عيناك يا سيد حميد، ستبقى شاخصة تلاحقهم

عيناك يا سيد حميد، ستبقى شاخصة تلاحقهم
الأحد ٠٤ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٤:٤٠ بتوقيت غرينتش

الوحوش الكاسرة لاتتغذى إلا على طاعة الشيطان، فمنذ ان زرعت بريطانيا آل سعود في اقدس المقدسات الاسلامية وهم في خدمة الشياطين، لم تكن فاجعة منى لا الخدمة الأولى ولا الأخيرة، فهم من دفعوا لتفجير وهدم المساجد واضرحة الائمة والصحابة وحتى التراث في العراق، وهم من فتحوا باب "الجهاد" للشيطان في سورية ضد الابرياء.

فقدنا ما فقدنا.. وما ادراك ما فقدنا، قافلة كبيرة من قرر الاعين وفلذات الاكباد، لكن النسيان نعمة انعمها الله على عباده كي تستمر القافلة وهي تطوي حلم الحياة الكريمة في هذه الغابة من الوحوش الكاسرة التي لاتتغذى إلا على طاعة الشيطان، فقدنا ثلة من المؤمنين كي تترابط خيوط التاريخ، ليبقى جرح علي بن ابي طالب (ع) نازفا يروي شجرة الاسلام، ليبقى رأس الحسين (ع) شاخصا على الرمح يعلو على الكفر حتى بعد موته.. ليبقى ثقل وطأة علي بن الحسين وهو يطوف البيت العتيق، ولتبقى قامة المتكبرين مقزَمة في اعين الاحرار، فالمتكبر كصاعد الجبل، يرى الناس صغارا وينسى انهم يرونه صغيرا ايضا.. وليبقى شهدائنا مكتوبون في السماوات السبع كما هو حال اسد الله حمزة، ولنسمع نداء جبرائيل ينادي من الافق بسم الله الرحمن الرحيم: وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عُوقبْتُم بِه، ولئن صَبَرتم لهُو خير للصابرين... وهنا تتجسد رؤية زينب عليها السلام: يا يزيد، والله لن تمحو ذكرنا، وهذا هو ديدن التاريخ ليعتبر به اولي الالباب، والذين كفروا اوليائهم الشيطان يخرجهم من النور الى الظلمات، وهذا ما كان من حال ابي جهل وعتبة ومن ارادوا طاعة الشيطان، حتى امست خاتمتهم جهنم وبئس المصير.

وهذا هو حال آل سلول العصر آل سعود، فمنذ ان زرعتهم بريطانيا في اقدس المقدسات الاسلامية وهم في خدمة الشياطين، ولم تكن هذه هي الفاجعة الاولى التي كان ورائها آل سعود ومن خلفهم آل الشيخ فقد هدروا من دماء المسلمين ما لم يهدره الصليبيون ولا القرامطة من قبل ويسمون رأسهم  بـ"خادم الحرمين"، ولن تكون هي الفاجعة الاخيرة مادامت هذه الطغمة البدوية المتعجرفة قائمة على على مقدسات المسلمين وليس لنا سوى ان نقول ما قيل من قبل، "اخرجوا الكفار من بلاد المسلمين"، وصدق ابو الحسن علي عليه السلام حين قال: حين يبكي الشجاع يضحك الجبان، وهذا هو حال آل سعود اليوم وامس وما سبق، ضحكوا على جراحات المسلمين، بل دافعوا عن الشيطان بالمال والعتاد وكل ما كان لهم من قوة ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.

ووصل بهم التعجرف اليوم، الى التعاضد علنا مع الصهاينة ضد المرابطين في الاقصى، وابرياء اليمن في صعدة وصنعاء وعدن والحديدة، يقتلون الاطفال  ويخشون مواجهة الرجال وانساهم الشيطان قول الرسول صلى الله عليه وآله: جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ. ولا احد يجرأ اليوم بالقول اننا نشمر بفكرة المؤامرة، فكيف ذاك وقد اضحت الامور بوضوح الشمس، فهم اعانوا ابالستهم في العراق تحت يافطة التكفير ودفعوا المبالغ لتفجير وهدم المساجد واضرحة الائمة والصحابة وحتى التراث، وهم فتحوا باب "الجهاد" للشيطان في سورية ضد الابرياء من المسلمين وغيرهم من الاديان حتى لاتكشف عورتهم ويعلم الناس انهم يستهدفون الاسلام وكل مايمت بصلة بهذا الاسلام.

واليوم وبعد كل المؤامرات عن بعد ان خرجوا بانفسهم ليدافعوا عن الشيطان في منى، والحيلولة دون رجم الشيطان فذاك يؤذيهم وهم لازالوا يلملمون جراح فشلهم في وأد الثورة الاسلامية في ايران وتقطيع العراق وتمزيق سوريا واخرها فشلهم في اليمن، وهذا ما اضعف الشيطان وهم عبيده فخرجوا لينتقموا من المسلمين لصبرهم وجلدهم في مقارع الشيطان.

خرجوا ليدافعوا مباشرة عن رمزهم الذي استمسكوا به.. خرجوا ليضحوا بدماء المسلمين حرمة لجمرات الشيطان، ومن يقول لا يجب ان يجيبنا لماذا لم يسقط سعودي او اماراتي واحد في هذه الفاجعة، وكيف تتمكن غرفة السيطرة لدائرة مرورهم ان تلحظ تصادم سيارتين فيهرعون اليها لعدم تعطيل السير، ولا يرون الالاف من المسلمين يختنقون في منى وهم يمتلكون تسع مئة كامرة مراقبة وتجسس على الحجاج في المشاعر.. وكيف ضمنوا من قبل عدم دخول تكفيري واحد يفجر نفسه في جموع المسلمين في مكة والمدينة، فان كنتم تدرون فتلك مصيبة وان كنتم لاتدرون فالمصيبة اعظم.. لكن الله يمهل ولا يهمل، واذا ما غضب على النملة اعطاها جناحين ليصيبها الغرور وتموت وحيدة.

لا يسعنا هنا سوى ان نعزي ذوي الشهداء الذين سقطوا ظلما في منى من اي قطر اسلامي كانوا، ونقول لهم قول الله عز وجل: ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق مما يمكرون ) صدق الله العلي العظيم.

وليس لنا سوى ان نعزي العالم الاسلامي وعائلة اخينا وزميلنا السيد حميد ميرزاده بهذا المصاب الجلل ونقول له عيناك كما عينا جدك الحسين عليه السلام ستبقى شاخصة تلاحقهم لتخلد شعار يالثارات الحسين.

* رائد دباب