الانتخابات الايرانية... رؤية من الداخل+فيديو

الأربعاء ١٧ فبراير ٢٠١٦ - ١٠:٥٩ بتوقيت غرينتش

(العالم) 17/02/2016 - رحلة الوصول الى البرلمان بدأت حتى قبل انطلاق الدعاية الانتخابية، بحسم القوى والتيارات السياسية المتنافسة في ايران لقوائم مرشحيها.

وقد شجعت الاعداد الكبيرة لمرشحي الانتخابات التشريعية وهم اكثر من ستة الاف ومئتي مرشح اي بمعدل عشرين مرشح مقابل كل مقعد في البرلمان البالغ عدد مقاعده مئتين وتسعين، على الدخول بحماسة للمعركة الانتخابية، الا ان المشهد الانتخابي اضفى تحديات جديدة انعكست في حرص كل تيار على الامساك برموزه التقليديين والظهور بقوائم موحدة، في ضوء  انحياز بعض من كان محسوبا على هذا التيار او ذاك للانضمام الى ائتلافات وسطية قد تحدث تغييرا في خارطة القوى السياسية وتركيبة البرلمان المقبل.

في خضم ذلك اعلن حزب المؤتلفة الاسلامي وما يعرف بحزب السوق الايراني التقليدي واحد ابرز قوى التيار المبدئي عن انسحاب جميع اعضاء قائمته حفاظا على القائمة الرئيسة التي قدمها التيار في العاصمة طهران.

وكذلك فعل جملة من المحسوبين على هذا التيار بعد تبكير التيار الاصلاحي بالاعلان عن قائمة مرشحيه لطهران وان ضمت شخصيات قريبة من التيار المبدئي وتيار الاعتدال الذي يتزعمه الرئيس حسن روحاني، ما يفسره البعض بمحاولة من تيار الاصلاح لرفع حظوظه الانتخابية وتمكنه من عقد ائتلافات تحت قبة البرلمان في مواجهة المبدئيين الرافضين لتوجهاته.

واعلن زعيم قائمة الاصلاحيين في طهران محمد رضا عارف ان الانتخابات التشريعية التي ستجرى في السادس والعشرين من الشهر الجاري، يجب ان تكون امتدادا للانتخابات الرئاسية التي جرت في الفين وثلاثة عشر والتي انسحب منها عارف لصالح مرشح الاعتدال الرئيس روحاني، كما يجب والقول ما زال لعارف ان تؤسس للانتخابات الرئاسية في الفين وسبعة عشر، في اشارة الى ابقاء المعتدلين في الصدارة منعا من وصول الخصوم من المبدئيين.

والى جانب هذه الاصطفافات تدور معركة الافكار والرؤى بين تيار الاعتدال الذي يسعى الى الاستفادة من الانجازات المهمة التي حققتها حكومة روحاني في مجال الاتفاق النووي والانفتاح الاقتصادي الدولي على ايران اثر رفع الحظر عنها، والتيار المبدئي الذي يعتبر نفسه السد المنيع امام اي استغلال غربي للاتفاق النووي لتحقيق نفوذ او تغلغل في مفاصل النظام والمجتمع الايراني.

وكما يستند تيار الاعتدال الى الدعم الذي حصل عليه من قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد على خامنئي اثناء خوضه مفاوضات مع الدول الست وصولا الى اتفاق فيينا النووي، يرى التيار المبدئي انه اقرب الى توجهات القيادة في التحذير من النفوذ الغربي، ودعوته الاخيرة الى الحذر من مخططات غربية للتشكيك بمصداقية المؤسسات المعنية بالعملية الانتخابية كمجلس صيانة الدستور وذلك بهدف النيل من البرلمان والتجربة الديمقراطية الايرانية.

02:00 – 18/02 - 5