الإندبندنت: تركيا خدعت أميركا، و"داعش" تجني الثمار

الإندبندنت: تركيا خدعت أميركا، و
الإثنين ٣١ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٧:٥٦ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً بعنوان تركيا خدعت أميركا، و"داعش" تجني الثمار أشارت فيه إلى أن الولايات المتحدة وبتوقيعها الاتفاق العسكري مع تركيا لاستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، خانت السوريين الأكراد الذين كانوا أكثر الحلفاء فعالية ضد جماعة "داعش".

ويقول كاتب المقال باتريك كوكبرن إن الاتفاق العسكري يقضي بحصول أميركا على تعاون عسكري أكبر من تركيا، لكن بسرعة تبين أن هدف أنقرة الحقيقي كان الأكراد في تركيا وسوريا والعراق، وأن الضربات ضد "داعش" لم تكن أولوية للأتراك، إذ أن 3 غارات جوية تركية فقط استهدفت "داعش" مقابل 300 شُنت ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني.
وحسب المقال، فإن سيطرة الأكراد على نصف الحدود السورية – التركية التي يبلغ طولها نحو 550 ميلاً، كان سببا وراء عرض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التعاون بشكل أكبر مع الولايات المتحدة، وفتح قاعدة إنجرليك أمامها بعدما مُنعت منها في السابق.
ويضيف المقال أن هناك قناعة كبيرة في واشنطن إن تركيا خدعت الولايات المتحدة، عندما أظهرت أنقرة أنها تريد ضرب "داعش"، في حين كانت نيتها استهداف الأقلية الكردية البالغ عددها 18 مليونا.
ويرى الكاتب أن هناك دلائل أخرى تشير إلى أن تركيا تهدف أيضاً إلى اضعاف حلفاء الولايات المتحدة المعارضين لداعش في سوريا، العرب منهم والأكراد.
وقال كوكبرن إن الولايات المتحدة كانت تحاول إنشاء ما اسماها "قوة معتدلة من المقاتلين السوريين" لتحارب "داعش" والحكومة السورية، وفي شهر يوليو/تموز أرسلت مجموعة مقاتلين تحت مسمى "الفرقة 30"، ولكن ما ان عبر أفرادها إلى سوريا من تركيا حتى وجدوا مقاتلين من جبهة النصرة الذين أسروا عددا منهم.
ويعتقد الكاتب أن هذا دليل على أن جبهة النصرة حصلت على معلومات عن تلك الفرقة من المخابرات التركية.
وحسب تحقيق أجراه ميتشيل بروثيرو، من منظمة ماك كلاتشي للأخبار، فإن دافع تركيا هو تدمير الفرقة التي أسستها الولايات المتحدة لقتال "داعش".
ويقول كوكبرن إن ذلك لن يترك لأميركا سوى خيار تدريب قوات لها علاقة بتركيا ويكون هدفها الأساس إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
ويتسائل الكاتب، كيف للاتفاق التركي الأميركي أن يؤثر على "داعش"؟
فيجيب كوكبرن بالقول إن "داعش" قد تواجه صعوبة في نقل مقاتليها عبر الحدود السورية التركية، لكنها ستشعر بالراحة لرؤية قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تحت وطأة الضغط التركي وكذلك قوات حزب العمال الكردستاني التي تتعرض لضربات جوية في جنوب شرق تركيا وسلسلة جبال قنديل في العراق.
ويبين المقال أن جماعة "داعش" لم تفقد زخمها، ففي السابع عشر من مايو/أيار تمكنت من الاستيلاء على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار بالعراق وبعد خمسة أيام دخلت مدينة تدمر في سوريا، وفي كلتا المدينتين لم تتعرض لهجمات مضادة بشكل فعال، ولا تشعر بخطر على وجودها.
ويقول كوكبرن إن الحملة العسكرية الأميركية ضد "داعش" فاشلة، ولم تغير الاتفاقية مع تركيا شيئا.
لكن هناك سبباً أقوى لعدم قدرة أميركا على مواجهة "داعش" بصورة ناجحة، كما يذكر المقال، وهو أن الولايات المتحدة ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أرادت مقاتلة تلك المنظمات من نوعية تنظيم القاعدة، ولكن من دون تعكير صفو علاقاتها مع الدول السنية كتركيا والسعودية وباكستان ودول الخليج الفارسي العربية.
إلا أن هؤلاء الحلفاء كانوا حواضن، أو متغاضين، أو فاشلين في التحرك ضد المجموعات الشبيهة بالقاعدة، مما يفسر سبب نجاحاتها المستمرة.