أسرة سعودية تتلقى نبأ مقتل شقيقين..الاول "انتحاري" والثاني "طيّار"!

أسرة سعودية تتلقى نبأ مقتل شقيقين..الاول
الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٥:١٣ بتوقيت غرينتش

هذه الحادثة ليست استثنائية في مجتمع تتحكم فيه العقيدة الوهابية التكفيرية. فلطالما صدّرت السعودية شبابها للقتال في افغانستان ثم العراق وسوريا، وجنّدت الدعاة للترويج للحروب المقدسة.

قتل شقيقان سعوديان في يوم واحد، والغرابة في الحادث ان الاول قتل وهو يقاتل بين افراد تنظيم داعش الارهابي، والثاني قتل في اثناء العدوان السعودي على اليمن.. لكن الذي يجمع بين هذين الشقيقين هو الحقد على الاخر المختلف معه عقائديا، وهم الشيعة في العراق واليمن.

وهذه الحادثة ليست استثنائية في مجتمع تتحكم فيه العقيدة الوهابية التكفيرية، فلطالما صدّرت السعودية شبابها للقتال في افغانستان ثم العراق وسوريا، وجنّدت الدعاة للترويج للحروب المقدسة.

وتلقت العائلة السعودية المفارقة الصادمة في الوقت الذي اعلنت قيادة التحالف الذي تتزعمه السعودية بحربها على اليمن مقتل النقيب الطيار ناصر الحارثي في سقوط مروحية اباتشي في قطاع جازان الخميس الماضي، فيما اعلن تنظيم داعش في نفس اليوم مقتل شقيق الطيار زاهر الحارثي المكنى "ابي بكر الجزراوي" بتفجير انتحاري نفذه بسيارة مفخخة في سامراء، وهو طبيب بوزارة الصحة السعودية.

ولايزال المجتمع السعودي يشكل حاضنة كبيرة لتنظيم القاعدة والخلايا المتطرفة الاخرى في المملكة ولاتزال جهات سعودية في المؤسستين الحكومية والدينية الوهابية  ترسل بشبابها وتضحي بهم من اجل قتال الشيعة.

وزاهر الحارثي، كان يعمل فنياً في أحد القطاعات التابعة لوزارة الصحة، وهو شقيق الطيار السعودي ناصر الحارثي الذي قتل الخميس الماضي برفقة زميلة الرائد علي القرني، في حادثة سقوط مروحية تابعة للقوات البرية الملكية السعودية في قطاع جازان.

و الحارثي عُرض عليه تسلم أحد المستشفيات في الموصل وإدارته بالكامل، إلا أنه اختار تسجيل اسمه في قوائم الانتحاريين، وكان التحق بالتنظيم قبل عامين، وقال أنصار التنظيم إن زوجة الحارثي التي على عصمته في العراق حبلى في شهرها التاسع، وأنه رفض تأخير دوره في تنفيذ العملية الانتحارية إلى حين وضعها، فيما قال أخوه دخيل إن أخاه ناصر هو الآخر ترك بنتاً وحيدة، وزوجة حاملاً في شهرها الأخير.

الانتحاري زاهر بدأ حياته برفقة إخوته الـ11 في محافظة بيشة (جنوب السعودية) وحصل على شهادة ، وعمل في مستشفى الوجه العام في منطقة تبوك (شمال السعودية).

وقال دخيل الحارثي (شقيق ناصر وزاهر) ، أن شقيقه زاهر تم تعيينه في محافظة الوجه في منطقة تبوك (شمال المملكة) وتزوج ابنة عمه، وانقطع عنهم مدة عام، قبل أن يطلقها، ويختفي من السعودية مدة عامين كاملين بعد ذلك.

وفي العام 2006 كتب المستشار السعودي  نايف عبيد مقالا عن تحديات الامة السعودية، قال فيه ان "السعودية دولة سنية منذ نشأتها، قامت على اساس تحالف ثنائي بين الوهابية وال سعود".

وليست هذه الحالة الوحيدة التي تحصل في السعودية، وتبدو بحسب وسائل اعلام ان الكثير من العوائل السعودية اعتادت من مواقف ابنائها وانتمائهم لتنظيم داعش او محاولة الذهاب والقتال في سوريا او العراق امر طبيعي، ولايوجد استنكار واضح من قبل المجتمع، فيما تعتبر بعض تلك العوائل ان ابنائها شهداء وبعضها لاتعلق على مايفعلونه في العراق وسوريا من قتل وذبح.

وفي سياق ذلك يرى الكاتب مؤيد العبودي في حديث لـ"المسلة"، ان السعودية ترى بأنها اول المتضررين من صعود الشيعة لحكم العراق وظهور أي قوة شيعية في اليمن يعتبر تهديدا مباشر لأمنها القومي حتى وان لم يعلن العداء لها.

ويتابع "يختلف الدواعش وال سعود في كل شيء لكن كلاهما يتفقان على العداء للشيعة ومعاملتهم كخارجين عن الدين، مستوجبين القتل برأي داعش او كمواطنين درجة ثانية" .

ومنذ اعلان السعودية الحرب على اليمن منذ اكثر من خمسة اشهر لاتزال المملكة تعاني من مشكلة حفظ ماء وجهها امام قوة انصار الله التي واجهت العدوان السعودي بشكل قوي جدا، مما دعا السعودية الى ان تفتح ذراعها مرة اخرى الى تنظيم القاعدة واثارة حرب الاقتتال الطائفي.

ويضيف "تعتبر السعودية ان اي صعود لتجربة شيعية عربية في محيطها تهديد حتمي لأمنها القومي كونه قد يحرك الأقلية الشيعية المضطهدة في الداخل السعودي والتي تعيش فوق بحيرة نفط تمثل ٨٠٪ من الواردات السعودية".

والقلق السعودي إزاء إيران ليس قلقا عسكريا مباشرا بدرجة كبيرة أو حتى بشأن الامكانيات النووية لطهران. صحيح أن السعوديين لا يريدون أن تصبح إيران قوة نووية لكن أكبر ما يقلق الرياض هو تمدد النفوذ السياسي الإيراني في العالم العربي خاصة في جوارها.

وزاد في القول "تخشى السعودية ايضا من اي نهوض للعراق و عودته لممارسة دوره الإقليمي لذلك فهي كانت تغض الطرف عن دعم التطرف في العراق وتنطلق منها تبرعات خيرية بأسم مؤسسة البر والتقوى السلفية و الي كان مقرها في بغداد العامرية".

المسلة