السعودية هي السبب المباشر في استمرار القطيعة بين مصر وايران

السعودية هي السبب المباشر في استمرار القطيعة بين مصر وايران
الخميس ١٠ مارس ٢٠١٦ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

أكد المحامي المصري ورئيس حزب الوفاق القومي بمصر، محمد محمود رفعت، انه منذ صدر قرار وزراء الخارجية العرب اعتبار حزب الله المقاومة تنظيم ارهابي بحسب زعمهم وبمشروع من دول الرجعية العربية تكشف دور تلك القوي والحكومات في تنفيذ المشروع الصهيوني الأميركي.

وقال رفعت في حديث لوكالة "فارس"، ان حزب الله مهمته منذ البداية وحتى الآن مواجهة العدو الصهيوني بعد انتصاره في معارك عام 2006 وتحرير الجنوب اللبناني، ومازال يمثل الحماية للبنان، بل لبوابة الامة العربية من لبنان ضد العدو الصهيوني وأميركا، ولا يتهم حزب الله بأنه إرهابي إلا الصهاينة ومن والاهم وانضم إليهم، والرجعية العربية هي الثالوث المكمل لاعداء الامة المحددين وهم الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية.

وأضاف: هذا القرار يكشف الوجه القبيح للرجعية العربية المعادية لكل تطلعات أمتنا، ولعل ماتم كان بطلب من الوفد الصهيوني الذي زار السعودية "قيادة القوي الرجعية" في المنطقة العربية، ومنذ امتد نشاط حزب الله دفاعا عن سوريا قلب العروبة النابض، وأعداء الامة يسعون لاستبعاده من معادلة المقاومة لأنهم لا يريدون إلا أمثالهم من المستسلمين الراكعين، وتنفيذا منهم لتوصيات وزير الخارجية الأميركي بأن إسقاط سوريا يعني سقوط لبنان التي تعيش بلا رئيس منذ زمن، وانه حين تسقط سوريا (لاقدر الله) سيكون ذلك فاتحة سقوط لبنان بتغذية القوي المختلفة فيها للتناحر على الرئاسة، وقرار اتهام حزب الله بأنه حركة إرهابية يعني الاتهام لكل القوى المعادية للثالوث المعادي لامتنا بالإرهاب، فلا يتبقى إلا الكيان الصهيوني قائدا وحليفا لممثلي الرجعية العربية.

ونوه رفعت، إننا هنا من مصر العريبة لن ننسي موقف السعودية من دفع الرشوة لاغتيال الزعيم جمال عبد الناصر ودعم جماعات الإرهاب السياسي من النصرة إلى داعش إلى القاعدة وغيرها، وهي الجماعات التي تأسست بدعم قطري سعودي صهيوني لتنفيذ مخطط تفتيت الامة العربية، ولعل قرار اعتبار حزب الله حركة إرهابية يصب مباشرة في خدمة الاستعمار والصهيونية، فبعد فشلهم في إسقاط سوريا ووقوف حزب الله إلى جانب القوى الشريفة الحرة والجيش العربي السوري في تحرير الأرض من قوى الإرهاب كان سعيهم للتخلص من حزب الله.

وتابع: بل أكثر من ذلك، يكون عدائهم غير العادي لإيران وهي من يدعم المقاومة العربية في مواجهة الإرهاب، ومحاولة تحويل الأنظار عن الصراع العربي الصهيوني إلى صراع عقائدي شيعي سني المستفيد الوحيد منه هو الكيان الصهيوني ومن والاه من تلك الأنظمة المنبطحة لمشروع الصهاينة، وكأن المطلوب مني كعربي معاداة إيران المسلمة الداعمة للحق العربي واستبدالها بهؤلاء الساعين لتنفيذ مخطط التقسيم والتبعية.

وقال: "لعلهم يتذكرون حين قام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بزيارة لبنان والوقوف على بوابة فاطمة بالجنوب اللبناني المحرر ليعلن للكيان الصهيوني الدعم الكامل للمقاومة وتحرير الأرض، ولعلهم لا يتذكرون الدعم الإيراني غير المحدود لسورية قلب العروبة النابض في مواجهة جماعات الإرهاب المصنوعة بمعرفة الصهاينة والرجعية العربية بقيادة السعودية".

واضاف: ان التجربة الإيرانية في مواجهة الحصار الاستعماري استطاعت صناعة التقدم والنهضة وفرضت ارادتها على المجتمع الدولي، فهل نعادي إيران لان أميركا والصهاينة يعادونها؟! هذا هو منطقهم، ولكننا نعادي من يعادينا ونصادق من يصادقنا، وإيران كانت وستظل الصديق المخلص لقضايا أمتنا، وما كانت زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لمصر مرتين بعد 30/6 لعرض ما تستطيع إيران تقديمه لمصر، وتهنئة مصر بفرض ارادة شعبها في التخلص من حكم جماعة الإخوان المسلمين وقيامه بتوسيط المرحوم محمد حسنين هيكل وغيره في طلب إعادة العلاقات المصرية الايرانية وعدم رد مصر إلا موقف خاطئ في حسابات السياسة الخارجية المصرية، ولن يكون مبررا أو مقبولا القول بأن مصر قبلت بدفن شاه ايران في أراضيها وإيران قامت بإطلاق اسم خالد الاسلامبولي على أحد الشوارع سببا في القطيعة بين البلدين، ولكن الدور السعودي الرجعي الساعي لقيادة الامة العربية هو السبب المباشر في استمرار القطيعة.

واكد أن مابيننا وبين إيران يجب أن يكون محل حوار وليس محل قطيعة وفصم علاقات مع دولة تساندنا في مواجهة ما يحاك ضد أرضنا، ومن يسعى لتفتيت أمتنا، ولعل صمود قواتنا المسلحة في مصر لمواجهة عصابات الإرهاب خير دليل عن ان الإرهاب لابد من وحدة كل القوى المؤمنة بالسلام لمواجهته، ومن هنا كانت ضرورة لاستعادة العلاقات التاريخية بين مصر وإيران، ولعلنا نتذكر أن القائد جمال عبد الناصر كان داعما للمعارضة الإيرانية بقيادة اية الله الخميني (ره) في مواجهة الشاه الذي كان يقوم بدور عسكري الحراسة في المنطقة لحساب الصهاينة وأميركا، ولعلنا نتذكر ان سفارة فلسطين في طهران الآن هي نفسها ماكان سفارة لأعدائنا في حكم الشاه، فهل نظل في حالة العداء غير المبرر مع إيران؟! وقال "نعيد التأكيد على أن قرار إدانة حزب الله واعتباره حركة إرهابية لا يخدم في كل الأحوال الا الصهاينة والأميركان وقوى الرجعية العربية، فالتحية والاحترام لحزب الله المقاوم واللعنة على العملاء والمطبعين".

3ـ 106