مصر تدرب قوات عراقية وليبية لتوسيع نفوذها الإقليمي

مصر تدرب قوات عراقية وليبية لتوسيع نفوذها الإقليمي
الأحد ١٤ فبراير ٢٠١٦ - ٠٣:٠٠ بتوقيت غرينتش

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية نصير نوري أن بغداد بصدد إرسال قوات عسكرية قتالية إلى مصر لتدريبها خلال الفترة القريبة المقبلة.

تدريب الجيش المصري لقوات من الجيش العراقي، يأتي في أعقاب زيارة رسمية، قام بها وزير الدفاع العراقي إلى القاهرة قبل أيام، وجرى خلالها الاتفاق على هذا الأمر، انطلاقاً من عوامل مهمة بالنسبة إلى البلدين. فالقاهرة تطرح استراتيجية مختلفة في مواجهة "داعش"، خلاف وجهات النظر المطروحة عربيا ودوليا. تلك الاستراتيجية، تتمثل في أن يتم تدعيم الجيوش القائمة في تلك الدول، وﻻ سيما العراق وليبيا، وربما أيضا سوريا.

وفي الوقت، الذي استقبلت فيه القاهرة وزير الدفاع العراقي، كان القائد العام للقوات المسلحة الليبية موجوداً في القاهرة. وقد طرحت الحكومة المصرية الأمر نفسه على المسؤول الليبي بهدف تقوية وتعزيز القوات الليبية.

مصر، وكما يرى متابعون لملفات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تسعى للعب دور إقليمي آخذ في التنامي، عبر محاور سياسية وعسكرية في مختلف الاتجاهات. فهي تعلن وجهة نظرها لقادة الدول الغربية، التي تتحين الفرص للتغلغل وجوديا في مناطق النزاعات.

الأمر الآخر، أن الدعم، الذي تقدمه مصر للجيش العراقي يمثل جزءاً أصيلا من استراتيجيتها الدولية في مواجهة الإرهاب، وﻻ سيما في ملف مكافحة تنظيم "داعش"، الذي تدفع القاهرة بكل قوة لمحاربته ضمن استراتيجية دولية واضحة. وهو ما يتوافق والرؤية الروسية، التي تجسدت في توقيع اتفاق مع الحكومة العراقية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن دعم كل من موسكو والقاهرة لبغداد في وجه الممارسات الاستفزازية، التي تقوم بها أنقرة على الأراضي العراقية.

من جانبه، أكد الجيش العراقي أن المجموعة، التي سيرسلها إلى مصر، ستكون من القوات الخاصة، وسيتم تدريبها من قبل قوات الصاعقة المصرية؛ كاشفا عن وجود تفاهمات مع الجانب المصري على تدريب طيارين وفنيين عراقيين، سيتم تحديد عددهم خلال المرحلة المقبلة.

على صعيد آخر، حمَّل مراقبون التعاون العسكري بين بغداد والقاهرة أبعادا سياسية كبرى؛ إذ رجح رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية الدكتور واثق الهاشمي أن يكون هناك تحالف واصطفاف سياسي بين القاهرة وبغداد، لأن البلدين يلتقيان في رغبتهما بالانفتاح على جميع الدول؛ إضافة إلى توافقهما في قضايا منطقة الشرق الأوسط ومن بينها الملف السوري، وحتى في شأن التحالفات الدولية.

وأشار الهاشمي إلى أن العراق يريد الانفتاح ومد الجسور ليس مع مصر فحسب، بل ومع الأردن والسعودية وتركيا وكل دول الجوار.

5