التلقي الاقليمي للمرحلة الايرانية الجديدة... آفاق وتداعيات+فيديو

السبت ١٦ يناير ٢٠١٦ - ١١:٠٨ بتوقيت غرينتش

(العالم) 16/01/2016 - ليست إيران من سيدخل مرحلة جديدة عقب الإعلان عن البدء بتنفيذ مندرجات برنامج العمل المشترك مع مجموعة الخمسة زائد واحد، فهي ثابتة على مواقفها منذ بداية ما أرادت بعض الجهات تسميته بملف إيران النووي.

إلا أن الإعلان عن البدء بتنفيذ الاتفاق سيؤسس بلا شك لمرحلة وآفاق سياسية جديدة على مستوى التعاون وإزالة بؤر التوتر وإحباط فتائل التفجير التي تحاصر المنطقة وتنعكس على العالم موجات من الهجرة والإرهاب والتوترات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

عبر اللاعبون الرئيسيون حقول الألغام التي عملت على نشرها دول إقليمية تتقدمها السعودية ودول أقل شأنا بغية الحؤول دون إنجاز الاتفاق بأي ثمن، خشية خسارة حظوتها لدى شريكها الغربي والأميركي على وجه الخصوص.

فالاتفاق رغم أنه لا يمنح إيران دورا هي تمتلكه بالأساس في المنطقة إلا أنه يشكل اعترافا رسميا من خصومها بضرورة أخذ رؤاها ومواقفها من ملفات المنطقة وأزماتها وحروبها وتباعا حلولها وتسوياتها إذا صدقت النوايا وطابق القول الفعل

والسعودية هي أكبر المتضررين من ذلك فهي غارقة في حرب يمنية بادرت بإطلاقها وخسرت عنصر المبادرة في هذه الحرب ومتورطة بدعم الجماعات المسلحة في سوريا والعراق ما جعلها موضع اتهام بالوقوف وراء ظاهرة الإرهاب وضالعة في عملية قمع منظم للشعب البحريني ومواطنيها في المنطقة الشرقية.

ثاني الممتعضين الكيان الإسرائيلي الذي تتصدر إيران منذ انتصار ثورتها قائمة الأخطار الوجودية في سياسات الكيان الأمنية والاستراتيجية.

فالكيان يرى في أي اتفاق مع إيران بغض النظر عن مضامينه فرصة لإيران ستحسن استغلالها لتعزيز مواقفها الداعمة لدول محور المقاومة وفصائلها ما يعيد تل أبيب إلى المربع الأول مرة أخرى لتواجه أسئلة وجودية سعى خلال العقد والنيف الماضي الترويج بأنها أصبحت من الماضي.
 
قد لا يشكل البدء بتنفيذ الاتفاق النووي عصى سحريا لأزمات المنطقة وتوترها إلا أنه إشارة البدء بانطلاق عملية سياسية شاملة تحمل البصمات نفسها، وقد لا يشكل حلف الممتعضين من الاتفاق خطرا على الاتفاق إلا أنهم قد يلجأون إلى التصعيد أو اختراع الأزمات.

02:00 - 17/01 - IMH