تقرير استخباراتي روسي خطير حول "داعش"!

تقرير استخباراتي روسي خطير حول
الخميس ٢٨ أبريل ٢٠١٦ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

أعلنت هيئة الأركان العامة الروسية الأربعاء، أن عدد المسلحين الذين يقاتلون في صفوف "داعش" بسوريا والعراق يبلغ 33 ألف شخص.

وافاد موقع "سوريا الان" ان الفريق سيرغي أفاناسييف ، نائب رئيس الإدارة الرئاسية التابعة لهيئة الأركان العامة والتي تشكل جهاز الاستخبارات لوزارة الدفاع الروسية، قال للصحفيين خلال مؤتمر موسكو الخامس للأمن الدولي، إن عدد عناصر "داعش" في العراق يصل إلى 19 ألف شخص، بينما يقاتل في صفوف الجماعة الإرهابية بسوريا حوالي 14 ألف مسلح.

وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن الإرهابيين تتوفر لديهم دبابات وعربات مدرعة وبنادق غير مرتدة، بالإضافة إلى منظومات مضادة للدبابات وخاصة بالدفاع الجوي، بما في ذلك منظومات محمولة.

وأضاف أفاناسييف: "من المصادر الأساسية لتمويل الإرهابيين واردات يحصلون عليها من تهريب النفط وآثار التراث الثقافي، فضلا عن جمع ما يسميه الإرهابيون بالضرائب المفروضة على السكان المحليين ورجال الأعمال".

وتعليقا على نشاط  "داعش" في سوريا، أكد أفاناسييف أن بعض الدول تسعى إلى استخدام مسلحيها من أجل الإطاحة بالرئيس السوري.

وأضاف المسؤول العسكري في هذا السياق أن "قادة داعش ومجموعات متطرفة أخرى، يسعون في الوقت الراهن إلى عرقلة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أبرمته دمشق والمعارضة المسلحة".

وأوضح أفاناسييف، قائلا: "ويقوم الإرهابيون من أجل تحقيق هذا الهدف باستفزازات رامية إلى تقويض عملية المصالحة بين أطراف الأزمة السورية، بما في ذلك شن هجمات على كل من القوات الحكومية وممثلي المعارضة المعتدلة، الذين انضموا إلى عملية التسوية السلمية".

وشدد أفاناسييف على أن هذا يحدث بفضل "سياسة المعايير المزدوجة" التي تمارسها بعض الدول، التي تحاول استخدام "المجاهدين" من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وبخصوص مواقع "داعش" في ليبيا، أعلن سيرغي أفاناسييف أن عدد مسلحي فصائل "داعش" في هذا البلد قد تجاوز 6 آلاف.

وأشار الاستخباراتي العسكري الروسي إلى أن الإرهابيين "تمكنوا من احتلال موطئ قدم لتوسيع نفوذهم في المنطقة"، موضحا أن  جماعة "داعش" لا تزال تسيطر على منطقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في محيط مدينة سرت تمتد لحوالي 250 كيلومترا.

وقال أفاناسييف إن إرهابيي "داعش" يسعون إلى منع إحياء مؤسسات الدولة الليبية، مؤكدا أنهم يقومون من أجل ذلك بعمليات إرهابية استفزازية وعمليات تخريب حقول النفط والغاز، مع إلحاق أضرار مادية بالمجموعات المسلحة، التي تواجه الجماعة ". 

وشدد أفاناسييف على أن الجماعة الإرهابية تحاول توحيد القبائل المحلية تحت رايتها، فضلا عن جر الدول الأخرى بالمنطقة إلى الأزمة الليبية.

ولفت أفاناسييف، في هذا السياق، إلى أن وجود مصادر تمويلي كبيرة للجماعة الإرهابية في ليبيا مكنتها من جذب أكثر من 4 آلاف من المتطرفين من ليبيا وتونس ومصر إلى جانبها.

وأعاد أفاناسييف أيضا إلى الأذهان أن عناصر "داعش" نفذوا، في مختلف دول المنطقة، سلسلة هجمات إرهابية أثارت أصداء شديدة في العالم بأسره.

وأضاف أفاناسييف أن أعمال المسلحين في تونس أدت إلى انخفاض واردات قطاع السياحة بمعدل 30 بالمئة (ما يعادل حوالي 500 مليون دولار)، "الأمر الذي أسفر عن تصعيد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الجمهورية"، حسب المسؤول العسكري الروسي.

كما لفت أفاناسييف إلى خطورة جماعة "بوكو حرام" المتطرفة الناشطة في نيجيريا والتي تضم في صفوفها أكثر من ثمانية آلاف مقاتل، علما أن "داعش" تعطي هذه الجماعة دورا خاصا في زحفها إلى المناطق غير العربية من إفريقيا.

وأضاف المسؤول العسكري أن مما يزيد الوضع تعقيدا هو تواجد جماعات إرهابية تعرف نفسها على أنها فروع لتنظيم القاعدة، في مالي ومناطق متاخمة لها من الجزائر وموريتانيا والنيجر.

وتابع أفاناسييف قائلا إن معظم هذه الجماعات تتنافس مع "داعش" حاليا على مصادر التمويل ومناطق النفوذ، لكن "نشوء أممية إرهابية شيء لا يمكن استبعاده في حال توصلها إلى اتفاق مع داعش حول بعض المسائل"، الأمر الذي "سيتيح للمتطرفين الوصول إلى موارد هامة وسيمكنهم من زعزعة الاستقرار في المنطقة بل وفي القارة (الإفريقية) بأسرها".

وذكر أفاناسييف أن طموحات "داعش" لإنشاء "دولة" تتعدى حدود العالم الإسلامي، الأمر الذي سيجعل القارة الأوروبية هي الأخرى عرضة للتهديد الإرهابي.

وأشار المسؤول الاستخباراتي العسكري بهذا الصدد إلى ارتفاع مستوى التهديد الأرهابي في أوروبا جراء عودة مسلحين قاتلوا في بؤر النزاعات إلى أوطانهم، وهم مستعدون لتطبيق ما كسبوا من "الخبرات" العسكرية في دول أوروبية.

وذكر أفاناسييف أن أكثر من 800 متطرف وفدوا إلى ألمانيا خلال الأعوام الأربعة الماضية، إلى جانب بقاء التوتر الأمني "في مناطق تمركز الأقليات الإسلامية في النسما وبلجيكا وفرنسا وغيرها من الدول في غرب أوروبا".

كما أورد أفاناسييف أن قادة ميدانيين منفردين لكل من "حركة أوزبكستان الإسلامية" و"حزب التحرير" و"عسكر طيبة" و"اتحاد الجهاد الإسلامي" أعلنوا استعدادهم للقتال جنبا إلى جنب مع داعش.

وأشار إلى أن العدد الإجمالي لإفراد العصابات المرتبطة بـ"داعش" (مع حفاظها على استقلاليتها اسميا) يناهز 4500 شخص.

وأضاف أن زعماء "داعش" يخططون لبسط  سيطرة "خلافتهم" على أراضي عدد من دول جنوب شرق آسيا، سلطنة بروناي وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين، وذلك بهدف "بسط نفوذهم فيما بعد على المنطقة بأسرها التي يقطن فيها أكثر من 250 مليون مسلم".

2-112