محنة اللاجئين... دماء على سواحل تركيا واردوغان يهاجم اوروبا+فيديو

الخميس ٠٣ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٠:٥٨ بتوقيت غرينتش

(العالم) - 03/09/2015 - للطفولة مأساةٌ ترويها السواحل التركية فركوب البحر إلى الاتحاد الأوروبي لم يسعف هذا الطفل السوري الغريق في الوصول إلى بر الأمان المنشود بل تقاذفته أمواجُ البحر جثة هامدة ومعه أمهُ وشقيقهُ الأكبر بعامين إلى حيثُ راودت أهلَه فكرةُ الإبحار.

وغير بعيد عن الشاطئ ومأساةِ اللاجئين يستغل الرئيس التركي قصة الغريق ويُلقي باللائمة على الدول الأوروبية محملا إياها مسؤولية قوارب الموت وغرق الطفل السوري البريء الذي فارق الحياة مرغما في الثالثة من عمره القصير.

لم يتردد رجب طيب أردغان في وصف البحر المتوسط بالمقبرة وأن الأوروبيين أسهموا بشكل كبير في مقتل كل لاجئ غريق وبالنسبة للرئيس التركي فإن الغارقين ليسوا المهاجرين وحدهم بل كذلك الإنسانيةُ الغائبة.

غير أن أردغان الذي اتهم الأوروبيين قد سعى حثيثا في الوقت نفسه للتنصل من مسؤولية بلاده بالقول إن تركيا لم تتخلى عن الهاربين من القنابل بدافع الإنسانية.

الا أن غض الطرف عن تهريبهم من السواحل التركية إلى السواحل اليونانية يأتي في وقت تصاعدت فيه مؤخرا حدة الانتقادات الأوروبية لتركيا حول التساهل في ضبط الحدود مع سوريا رغم تدفق المسلحين وتوسع جماعة داعش.

وقائع تثير تساؤلات جمة حول رغبة أردغان في إحراج أوروبا بفتح السواحل التركية أمام المهاجرين وربما لإثارة الرعب في تلك الدول أو توريطها بأزمة المهاجرين المتفاقمة.
  
الدور التركي المشبوه في هذه الأزمة لا يختلفُ كثيرا عن دور أنقرة في الحرب على سوريا وتأجيج النزاع ومعها ثلة من الدول العربية والغربية لاسيما بعض دول مجلس التعاون ومع أن هذه الأخيرة قد أسهمت بشكل كبير جدا في تشظي الأزمة السورية بأبعادها الإنسانية إلا أنها لم تتحمل وزر النازحين ولم تشفق عليهم بفتح أبوابها بل تركتهم لقمة صائغة للحيتان وهي التي تباكت عليهم في السابق من ويلات الحرب المفروضة على سوريا. 

وحدها دول الاتحاد الأوروبي ومعها دول الجوار الأوروبية تتحمل اليوم عبء المهاجرين واللاجئين والذين بلغت أعدادهم ربع المليون في غضون سبعة أشهر من بداية العام رقم يعكس حصيلة كارثية لما سمي يوما بالربيع العربي فإذا بالعرب يفشلون في إدارة أزماتهم الإنسانية.

وبلغة الأرقام أيضا أعلنتْ البحريةُ التجاريةُ اليونانية أن أكثرَ من مئتين وثلاثينَ ألفَ مهاجر وصلوا إلى اليونان عبرَ البحر منذُ مطلعِ العامِ الجاري أكثر من ثمانين بالمائة منهم لاجئون حيث يعبر المهاجرون القادمون من سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها إلى اليونان عبر بحر إيجة أو البحر المتوسط.

03:00 - 04/09 - IMH