على غرار تركيا..

ألمانيا تسعى لإقامة "مناطق آمنة" بسوريا للاجئين

ألمانيا تسعى لإقامة
الأحد ٢٤ أبريل ٢٠١٦ - ٠٦:٢٣ بتوقيت غرينتش

قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم السبت إن ألمانيا تسعى لإقامة "مناطق آمنة" لإيواء اللاجئين الفارين من سوريا، وهي الفكرة التي تبنتها تركيا طويلاً في مواجهة حذر الأمم المتحدة.

وسوف يساعد إبقاء اللاجئين على الجانب السوري من الحدود بروكسل وأنقرة، التي تستضيف اكثر من مليوني لاجئ سوري، في كبح تدفق المهاجرين على شواطئ الاتحاد الأوروبي. وحذرت الأمم المتحدة من تلك الخطة، ما لم تكن هناك طريقة تضمن أمن اللاجئين في سوريا.

وبحسب "القدس العربي" دعت ميركل في مؤتمر صحفي بمدينة غازي عنتاب التركية، "لأن يكون لدينا مناطق يفرض فيها وقف إطلاق النار على نحو خاص، وحيث يمكن ضمان مستوى معقول من الأمن".

ومع عجز عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من القتال في سوريا عن عبور الحدود إلى تركيا، والبقاء بدلاً من ذلك قرب معبر أعزاز الحدودي، حيث تقدم وكالات محلية مساعدات إنسانية، اتهم البعض تركيا بإقامة مثل هذه المنطقة خلسة.

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو السبت: إن اتفاق بلاده مع أوروبا بشأن إعادة المهاجرين لا يمكن أن يطبق دون تخفيف القيود على تأشيرات دخول المواطنين الأتراك للاتحاد الأوروبي. لكنه أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ الخطوات المناسبة.

وكانت المستشارة الألمانية قد وصلت إلى إقليم حدودي تركي السبت، للقاء داود أوغلو، في مسعى لتهدئة التوتر حول اتفاقية لمواجهة أزمة المهاجرين.

وقبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، قبل نحو ثلاثة أسابيع، كانت ميركل تضغط على القادة الأوروبيين لدعم الاتفاق الذي ينص على إعادة آلاف المهاجرين من الجزر اليونانية إلى تركيا. لكن بعد تزايد التساؤلات حول مدى فاعلية الاتفاق، وإمكانية استمراره لفترة طويلة، ومدى قانونيته أصبح الضغط منصباً على ميركل نفسها.

وفي بادئ الأمر أدّى الاتفاق إلى خفض أعداد القادمين لليونان بشكل حاد. وتزامن تنفيذ الاتفاق مع إغلاق بعض الدول الأوروبية حدودها، مما حرم المهربين من تأمين طرق لعبور المهاجرين إلى دول شمال أوروبا.

لكن المنظمة الدولية للهجرة تقول إن وصول قوارب تحمل نحو 150 شخصاً يومياً يشير إلى أن "الإغلاق المحكم" لطريق الهجرة انتهى فيما يبدو.

تراجع ثقافة الترحيب باللاجئين داخل المجتمع الألماني

لقد تغيرت أمور كثيرة في ألمانيا منذ عام تقريبا، فلم تعد آلاف الصور لمواطنين ألمان يرحبون باللاجئين تجوب العالم بأسره. حيث رفع المواطنون الألمان لافتات كتب عليها بالإنكليزية "مرحبا باللاجئين". فيما تطوع عشرات الآلاف منهم لمساعدة اللاجئين دون مقابل.

وبدلا من هذا كله باتت التظاهرات التي تنظمها حركة بيغيدا اليمينية المتطرفة، مظاهرات دفعت باتجاه انفجار جدل سياسي حول اللاجئين. وزاد من حدة الأمر التزايد الكبير لعمليات إحراق مراكز لجوء رافقتها اعتداءات على لاجئين في مدن ألمانية مختلفة، خاصة بعد الإعتداءات الجنسية لمهاجرين شباب في رأس السنة في كولونيا، والتي خلفت هي الأخرى آثارا سلبية واضحة، واستغلها اليمين المتطرف أيما استغلال.

مراقبون يرون أن ثقافة الترحيب باللاجئين في ألمانيا تقترب من نهايتها، وأن المناخ السياسي قد شارف على التغير. وهو ما صرح به زعيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر لصحيفة "بيلد آم زونتاغ" في وقت سابق أن سياسة المستشارة أنغيلا ميركل تجاه اللاجئين تغيرت.

وقال زيهوفر وهو أيضا رئيس وزراء ولاية بافاريا أن "الحكومة الاتحادية غيرت تماما سياستها المتعلقة باللاجئين رغم أنها لم تقر بذلك".
103-4