ضباب ميونيخ يلف المشهد السوري والسعودية تتوعّد الأسد

ضباب ميونيخ يلف المشهد السوري والسعودية تتوعّد الأسد
السبت ١٣ فبراير ٢٠١٦ - ٠٧:٢٣ بتوقيت غرينتش

لم يبدد لقاء ميونيخ الكثير من الضباب الذي تكثف حول الملف السوري منذ الإجهاض السعودي ـ التركي لمؤتمر «جنيف 3».

وافاد موقع "السفير" انه وعلى الرغم من الاتفاق على ما سمي «وقف الاعمال العدائية» تدريجيا على أمل الوصول الى وقف لإطلاق النار أكثر شمولا، وفتح الطرق أمام المناطق المحاصرة، وهما أساسا ما طالبت به السعودية والشخصيات المعارضة التي تدعمها خلال الاسبوعين الماضيين، إلا ان ما تبين لاحقا ان المنسق العام لهيئة المعارضة المتمركزة في الرياض رياض حجاب، أعلن رفضه لتفاهمات ميونيخ، فيما تولى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مجددا عملية «التفخيخ»، حيث ربط التسويات والتقدم في الحرب على «الإرهاب»، برحيل الرئيس السوري بشار الاسد.
واذا لم تكن هذه الضبابية كافية، فإن إعلان قادة فصائل مسلحة انهم تلقوا من الدول الداعمة لهم، صواريخ «غراد» متطورة لمواجهة الهجوم السوري لتحرير الشمال الحلبي، يزيد المشهد التباسا، اذ يعني بشكل ما ان مدينة حلب نفسها قد تظل عرضة للهجمات الصاروخية حتى لو نجح الجيش و«وحدات حماية الشعب» السورية الكردية، في إبعاد خطوط انتشار الفصائل المسلحة عن المدينة. لكن من بين الامور الكثيرة التي تحتاج الى انجلاء طبيعتها في الأيام المقبلة، طبيعة «وقف الاعمال العدائية»، خصوصا ان الطرفين الروسي والاميركي، أكدا سوية ان الضربات الجوية على الارهاب، وتحديدا «داعش» و «جبهة النصرة» ستستمر.
الأسد، من جهته، أعلن أن مكافحة الإرهاب والتفاوض مساران منفصلان، مؤكداً تصميمه على استعادة كل الأراضي السورية، لكن ذلك قد يتطلب «وقتاً طويلا» وذلك بسبب «الحالة الراهنة المتمثلة في الإمداد المستمر للإرهابيين عبر تركيا، وعبر الأردن».
وأكد الأسد أن المعركة الأساسية في حلب هدفها «قطع الطريق بين حلب وتركيا» وليس السيطرة على المدينة بحد ذاتها، وذلك في الوقت الذي كانت فيه القوات السورية توسع من نطاق حماية نبل والزهراء، عبر سيطرتها على تلتي ضهرة القرعة وضهرة القنديلة ومرتفعات الطامورة جنوب غرب الزهراء في ريف حلب الشمالي. كما سيطرت القوات السورية على قريتي جب السعد ورسم أمون والتلال المحيطة بهما على طريق سلمية ـ إثريا بريف حماه الشرقي.
واعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الأمني، أنه لا يمكن هزم «داعش» إلا إذا أزيح الأسد عن السلطة، وأن هذا الهدف سيتحقق في نهاية المطاف.
وكان الجبير قد بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في سوريا والمنطقة. وقال لافروف ان اجتماع مجموعة دعم سوريا في ميونيخ لم يتطرق نهائيا الى مسألة دور عسكري سعودي في سوريا. كما قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن الوزيرين «لم يتطرقا إلى موضوع العملية العسكرية السعودية المخطط لها في سوريا».
وقال اثنان من قادة المسلحين في سوريا، لوكالة «رويترز»، إن «مقاتلي المعارضة حصلوا على كميات جيدة من صواريخ غراد من داعميهم الأجانب خلال الأيام الأخيرة، لمساعدتهم على التصدي لهجوم تنفذه الحكومة السورية شمالي حلب بدعم من روسيا».

اجتماع ميونيخ

وكانت المجموعة الدولية لدعم سوريا، التي تضم 17 دولة، قد اتفقت على خطة طموحة، لكنها هشة، لوقف الأعمال العدائية في سوريا، في محاولة لإعادة تحريك مفاوضات «جنيف 3» التي توقفت حتى 25 شباط الحالي.
وفي ختام مفاوضات استمرت لأكثر من خمس ساعات، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مؤتمر صحافي مع لافروف والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إن الدول الـ17 اتفقت على «وقف للمعارك في جميع أنحاء البلاد في غضون أسبوع».
كما اتفقت المجموعة على «بدء تسريع وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية فورا». وقال كيري إن ذلك «سيبدأ هذا الأسبوع أولاً إلى المناطق الأكثر احتياجاً، ثم إلى الذين يحتاجون إليها في البلاد، وخصوصاً في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها». وأشار إلى أن هذه المساعدات ستشمل سلسلة من المدن المحاصرة منها دير الزور حيث يطوقها عناصر تنظيم «داعش»، وأن الأولوية ستكون أيضاً لإيصال المساعدة الإنسانية «إلى الفوعة وكفريا والمناطق المحاصرة في ريف دمشق، مضايا والمعضمية وكفر بطنا». وقال إن «وصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق، حيث الحاجة إليها أشد إلحاحاً، يجب أن يشكل خطوة أولى في اتجاه وصول المساعدة بلا عراقيل إلى كل أنحاء البلاد».
وأعلن كيري أن المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة «ستستأنف في أسرع وقت ممكن»، لكنه حذر من أن «ما لدينا الآن هو حبر على ورق، ونحتاج لان نرى في الأيام المقبلة أفعالاً على الأرض»، فيما أكد لافروف أن المفاوضات حول الحل السياسي «يجب أن تبدأ في أسرع وقت ممكن، من دون إنذارات أو شروط مسبقة».

109-2