مشايخ السعودية هم الإمداد اليومي لدمار الإنسانية

مشايخ السعودية هم الإمداد اليومي لدمار الإنسانية
الخميس ٠٤ فبراير ٢٠١٦ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

منذ سنوات ومجلس الامن الدولي يصدر قرارات تلو القرارات، وتُعقد المؤتمرات الدولية برعاية القوى الكبرى في العالم، وتُشكل تحالفات عسكرية دولية عشرينية وثلاثينية وستينية، يتضائل امامها حلف الناتو، كلها من اجل التصدي للجماعات التكفيرية، لكن دون ادنى جدوى.

الملفت ان الجماعات التكفيرية، وبعد كل تلك القرارات والمؤتمرات والتحالفات، اصبحت اكثر انتشارا وقوة من ذي قبل، فقد امتدت “داعش” الى مختلف انحاء العالم، ونفذت تهديداتها حتى في قلب اوروبا وامريكا وافريقيا، الامر الذي اثار العديد من علامات الاستفهام حول الجهد الدولي الذي تقوده امريكا والناتو وحلفاؤها في المنطقة مثل السعودية وتركيا، ضد “داعش” والجماعات التكفيرية الاخرى.
ان التهديد الوجودي الذي تمثله الجماعات التكفيرية وفي مقدمتها “داعش” والقاعدة، للعديد من الدول وفي مقدمتها الدول العربية والاسلامية مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال ومصر وباكستان وافغانستان، دفع بالكثير من النخب العربية والاسلامية، الى اعتبار ما تقوم به امريكا ودول مثل السعودية وتركيا وقطر، من “مسرحية استعراضية” لمحاربة “داعش”، ليس الا ذرا للرماد في العيون، من اجل اخفاء الاهداف الحقيقية وراء انتشار الفيروس “الداعشي” في البلدان العربية والاسلامية .
هذه النخب قدمت رؤية حول آلية محاربة الجماعات التكفيرية، التي تنخر بالمجتمعات العربية والاسلامية، تختلف كليا عن رؤية امريكا وحلفائها، فهي اكدت على معالجة العلة الحقيقية وراء انتشار التكفير و”داعش” والقاعدة في المنطقة والعالم، فهذه الرؤية ترى ان “داعش” واخواتها، ليسوا سوى معلول لتلك العلة، وفي حال القضاء على تلك العلة، فعندها ستزول “داعش” واخواتها بكل سهولة ويسر.
حول تفاصيل هذه الرؤية الى ظاهرة التكفير وكيفية التصدي لها، سننقل راي الإعلامي المصري المعروف إبراهيم عيسى، وهو من بين تلك النخب التي اشرنا اليها، فهو يرى أن الفكر الوهابي السلفي هو العلة الرئيسية وراء انتشار الإرهاب في المنطقة والعالم، معتبرا مشايخ الوهابية في السعودية، بانهم المصدر الاول لبث سموم التكفير بين الناس، مطالبا بمحاكمتهم، وعدم الاكتفاء بمحاكمة الارهابيين والمتطرفين، فهو يرى ان هؤلاء الارهابيين هم ضحية مشايخ الوهابية، الذين يجب ان يحاسبوا ويعاقبوا، فلا يوجد انتحاري ارهابي الا وهو سلفي وهابي.
وكمثال عن السموم التي ينفثها مشايخ الوهابية في عقول الشاب ويحولوهم الى قنابل موقوتة، يعرض ابراهيم عيسى في برنامجه على قناة “القاهرة والناس“، مقطع فيديو للداعية الوهابي السعودي صالح الفوزان، وهو يفتي بأنه من غير المستحب قول كلمة “آل محمد” في الصلاة على النبي (ص)، ولكن يجب أن تقال “اللهم صل على محمد وآل محمد وأصحابه” لأن اللفظ الأول يردده الشيعة.
وعلق عيسى على الفيديو، قائلا: “شوف وصلت لدرجة إيه من العداء، يعني الشيخ يتنصل من الصلاة على آل سيدنا محمد (ص) علشان الشيعة بيقولوها”، مستدركاً الشيعة يقرأون الفاتحة فهل تترك قراءتها والشيعة يقيمون الصلوات الخمس فهل تغيرها انت لأن الشيعة يؤدونها!!.
من الواضح ان مشايخ الوهابية الذين يعلنون ليل نهار ان “الشيعي كافر”، وان دمه حلال، فعندما يأتي ارهابي يفجر نفسه لقتل الشيعي، فما معنى تنصل مشايخ الوهابية من عمل الانتحاري، بينما هم أساس هذا العمل الارهابي والدافع له وهم لا يقلون بشاعة وارهابا عن الانتحاري.
لقد آن الاوان للقوى الكبرى في العالم وعلى رأسها امريكا، اذا ارادت حقا محاربة الارهاب، ان تكف عن نفاق السعودية من اجل نفطها الرخيص وعمالة زعمائها، فهذا النفاق الفاضح، وفي حال استمراره، سيؤدي لا محالة الى انتشار فيروس الوهابية حتى في المجتمعات الغربية، بالشكل الذي يخرج عن السيطرة، لذلك لابد من الضغط من اجل محاكمة مشايخ الوهابية الذين يغذون الانتحاريين بالفكرالارهابي المتطرف، فالعلاج الناجع لمحاربة التكفيريين، يكمن في محاربة الفكر وليس محاربة التنظيم، الذي يعتبر وليد لذلك الفكر المتطرف الارهابي، ونقول كما قال ابراهيم عيسى:”أن مشايخ السعودية هم الإمداد اليومي لدمار الإنسانية”.

* جمال كامل - شفقنا