فجرها اعتقال الاسير..

حرب باردة في عين الحلوة بين فتح وجماعات متشددة +فيديو

الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٦:٥٠ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) 2015.08.26 ـ يعود مخيم عين الحلوة إلى دائرة الأحداث بعد المعارك بين فتح وجماعة جند الشام.. فيما يحضر اعتقال الإرهابي أحمد الأسير ضمن عوامل انهيار الأوضاع في المخيم لا سيما وأن الجماعات المتشددة هناك تتقاطع بالمصالح مع مشروع الأسير القريب من الجماعات التي استهدفت الجيش اللبناني في أكثر من منطقة.

ولا يكاد يخرج مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان من دائرة الأحداث حتى يعود بشكل أكبر، والطريقة الدائمة للعودة هي التوتر الأمني والاشتباكات بين الفصائل والجماعات المتشددة داخله.
وبدأت الحلقة الأخيرة من مسلسل الأمن المنهار داخل المخيم بعد محاولة عناصر مرتبطين بما يسمى بجند الشام اغتيال مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في حركة فتح أبو أشرف العرموشي. المحاولة التي فجرت الوضع بين الطرفين لتمسي شوارع المخيم ومنازله ساحة معركة تتداخل فيها أصوات الرصاص مع العوامل الإقليمية والداخلية التي لعبت دورها في حياة المخيم لسنوات طويلة.
ما يحدث يرجعه المتابعون إلى حرب باردة بين الجماعات المتشددة وحركة فتح على وجه الخصوص من أجل الزعامة على المخيم. حرب بدأت ملامح التصعيد فيها بعد اغتيال قائد كتيبة شهداء شاتيلا في فتح طلال الأردني، لتتبعه محاولة اغتيال العرموشي التي كانت الفتيل الذي أشعل الحرب بين الطرفين.
وتشير التقارير أن للقضية وجهاً آخر يمتد إلى البعد الاقليمي وربما الدولي.. فالمعارك اندلعت بعد أيام قليلة من إعلان اعتقال جهاز الأمن العام اللبناني للإرهابي أحمد الأسير في مطار بيروت الدولي.
وفتح الاعتقال الباب أمام كشف أسماء عديدة في البلاد تورطت بدعم تحركاته وعملياته الإرهابية خاصة أحداث عبرا ضد الجيش اللبناني في مدينة صيدا. ليأتي انفجار الأوضاع في مخيم عين الحلوة، المكان الذي كان يختبئ فيه الأسير وبعض عناصره، كرد فعل على اعتقاله. لا سيما وأن دعوات خرجت بعد الاعتقال مباشرة محذرة من افتعال أحداث من شأنها ضرب الوضع الهش هناك.
وتربط التقارير هذا المسار بتقاطع مصالح الجماعات المتشددة مع مشروع الأسير، لتسعى من خلال الأحداث الأخيرة للانتقام لا سيما وأن اتهامات وجهت لأطراف فلسطينية بالتعاون مع الأجهزة اللبنانية من أجل اعتقال الأسير، إضافة إلى توسيع نفودها على مساحة أكبر من المخيم في إطار مشروع التأسيس لنشاطات يرى المراقبون أنها غير بعيدة عن نشاطات الجماعات التي استهدفت الجيش والقوى الأمنية في مدينة طرابلس شمالي البلاد.
وعليه فإن ما سيشهده المخيم في الفترة القصيرة المقبلة من الممكن أن يحدد بشكل كبير مصيره ومصير وجود هذه الجماعات بدون استبعاد العامل الإقليمي والداخلي المتمثل باستفادة بعض الأطراف من وجودها.
08.26      FA