طهران: الأزمة السورية نتيجة لتدخل بعض دول المنطقة والعالم

طهران: الأزمة السورية نتيجة لتدخل بعض دول المنطقة والعالم
الإثنين ٠٨ فبراير ٢٠١٦ - ٠٨:٥٣ بتوقيت غرينتش

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسين جابري أنصاري، أن الأزمة في سوريا نتيجة لتدخل بعض دول المنطقة والعالم.

وبحسب وكالة "إرنا"، قال جابري أنصاري اليوم الإثنين، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي ردا على سؤال حول استعداد السعودية لإرسال قوات برية إلى سوريا وتأثير ذلك على الأزمة في هذا البلد، قال إن الأزمة في سوريا هي نتيجة لتدخل بعض القوى الإقليمية والدولية ومحاولاتها لفرض سياساتها على الحكومة والشعب السوري وإن الأزمة تفاقمت اليوم وتحولت إلى قضية إقليمية ودولية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكد أن هذه السياسات لن تجدي نفعا في معالجة الأزمة في سوريا بل ستؤدي إلى تفاقمها.

وشدد جابري أنصاري على أن إيران تعتقد بأن أي إجراء لحل الأزمة لابد أن يأخذ حفظ السيادة الوطنية ووحدة الأراضي واستقلال الدول بنظر الاعتبار وأن أي خطوة بعيدة عن الاتفاق مع الحكومات التي تواجه الأزمة لن يودي إلا إلى تفاقم الازمة.

إيران تعتمد استراتيجية ثابتة ومستدامة لنصرة الشعب الفلسطيني

واكد المتحدث باسم الخارجية أن دعم الشعب الفلسطيني ومساندة المقاومة الإسلامية في فلسطين يعد من الثوابت التي انتهجتها الجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران.

وأضاف جابري انصاري، أن مساندة حركات المقاومة في فلسطين التي تحظي بقاعدة شعبية لدى الشعب الفلسطيني تعد جزء أساسيا من سياسات إيران المبدئية؛ مبيّنا أن تواصل طهران مع حركة حماس يدخل في هذا الإطار العام من السياسات العامة للبلاد.

وتابع أن الجمهورية الإسلامية تسعى لنصرة العالم الإسلامي انطلاقا من ثوابتها الإنسانية فهي تنظر إلى القضية الفلسطينية كونها القضية الأساسية للمسلمين ووفقا لهذا التوجه فهي تتبع استراتيجية ثابتة لمساندة ونصرة الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع بوجه الاحتلال.

إيران والاتحاد الأوروبي يتباحثان مرة كل ستة أشهر

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الأوروبي سيجريان مباحثات مشتركة مرة كل ستة أشهر.

وحول زيارة "فدريكا موغريني" مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي إلى ايران خلال الربيع القادم، قال جابري أنصاري، أن ما أصبحت مؤكدة هي زيارة "هيلغا اشميد" مساعدة مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى طهران، وأن اشميد ستجري اليوم ويوم غد مباحثات مع مسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية.

وصرح أن إيران والاتحاد الأوروبي اتفقا بأن تجري المباحثات الثنائية في طهران وبروكسل (مقر الاتحاد الإوروبي) على التوالي مرة واحدة كل ستة أشهر.

العلاقات الإيرانية الروسية تشهد المزيد من التطور

وبشأن العلاقات بين طهران وموسكو أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن العلاقات مع روسيا تشهد تقدما في مختلف المجالات مشيرا إلى أن هذه العلاقات تتواصل بزخم أكبر على مستوى المسؤولين والمؤسسات القانونية في كلا البلدين.

وأشار جابري أنصاري إلى زيارة مستشار قائد الثورة الاسلامية في الشؤون الدولية علي اكبر ولايتي إلى روسيا مؤخرا معتبراً ان التعاون الدفاعي بين روسيا وإيران يشهد تقدما كبيرا على الرغم من إن حظر الأسلحة على إيران لازال قائماً ولفت إلى أن أقوى دليل علي قوة هذه العلاقات هو التعاون الإقليمي بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالملف السوري.

وأضاف أن العلاقات الإيرانية الروسية ثابتة وراسخة وأن الزيارات بين مسؤولي البلدين هي على قدم وساق، وتجري على أعلى المستويات.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية إن زيارة ولايتي لموسكو مؤخراً جاءت بدعوة من معهد البحوث الدولي في روسيا وقد قام ولايتي باعتباره رئيس مركز البحوث الإستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام، بلقاء العديد من القادة الروس وأجرى معهم محادثات حول ألاوضاع الإقليمية والدولية.

