خبير عسكري يتحدث عن اسقاط الطائرة الروسية والرد المحتمل +فيديو

الأربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٧:١٣ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) - ‏25‏/11‏/2015 – أكد خبير عسكري واستراتيجي أن تركيا أخطأت التقدير بإقدامها على اسقاط الطائرة المقاتلة الروسية التي كانت بمهمة قتالية في سوريا، معتبرا أن تركيا ارتكبت عدوانا وفقا لقواعد القانون الدولي والاعراف العسكرية.

وقال الدكتور امين حطيط في حوار مع قناة العالم الإخبارية ضمن برنامج بانوراما مساء الثلاثاء إن الوقائع والمعطيات التي أعلن عنها حتى الآن تمكننا من القول بأن الطائرة اسقطت فوق الارض السورية، خاصة وان الطيارين الذين هبطوا بالمظلة نزلوا في منطقة تصل الى عمق 6 كيلومتر داخل سوريا، وبالتالي في التحليل العسكري يعتقد أن الطائرة كانت ايضا فوق الارض السورية، ثم قذف بالطائرة والطيار الى عمق اكثر.

وأضاف: ولهذا السبب نحن نميل بشكل مؤكد الى الأخذ بالرواية الروسية بأن الطائرة كانت على بعد كيلومتر ونيف من الحدود بين سوريا وتركيا، وعندما سقطت الطائرة وقفز الطياران بالمظلات، دخلوا أكثر في العمق السوري، والفيديو الذي انتشر بعدها يظهر أحد الطيارين جريحا أو كجثة، كان ضمن المنطقة التي يتواجد فيها المسلحون الذين ترعاهم تركيا وهم ضمن الارض السورية.

وتابع حطيط: فبالتالي مجمل المعطيات في تحليلها تقودنا الى الاخذ بالرواية الروسية والقول بأن تركيا استهدفت الطائرة وهي في الأجواء السورية، وهي في ذلك ارتكبت عدوانا وفقا لقواعد القانون الدولي ووفقا للاعراف العسكرية. 

مقارنة بين طائرات سوخوي و اف15 أو اف16

وأوضح الدكتور امين حطيط أن طائرة سوخوي ليست طائرة مقاتلة، هي طائرة قاذفة مجهزة بتسليح لأهداف أرضية وتحمل قنابل ورشاشات للإسناد الارضي، وليست معدة للإعتراض او القتال الجوي بخلاف الحال مع الـ"اف15" والـ"اف16" التي يكون إعدادها الاصلي والأساسي هو للقتال الجوي ولصراع طائرة-طائرة، وبالتالي كل من الطائرتين له مزايا تختلف، الاولى مجهزة للعمل الارضي والثانية مجهزة للعمل الجوي.

وقال حطيط: فبالتالي عندما نقول ان طائرة اف15 أو اف16 اسقطت طائرة سوخوي، فهذا امر طبيعي وبديهي في علوم الطيران، ولا ننتظر لطائرة السوخوي ان تتصدى لطائرة اف15 او تعترضها او تدخل في صراع معها.

طائرة "سو-24" الروسية

وأضاف: ولذلك نحن نعتقد ان عبارة "الطعن بالظهر" التي استعملها الرئيس بوتين، تعبر جيدا عن واقع الحال، خاصة ان الاتراك وحلفاءهم يعلمون ان الطائرة التي اسقطوها هي طائرة اسناد ارضي ولا تشكل تهديدا لطيرانهم، وهي داخل الاراضي السورية ولا تشكل تهديدا لأرضهم، اضافة الى أن هذه الطائرة تقوم بمهمة بات العالم كله يعرفها وهي مهمة قتال الإرهابيين، وبالتالي حتى لو كانت الطائرة فوق الارض التركية فلا أعتقد أن واقع الحال يبرر لتركيا أن تتدخل ضدها. 

الدوافع المحتملة

واعتبر الدكتور امين حطيط أنه في الحالتين وحتى مع الرواية التركية، فإن طبيعة المهمة التي تقوم بها الطائرة الروسية تنسف الرواية التركية وتجعلنا نبحث عن الاسباب الحقيقية التي دفعت تركيا للقيام بهذه العملية، والتي برأينا تتصل اولا برغبة تركية لوقف العملية العسكرية السورية في المنطقة وتحقيق النجاحات.

وتابع حطيط: ثانيا الضغط لإبعاد الجيش السوري الذي يتلقى الإسناد الجوي من هذه الطائرة وسواها عن منطقة استراتيجية هامة بالنسبة لتركيا وهي منطقة جبال التركمان، ثالثا استدراج روسيا لنزاع مع تركيا ما يؤدي الى انحرافها عن المهمة التي جاءت من أجلها، او ما يؤدي الى استدعاء الناتو الى تركيا.

وقال: أنا أعتقد أن تركيا قد اساءت التقدير، وهناك احتمالان، الاول ان يكون القرار تركي وتريد الآن ان توزع مسؤولية هذا القرار مع الغرب، او يكون القرار اصلا هو قرار اميركي، خاصة وأن الأمر يذكرنا بإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء وبعض التداولات الإعلامية التي تقول إن الغرب و"إسرائيل" تحديدا وراء إسقاط الطائرة بنية الضغط على روسيا لتتوقف عن دعم الجيش السوري.

واضاف: هذه النقطة وما سبقها من مواقف تركية وخاصة في الإسبوع الأخير، تشير الى ان هناك قرار تركي اتخذ بناء لتفاهم مع الاطلسي، او كان بمثابة جس نبض لروسيا ماذا تفعل، فإن ذهبت ووقعت في الإستدراج تكون قد انحرفت عن مهمتها السورية. 

الرد الروسي المحتمل

وقال الدكتور أمين حطيط: إن من ينتظر ان يكون الرد عسكريا روسيا على الارض التركية فأنا أعتقد أن ظنه خاطئ، لأن روسيا ستحلل الموقف بدقة ولا تنزلق الى كمين قد يكون نصب لها من قبل تركيا او الحلف الاطلسي، لذلك أعتقد أن الرد الذي ننتظره من روسيا، وهذا ما تتجه اليه، سيكون في ثلاثة اتجاهات.

وتابع: الإتجاه الأول إتجاه حمائي دفاعي زجري، وهذا يعني أن تقدم روسيا على نشر منظومات دفاع جوي فاعلة على الساحل السوري وعلى الحدود السورية بشكل يمكنها من فرض حظر للطيران المعادي بأي هوية او جنسية كان، وسيكون اول من يستهدف في هذا المجال الطيران التركي او اي طيران يخدمه أو يؤازره، وبهذا تسقط روسيا اي تفكير تركي بإقامة المنطقة العازلة سواء في الشمال او الشمال الغربي.

الاركان العامة الروسية تعلن قرار موسكو بقطع جميع اتصالاتها العسكرية مع أنقرة

واضاف حطيط: الرد الثاني اعتقد انه سيكون هناك تسريع للعمل العسكري البري بدعم من العمليات العسكرية الجوية لإنهاء وجود المسلحين في المنطقة التي تعني بشكل مباشر تركيا والتي تعتبرها استراتيجية.

وصرح: المسألة الثالثة قد لا تكون عسكرية او ميدانية، قد تكون سياسية او اقتصادية وذات طابع دبلوماسي تنسيقي بدأتها روسيا بقطع الإتصال العسكري مع تركيا، وستطورها بشكل الضغط الإقتصادي والسياسي.

AM – 25 – 00:15