صحیفة مصریة: دماء الحجاج في رقبة 'آل سعود' قولا واحدا

صحیفة مصریة: دماء الحجاج في رقبة 'آل سعود' قولا واحدا
الثلاثاء ٢٩ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٧:١٠ بتوقيت غرينتش

شنت صحیفة مصریة في تطورغیر مسبوق، حملة شعواء علی حکام السعودیة، وحمَّلتها مسؤولیة دماء الحجاج الذین قضوا إثر التدافع بمشعر منی، مبدیة اندهاشها من محاولات تبرئتها من هذه المسؤولیة.

فقد صدرت صحیفة “المقال”، لرئیس تحریرها الإعلامي إبراهیم عیسی، الاثنین، بعناوین عریضة تتساءل باستنکار: “لماذا یحاولون تبرئة السعودیة من موت الحجاج؟ ولماذا نسی الرئیس (السیسي) تعزیة المصریین في وفیات الحجاج، وعزَّی ملك السعودیة؟ وکیف أصبحت إیران شماعة السعودیة للتغطیة علی تقصیرها في خدمة الحجیج؟ وهل ما حدث جریمة مدبرة ومؤامرة علی السعودیة أم إهمال؟”.
وفي عددها الاثنین، خصصت “المقال” أربع مقالات کاملة لمهاجمة حکام السعودیة.
قولا واحدا.. دماء الحجاج في رقبة نظام آل سعود
هذا هو العنوان الذي حمله المقال الأول، متسائلا: “هل کان آل سعود ینتظرون سقوط مئات القتلی لمراجعة خطط الحج؟ ولماذا تتکرر حوادث تدافع الحجاج؟ ولماذا تغیب الاستعدادات السعودیة لمنعها دائما؟”.
وفي المقال قال عماد حمدي: “تکاد تکون کل حوادث التدافع السابقة متطابقة، وتکاد تکون طریقة تعاطي المسؤولین السعودیین معها متطابقة أیضا، طالما أن هناك مبررا اسمه التدافع، وطالما لا تخجل السلطات من تحمیل الحجاج مسؤولیة مقتلهم، کأن الذي ذهب لأداء فریضة الحج یأبی أن یؤدي مناسکه في سهولة ویسر، ویرید أن یتدافع أو یتزاحم أو یفقد حیاته”.
وشدد الکاتب علی أن “کارثة مقتل الحجاج لن تکون الأخیرة طالما استمر الإهمال والتقصیر والعجز البین عن تأمین حیاتهم”.
وأضاف: “المسؤولون السعودیون ـ کعادتهم ـ لم یمتلکوا شجاعة تحمل المسؤولیة عن الحادث، برغم أنه لا مسؤول غیرهم عن تأمین حیاة الملایین الذین یؤدون شعائر الحج منذ وصولهم إلی أراضي المملکة، وحتی مغادرتها، بل ألقوا باللوم علی الحجاج لأنهم تدافعوا خلال رمی الجمرات، کأن نظام آل سعود لا یعلم أن وجود هذه الأعداد الغفیرة ینطوي علی احتمال، ولو ضعیف، لحدوث مثل هذا التدافع، وأن مسؤولیتهم هي منع حدوث ذلك أو التدخل العاجل لوقف تفاقم الکارثة متی حدثت”.
واستطرد الکاتب: “جاءت التصریحات الرسمیة کلها باهتة کأي تصریح لمسؤول عربي بعد أي کارثة، علی طریقة فتح تحقیق عاجل حول ملابسات الواقعة، ومراجعة خطط تأمین الحج، فلا التحقیقات ستسفر عن شیء، ولا جدید سیحدث، وسیظل مثل هذه الحوادث مرشحا للتکرار خلال مواسم الحج المقبلة”.
والأمر هکذا، اختتم عماد حمدي مقاله مؤکدا أنه “قولا واحدا.. دماء الحجاج في رقبة نظام آل سعود”.
الفکر السلفي الوهابي سبب مقتل الحجیج في منی
المقال الثاني قال أن “الفکر السلفي الوهابي سبب مقتل الحجیج في منی”، بحسب عنوانه هذا.
فقد تساءل طارق أبو السعد: “هل قتلی الحرم آثمون لقتل بعضهم؟”.
وابدی أبو السعد اندهاشه من تبریرات المسؤولین السعودیین للحادث، فقال: “برغم امتلاك المملکة سبعة آلاف کامیرا تصور الحج بالفیدیو، فیا للعجب لم تقدم لنا فیدیو واحدا یثبت من تسبب في هذا الهرج والتدافع.. هل هي سلوکیات الحجیج التي هي في کل مرة المتهمة في التدافع، وخصوصا المصریین (رغم أنهم فی هذه المأساة لم یوجد منهم إلا عدد صغیر)، هل یجب أن نتوقف عن البحث عن السبب، والاکتفاء بقولنا: یا بختهم، ماتوا وهم یحجون وأن هذه دلالة علی حسن الخاتمة.. أم أن ننظر إلی کل هذه الکوارث علی أنها تهدید لعرش المملکة کراعیة لضیوف الرحمن تستمد منهم القوة، والشرعیة؟”.
الرئیس لا یعزي شعبه
في مقاله بالعنوان السابق تساءل محمود صلاح، باستنکار: “کیف یعزي السیسي ملك السعودیة، وهو المتسبب وحکومته في الفشل التنظیمي الذي راح ضحیته أکثر من 750 حاجا؟”.
ورأی صلاح أن “المفاجأة أن الملك السعودي لم یعز مصر بل إن من قام بذلك هو الرئیس السیسي، فهل یوجد شیء أکثر غرابة من هذا؟ رئیس یسقط من شعبه أکثر من 100 قتیل وجریح خلال أقل من أسبوعین في دولة تسبب سوء تنظیمها لأهم حدث دیني في مقتل أکثر من 900 حاج فضلا عن مئات الجرحی؟”.
السعودیة هي التي یجب أن ترسل برقیات تعزیة في تدافع “منی”
هكذا عنون لؤي الخطیب مقاله، وهو الرابع في إطار حملة الجریدة علی حکام السعودیة، متسائلا: “کیف یختلف الموقف المصري من مقتل الحجاج في تدافع منی عن الموقف المکسیکي من مقتل سائحیها في مصر؟”.
وأردف: “یجب توجیه السؤال لکل الدول التي أرسلت البرقیات، خصوصا مصر، رئاسة وحکومة”.
وتساءل الخطیب بالعامیة المصري: “مین مفروض یعزي مین؟”.
وتابع: “لنستدع من الذاکرة المصریة القریبة ما قامت به المکسیك بعد حادث مقتل السیاح في الواحات.. ماذا لو کانت المکسیك قد أرسلت برقیة تعزیة للرئیس المصري؛ لأن الحادثة وقعت علی أرضه؟”.
واختتم مقاله قائلا: “هذا بالضبط ما حدث، وعلی الحکومة المصریة، في الفترة المقبلة، أن تتابع بنفسها التحقیقات التي تجري في السعودیة، وأن تعلن ذلك صراحة، فعدد الحجاج المصریین الذین سقطوا – حسب آخر إحصاء معلن – هو 55 حاجا، وأسر هؤلاء ینتظرون نتائج التحقیقات، ومحاسبة المسؤول المقصر إن ثبت التقصیر، ولن تفیدهم برقیات التعزیة لملك السعودیة، أو لوزیر الداخلیة”، وفق قوله.