طهران تتابع ملف الصیادین الایرانیین المعتقلین لدی السلطات الكویتیة

وأكد جابري أنصاري متابعة طهران لقضية 3 من صيادي الأسماك الإيرانيين الذين اعتقلوا في مياه الخليج الفارسي من قبل قوات عسكرية كويتية.

وأوضح أن ما حدث حتى الآن هو أن إيران لم تتبلغ خطيا من قبل الكويت بهذا الخصوص بل بعض النقاط طرحت بصورة شفهية.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن المواجهة بين زورقي الصيد البحري الايراني والكويتي أو في الحقيقة الذين يستقلون زوارق الصيد الكويتية هم من حملة الجنسيات العربية الأخري، حدثت في مياه الخليج الفارسي؛ مؤكدا أن وزارة الخارجية والسفارة الإيرانية لدى الكويت تتابع هذا الملف ومصير الصيادين الثلاثة عبر القنوات الدبلوماسية لغاية الحصول على النتيجة.

العلاقات الجیدة بین ایران والیونان هي موضع اهتمام

وأکد جابري أنصاري علی اهتمام ایران بالعلاقات الجیدة التی تربط أثنیا بطهران منذ انتصار الثورة الإسلامیة، وقال ردا على سؤال حول العلاقات بين إيران واليونان إن هذه العلاقات كانت دوما متميزة.

وأعرب عن أمله بأن تمهد الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء اليوناني إلى طهران حاليا والمباحثات التي يجريها مع المسؤولين الإيرانيين والاتفاقات الحاصلة بين البلدين لتعزيز العلاقات بينهما أكثر فأكثر في ظل الظروف المتاحة بعد تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي).

وصرح أنه من المؤكد بأن العلاقات الجيدة التي تقيمها اليونان مع إيران في كافة المراحل بعد انتصار الثورة الإسلامية هي موضع اهتمام طهران.

 ظريف يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن

وفي معرض رده على سؤال حول مشاركة إيران في مؤتمر ميونيخ للأمن قال جابري أنصاري إن إيران دعيت على أعلى المستويات للمشاركة في هذا الموتمر وأن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيشارك فيه.

وأضاف أن مباحثات دولية ستجري على هامش مؤتمر ميونخ للأمن حول الازمة في سوريا وهذا الأمر رهن بعقد المؤتمر الدولي المتعلق بالأزمة في سوريا وإذا عقد هذا الاجتماع فإن المشاركة فيه ستشكل هدفا آخر لوزير الخارجية.

لا يجب ربط الحج بالقضايا السياسية

وقال المتحدث باسم الخارجية إن الحج واجب ديني وعبادي ولا يجوز دمجه بالقضايا السياسية وقضايا السعودية مع أي من الدول.

وأضاف أن الحج هو فريضة دينية بالنسبة للمسلمين جميعا وأن ستضافة هذه المناسبة العظيمة تعد فخرا للملكة العربية السعودية لكن هذا الفخر منوط بشكل طبيعي بمتطلبات الاستضافة.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن أمله بأن تلتزم السعودية بما أعلنته وأن تقوم في إطار الآليات المتبعة سنويا بتوجيه الدعوة للجهات الإيرانية المعنية في شؤون الحج للتمهيد لتأدية فريضة الحج من قبل مواطني الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وردا على سؤال بشأن فاجعة منى ومتابعة طهران لهذا الملف، أكد أن ملف منى لن يغلق أبدا؛ لا في ضمير الشعب ولا من قبل الحكومة والمسؤولين؛ مضيفا، أنها فاجعة كبيرة حدثت بسبب سوء الإدارة من قبل حكومة الرياض.

وتابع جابري أنصاري قائلا، أن طهران بدأت متابعة ملف منى عبر القنوات القانونية والمحادثات الثنائية مع شتى الدول الإقليمية؛ فضلا عن الجهات والمنظمات الدولية مؤكدا أن البلد المضيف يجب أن يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية.

وقال إن نجاح هذه الجهود رهن بحصول تغير في السياسات الأحادية للسعودية مشيرا إلى أن الخارجية الإيرانية وضعت متابعة ملف فاجعة منى على جدول أعمال متابعاتها والمؤسسات القانونية ذات الصلة بين البلدين.