القرضاوي وأردوغان .. "شيلني واشيلك"

القرضاوي وأردوغان ..
الأربعاء ٠٩ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٧:٣٢ بتوقيت غرينتش

لم ولن يكون الشيخ يوسف القرضاوي ، بدعا من البدع ، او شخصا مستغربا او استثناء في التاريخ الاسلامي القديم والحديث ، في زج ايات القران الكريم والاحاديث النبوية الشريفة في قضايا سياسية وحتى شخصية ، انتصارا لفريق على فريق او شخص على شخص ، فمثل القرضاوي كثر في التاريخ القديم والحديث ، وهم كثر اليوم ، ولن يكون المستقبل خال البتة.

العارفون بتاريخ القرضاوي ومواقفه السياسية ، يرون وبشكل لافت استخدامه المفرط للقران الكريم والحديث النبوي الشريف ، كسلاح ماض يرفعه في وجه كل من يقف او يعترض او ينتقد حزبه ، حزب “الاخوان المسلمون” ، ولا يتواني عن رفع مكانة رفاقه في الحزب الى مستوى الملائكة والانبياء والاولياء الصالحين ، باية او حديث ، ويكفر في المقابل معارضيهم وكل من يعتقد انه يقف في طريقهم ، يخرجهم بآية او حديث من الملة والدين.

توظيف القران الكريم والحديث النبوي الشريف من قبل القرضاوي لاغراض حزبية وشخصية ، بان واتضح بشكل صادم ، منذ ما عرف باحداث “الربيع العربي” وسقوط محمد مرسي في مصر ، وما حدث بعد ذلك من تطورات ، وكذلك فيما تشهده اليوم سوريا واليمن ، وقبلها ليبيا ، وصعود الاخوان في تركيا ، حيث افتى القرضاوي بقتل هذا الرئيس ، ومساعدة ذلك الرئيس ، وحرم الانتخابات في بلد ما وحللها في بلد اخر، وافضى القدسية على نظام ما ، وسلبها عن نظام اخر ، والاهم من كل هذا وذاك ، افتى بتدخل الناتو و “الكفار” ، لاسقاط انظمة عربية واسلامية ، بهدف تمهيد الارضية لصعود حزبه ، الا انه ساهم في ضياع دول باكملها ، دون ان يصل حزبه الى الحكم.

اكثر الفتاوى القرضاوية غرابة تلك التي خرجها لنصرة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، فقد قال عنه إن الله وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة يساندون أردوغان ، وشبهه بموسى (ع) ، حين ذكر القرآن الكريم على لسان ابنة النبي شعيب (ع) ، حين قالت لأبيها عن موسى: “يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين” ، وافتى بوجوب دعم المنتجات التركية، واقتصادها بكل الوسائل المتاحة ، بعد المواجهة بين روسيا وتركيا اثر تدخل الاخيرة في سوريا.

يرى المراقبون ان موقف القرضاوي من تركيا ، والذي يحاول تسويقه من خلال الايات القرانية والاحاديث النبوية ، هو تحريف للدين وزج للقرآن وآياته الكريمة في خلافات سياسية لخدمة مصلحة حزبية تقتضي دعم الرئيس التركي لتحالفه مع الإخوان رغم سياساته العلمانية البعيدة عن الدين في بلده ، وان فتاوى القرضاوي تاتي عادة نتيجة لمساعدة أردوغان ، قيادات الإخوان في اسطنبول ولا علاقة لها بالإسلام ،وفي المقابل يرى هؤلاء المراقبون إن أردوغان يرى في التحالف مع الإخوان خدمة لطموحاته في التوسع والنفوذ لاستعادة السيطرة العثمانية ، وبعبارة اخرى يمكن وصف العلاقة القائمة بين الرجلين على انها علاقة قائمة على “مبدأ” “شيلني واشيلك”.

استخدام القرضاوي للفتاوى واستغلال المشاعر الدينية للمسلمين ، لأهداف سياسية لنصرة لحزب الاخوان المسلمين ، والدول التي تساعد هذا الحزب وفروعه في منطقة الشرق الاوسط باتت مكشوفة ، ولا علاقة لها بالدين ، وكثيرا ما تؤدي هذه الفتاوى ، الى الفتن والاقتتال بين ابناء الوطن الواحد ، كما حدث في ليبيا وسوريا ومصر واليمن والبحرين والعراق ، الامر الذي ادى الى ان يُدرج اسم القرضاوي ، وهو في الثمانين من العمر ، على قائمة المطلوبين الخاصة بجهاز “الإنتربول” الدولي ، استنادا الى تهم وجهت له ، من بينها التحريض على ارتكاب القتل العمد.

*فيروز البغدادي/ شفقنا