سوريون وعراقيون يصارعون النسيان بأوروبا

سوريون وعراقيون يصارعون النسيان بأوروبا
الأحد ٣٠ أغسطس ٢٠١٥ - ١٢:٤١ بتوقيت غرينتش

لكل شخص هنا قصة شقاء.. فمعظم المهاجرين أتوا من خراب سوريا والعراق، وتُركوا مهملين في قلب أوروبا.

وكتبت موقع السي ان ان في تقرير: هذه هي محطة قطار “بودابست” التي تحولت الى محطة انتظار لللاجئين. يحاول بعضهم تنظيف الأوساخ بقدر استطاعتهم ليستعيدوا قليلاً من كرامتهم، بعد رحلة جردتهم منها قبل وصولهم إلى هنا.. يعيشون حالة ضياع، منتظرين الساعات لتمر على أمل أن تُفتح الطريق نحو أوروبا الغربية.

طلبت هذه الشابة البالغة من العمر 19 عاماً ألا نكشف عن هويتها، لكي لا يراها والداها على هذه الحالة.. تحمل شهادة تمريض ولديها طفلان، ولا يمكنها تسمية العراق موطناً لها بعد الآن. كان زوجها سامر يعمل في صالون الحلاقة التابع لعائلته، لكن المآسي ظلت تضربهم.

ما جعلهم يأخذون القرار بعدم العودة للعراق، هو هجوم آخر على صالون الحلاقة والذي قتل فيه عمه الذي علمّه المهنة، وجرح أخوه الأصغر.

حاولوا السفر عبر القطار إلى هنا واشتروا التذاكر، لكن قيل لهم بعدها بأنه لا يمكنهم فعل ذلك دون تأشيرة. وعرض بعض السائقين ممن على استعداد للالتفاف حول القانون، ايصالهم بمبالغ تصل الى أكثر من 500 يورو لكل شخص.. لتجعلهم هذه الخيارات مستضعفين أمام عصابات اجرامية.. وجميعهم سمعوا عن مصير الواحد وسبعين شخصاً ممن استقل شاحنة التبريد في الطريق الى فينّا.

هبة لا تريد الظهور على الكاميرا أيضاً. تخبرنا وهي تمسح دموعها عن طفليها اللذين يبلغان 4 و6 سنوات والموجودين في دمشق. هبة البالغة من العمر 27 عاماً وتحمل شهادة في القانون، تخوض الرحلة وتأمل أن تنضم لها عائلتها، دون أن يجبروا على المرور بما مرت به.

تخبرنا هبة أن الناس تقول أن للسوريين رائحة كريهة. لكن السبب هو طريقة المعاملة وتركهم دون استحمام. وتضيف أن طريقة المعاملة في المخيم بالقرب من الحدود كانت غير انسانية. كانوا يرمون الماء عليهم، وكان عليهم التزاحم من أجله مثل الحيوانات.. هربت من أسفل الأسلاك الشائكة، لكنها عادت لعدم قدرتها المواصلة لوحدها. وحتى في بودابست، يأتيهم الرد كلما أرادوا شراء شيء ما… “أنتم من سوريا؟ اذهبوا.. اذهبوا”.

لكن ألمانيا تقول أنها ستأخذ مئات الآلاف من طالبي اللجوء.. لذلك لا يدرك أحد هنا لماذا لا تدعهم المجر يمرون.

يذكر ان السوريين والعراقيين الهاربين من الموت والدمار يضطر العديد منهم لان يخوض رحلة الموت.. لان الدول الخليجية الداعمة للارهاب في سوريا والتي تمول المسلحين والقتلة بمئات ملايين الدولارات سنويا ترفض استقبال اي لاجئ على اراضيها او استقدام الكثيرين منهم كعمالة بدل عمال جنوب اسيا الذين يعملون لديها.. فكم لاجئ سوري او عراقي او فلسطيني استقبلت هذه البلدان لكي لا يغامروا بحياتهم وحيات اطفالهم ونسائهم؟!