن والبلدان العربية والاسلامية ، تم زرعهم هناك بقوة دولارات النفط السعودية ، ليكونوا مشاريع فتنة تهدد امن واستقرار الشعوب والبلدان العربية والاسلامية خدمة للكيان الصهيوني ، اقول ان من الظلم والعار ان يعتبر امثال الاسير ، رمزا لاهل السنة في لبنان ، فمثل هذا الامر يعتبر جريمة كبرى بحق اهل السنة في كل مكان.

* سامح مظهر/ شفقنا