فيديو.. داوود أوغلو والتصفيق والصفير داخل الحرم المكي؟!

الأربعاء ٠٣ فبراير ٢٠١٦ - ٠١:٥٣ بتوقيت غرينتش

أثارت زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو الى الحرم المكي ضجة وجدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن قام عدد من المعتمرين بإطلاق الهتافات والصفير، ترحيباً به!

ويبيّن مقطع الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع، تجمع مجموعة من زوار الحرم في الدور الأرضي وعلى الشرفات لإلقاء التحية على أوغلو.

واعتبر البعض ان تجاهل داوود أوغلو آداب الزيارة لهذا المشعر وضرب عرض الحائط بكل الأعراف التي درج عليها زوار البيت الحرام من وجوب تعظيمه وتشريفه ما أراد الله.. وأنست الزعامة رئيس الوزراء أنه في حضرة بيت الله الحرام وأخذ يبادل بعض المعتمرين التحية وكأنه في مؤتمر دعاية حزبي وهو ما يخالف ما نصت عليه القواعد الشرعية من وجوب تقديس البيت الحرام وإخلاص النية لله وحده عند زيارته.

ووصف الإعلامى أحمد موسى الفعل الذى أقدم عليه رئيس الوزراء التركى خلال زيارته الكعبة المشرفة وداخل البقعة المقدسة بـ”الخروج عن الدين”، مضيفا: “أوغلو عمل فرح وزغاريد وحفل دعاية له داخل الكعبة المشرفة”. 

واستنكر علماء الأزهر، قيام داوود أوغلو رئيس وزراء تركيا، بإلقاء التحية على المعتمرين داخل الحرم المكي، الأمر الذي أدى إلى وجود حالة من الفوضى وسط تصفيق وصفير، مؤكدين أن هذه الفعلة تتنافى مع آداب الزيارة.

وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن ما فعله أوغلو حرام شرعًا، لأن الحرم المكي مكان مقدس له هيبته ويجب على كل مسلم أن يحترمها، ويبعتد عن الأمور الدنيوية والسياسية ويتحلى بآداب الزيارة وأن يترك الدنيا، ويتعلق قلبه بالآخرة وبذكر الله -عز وجل-.

وأضاف المفكر الإسلامي: أن فعلة أوغلو هذه تتنافى مع الشعيرة -العمرة-، وحرمة البيت الحرام، وتعد تكرارًا لنموذج الصفير والتصفيق الذي كان يفعل في الجاهلية، مصداقا لقول الله تعالى: «وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً» الأنفال (35)، موضحا أن المُكاء أي الصفير، و«التصدية»، أي التصفيق.

وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن للمسجد الحرام آدابًا ينبغي للمسلم أن يتحلى بها عند دخوله، وهي نظير الآداب في كل مسجد إلا أنها تعظم في المسجد الحرام لمكانته ومنزلته وحرمته.

من جانبه، نبه الدكتور إسماعيل شاهين، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، على أن للمسجد الحرام آداب عند الزيارة، ويجب على المعتمر أو الحاج التحلي بها، ومنها الاستكثار من ذكر الله تعالى، وعدم المزاحمة والتناحر، مؤكدًا أن فعلة أوغلو هذه تتنافي مع آداب زيارة بيت الله العتيق، وتنقص من ثواب العمرة.

وشدد نائب رئيس جامعة الأزهر سابقًا، على أن التصفيق والصفير داخل الكعبة يُسيء إلى قدسية الحرم المكي، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: «وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً»، مشيرًا إلى أن هذه الآية وردت في حق المشركين وصفت سوء فعلتهم بالتصفيق والصفير داخل بيت الله الحرام.

وأوضح أن للعمرة أركان أربعة لا تصح إلا بها، وهي: الإحرام، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير، مؤكدًا أن هذه فعل المعتمرون هذه الأركان فعمترهم صحيحة.

من جهتها، حذر الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، زائري البيت العتيق، من أن التصفيق والصفير بالحرم المكى حرام شرعًا، كما أنه من أعمال الكفار لقوله تعالى: «وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً» الأنفال (35).

وألمح «إدريس» إلى أن ما فعله البعض لرئيس الوزراء التركي داوود أوغلو، داخل الحرم المكي من تصفيق، لا يليق بجلال بيوت الله تعالى، عما فيه من تشويش على المصلين والمعتمرين والذاكرين لله تعالى، لافتا إلى أن هذا الفعل يصدر من جهال بتعاليم ديننا الحنيف.

وقد أطلق روّاد تويتر وسماً عبّروا فيه عن استيائهم مما حصل، من تصرفات تكسر الضوابط الشرعية معتبرين أن هذا الأمر لا يجب أن يتم في الحرم المكي، وفيما يلي بعض التعليقات: