دماء حادث "مِنىَ"؛ أم تورتة العيد الوطنى ياسفير السعودية؟!

دماء حادث
الثلاثاء ٠٦ أكتوبر ٢٠١٥ - ١٠:٤٢ بتوقيت غرينتش

كنت أتصور أن المملكة العربية السعودية ستنكِّس أعلامها فى كل سفاراتها على مستوى العالم فى عيدها الوطنى الـخامس والثمانين حزنا على منكوبى حادث تدافع مشعر “مِنىَ” ومراعاة لمشاعر ذويهم، إلا أن السفارة السعودية فى القاهرة أقامت حفلها المعتاد سنويا وسط حضور رسمى لوزراء فى الحكومة المصرية ومحافظ القاهرة ولفيف من الشخصيات العامة والإعلامية..

وكنت أتصور أن سفير مملكة خادم الحرمين الشريفين سيبدأ الحفل بكلمة عزاء على روح ضحايا الحادث الأليم لكافة ربوع العالم الإسلامى وخاصة المصريين ومواساة لأسر الحجيج الموتى.. او الوقوف دقيقة حداد على أرواحهم أو إقامة حفل تأبين أو إلغاء الإحتفال من أصله، غير أن “السِّكين” كانت هى سيد الموقف تحت هيمنة يد السفير السعودى وحفنة من الوزراء المصريين وأخرى من سفراء العالمين العربى والإسلامى تشق تورتة العيد شقا وسط تصفيق حاد وصاخب دون إبداء أدنى حُمرة من الخجل أو مراعاة لأسر شهداء مشعر مِنىَ!

ياتى هذا فى الوقت الذى يتزايد فيه عدد حالات وفاة الجاج المصريين جراء الحادث ووصل إلى (146) حالة، بينما بلغ عدد المفقودين (92) حالة، والمصابين (11) حالة.. أى أن العدد يرتفع لحظة بلحظة. هذا، حسبما أعلن القنصل العام المصرى فى جدة، السفير عادل الألفى.

وأخذ سفير المملكة فى التفاخر والتباهى باقتصاد المملكة وفضلها، حسبما هو يرى، فى استتباب الأوضاع فى العالم العربى وتناسى ما أقترفته أيادى الشر من قتل للأطفال وتشريد للشيوخ واغتصاب للمرأة والبنات القَصًّر فى سوريا والعراق واليمن وليبيا بحكم الأنا العمياء..

وبالرغم أن القنصلية العامة المصرية تتابع أعداد حالات الوفاة والمفقودين والمصابين حتى الانتهاء من الأزمة بكامل طاقاتها على المحاور التالية:

أولاً: غرفة عمليات القنصلية العامة، حيث مازالت تتلقى اتصالات من ذوى المتوفين والمفقودين والمصابين (من داخل وخارج المملكة) وتقوم بالرد على استفساراتهم، وإبلاغهم بما يتم بشأنهم حسب المعلومات المتوفرة لديها بالتواصل مع السلطات السعودية المعنية وبعثات الحج النوعية المختلفة.

ثانياً: فريق عمل قنصلى متواجد بمشرحة المعيصم، يقوم بحث المسئولين بوزارتي الصحة والداخلية “الأدلة الجنائية” بسرعة فرز جثامين الضحايا والتعرف على هوياتهم وموافاة القنصلية العامة بالبيانات أولا بأول.

ثالثاً: فريق عمل قنصلى يقوم على مدار الساعة بمراجعة مصلحة الطب الشرعى التابعة لوزارة الصحة السعودية.

رابعاً: فريق عمل القنصلية العامة يواصل بالتنسيق مع البعثة الطبية، متابعة حالة المصابين.

إلا أن يبقى سؤال: هل يستقبل المصريون موتاهم فى الأيام القادمة كما فعلت طهران لفحص الجثث بواسطة الطب الشرعى والوقوف على أصل الحكاية والرواية.. أم أن حكومتنا الموقرة سترفع شعارها المعتاد ” قضاء الله وقدره.. وشكر الله سعيكم”.. ؟!

• أشرف أبو عريف  - الدبلوماسى