سوريا... الهدنة في الزبداني... اقرار المسلحين بهزيمتهم+فيديو

الخميس ٢٧ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٩:٠٤ بتوقيت غرينتش

(العالم) 27/08/2015 - هدنة بنكهة الهزيمة خضعت لها حركة أحرار الشام ومن معها من جماعات مسلحة بعد أن باتت بين خياري الموت أو الأسر وبات مقاتلوها محاصرين في الرقعة الأخيرة من وسط الزبداني في مساحة لا تتجاوز الألف وخمسمئة متر ودون أي طرق امداد.

بعد تسعة أسابيع من المعارك المتواصلة تهاوت شروط المسلحين واحدا تلو الآخر وهرولوا إلى الهدنة مكتفين بخروج آمن لهم ليتناسوا مصير الآلاف من معتقليهم, البند الذي أفشل الهدنة الأولى قبل أسبوعين.

الهدنة والتي ستمتد لثمان وأربعين ساعة بالتزامن في كل من الزبداني في ريف دمشق والفوعة وكفريا بريف إدلب
تَنصُّ على خروجِ المسلحين وجرحاهم من الزبداني والذين يبلغُ عددُهم مئتينِ واربعينَ جريحاً الى مناطقِ سيطرتِهم في ريفِ ادلب، وسيَتِمُّ نقلُهم عبرَ الصليبِ الاحمر الى تلك المناطق مقابلَ اخراجِ الجرحى من بلدتي كفريا والفوعة وسيَجري نقلُهم الى مستشفى اللاذقية، وفي اليومِ الثالثِ سيَتِمُّ اخلاءُ المسنينَ من البلدتَيْنِ ايضاً. وعند إبرامِ الاتفاقِ يَجري تمديدُ الهدنةِ تلقائياً.

الدولة السورية والمقاومة اللتان أدارتا معركة بلغت مرحلة الحسم العسكري بعد تبدد آمال المسلحين في الزبداني بتحقيق أي إنجاز عسكري قررتا إفساح المجال أمام من بقي من المسلحين للخروج بغية التخفيف من معاناة المدنيين المحاصرين.

فالجماعات المسلحة وأبرزها حركة أحرار الشام جعلت من حياة عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ في البلدتين سلاحا تضغط به على الدولة السورية فكلما ضاق الخناق على مسلحيها ارتفعت وتيرة استهداف هاتين البلدتين.

وتهدف الهدنة إلى إيجاد حلول للنقاط العالقة في المفاوضات ومن شأن نجاح التجربة أن تنسحب إلى بقبة المناطق المحيطة بالزبداني إضافة إلى الغوطتين الشرقية والغربية.

هي حالة أغلبية الجماعات المسلحة في سوريا بعد فقد زخم الدعم الذي انطلقت به، فباتت تقاتل للبحث عن هدنة بعد التغيير الحاد في المزاج الدولي وبشكل خاص الأمريكي إثر صمود الدولة السورية وممارسات هذه الجماعات وغلبة منطق مبادرات الحل السياسي الذي تقود روسيا مساعيه بمباركة دولية، إضافة إلى الضعف المتزايد للدور التركي الغارقة أزماتها الأمنية والسياسية.

00:00 - 28/08 - IMH