العلاقات الاسرائيلية الخليجية قديمة وبدأت تخرج إلى العلن

العلاقات الاسرائيلية الخليجية قديمة وبدأت تخرج إلى العلن
الأحد ٠١ مايو ٢٠١٦ - ٠٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

ينشغل الرأي العام الإسرائيلي، هذه الأيام، بعلاقات الكيان الإسرائيلي مع من تطلق عليهم تل أبيب لقب البلدان العربية السنية "المعتدلة"، خصوصا وأن العلاقات التي كانت سرية للغاية حتى قبل فترة وجيزة، بدأت تخرج إلى العلن، وتحديدا مع المملكة السعودية.

وفي هذا السياق، تناولت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية وبتقرير مطول هذه العلاقات، وقامت بإجراء لقاءات مع عدد من المختصين والمستشرقين حول هذه العلاقات.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، فضل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، نقلت عنه قوله: إن العلاقات التجارية بين "إسرائيل" ودول الخليج (الفارسي) تنفذ في الأغلب عبر تركيا وقبرص، الإسرائيليون الذين يعملون بشكل مباشر مع الدول الخليجية لا يعلنون عن موطنهم بصراحة.

ولفتت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين في تل أبيب: أنه في بداية الثمانينات كانت "إسرائيل" قد استاجرت مع الدول الخليجية، مصنع بسكويت إسرائيلي كان من بين الأوائل الذين باعوا فيها المعجنات، والذروة كانت في التسعينات عندما دشنت "إسرائيل" مكاتب مصلحة في قطر وعمان، رجال أعمال بارزين مثل اسحق تشوفا ومسؤولين من بنك "هبوعليم" سافروا إلى الدول الخليجية بحثا وراء فرص استثمارية.

ايتان ورتهايمر، من أكبر رجال الأعمال في الكيان الاسرائيلي، قالت الصحيفة، دُعي إلى قطر لحضور مهرجان الخيول العربية، مشددة على أن الحليب والمنتجات الزراعية والمنتجات الخشبية والأجهزة الالكترونية والمخصصات الغذائية الحربية تدفقت من "إسرائيل" إلى الدول الخليجية، القطريون بحثوا عن لاعبي كرة القدم الإسرائيليين ليعززوا قوة فرقهم، وشاركت "إسرائيل" في معرض للسلاح في قطر، رجال أعمال من الدول الخليجية تتبعوا آثار الصفقات في "إسرائيل"، البنوك في دول الخليج (الفارسي) فحصت إمكانية الاستثمار بالأسهم الإسرائيلية في بورصة تل أبيب.

وبحسب المصادر عينها في تل أبيب فإنّ إحدى العائلات الملكية في الإمارات الخليجية أبدت اهتمامها بشراء شقق ترفيهية في "إسرائيل".. وأشارت إلى أنّ موقع "الشرق" التابع لألماس ليف لفايف، وهو من أكبر رجال الأعمال الإسرائيليين، وافتتح فرعا له في دبي، يربط بين ليف لفايف نيويورك ولندن ودبي ولا يذكر أي كلمة على الجواز الإسرائيلي لمالك البيت.

وتابع المسؤول عينه قائلاً: مئات الإسرائيليين يسافرون كل عام إلى الشرق على متن "قطر اير ويز" عبر مطار الدوحة، يهبطون ويقيمون هناك عدة ساعات بجواز سفر إسرائيلي دون أي خوف، على حدّ تعبيره.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، عوديد عيران، باحث في معهد دراسات الأمن القومي، وفي الماضي السفير الإسرائيلي في الأردن، يقول: إن منظومة العلاقات بين "إسرائيل" والأردن معقدة..

وتابع قائلاً: هناك حوار دائم بين الجانبين، ليس جميعه علنيًا، ولدينا مصالح مشتركة، قضية الماء، هناك تزويد مغدق للماء من "إسرائيل" إلى الأردن، إنهم بحاجة إلى مياهنا، والارتباط سيأخذ في الازدياد بسبب المليون ونصف لاجئ سوري الذين يأتون إلى الأردن، ولكن ليس هذا بيت القصيد، ولا يجب أنْ ننسى الموضوع الفلسطيني، شدد عيران، صحيح أن هناك انخفاض في الموضوع الفلسطيني لكنه لم يختف تماما، طالما لم يكن هناك حل ولو جزئي مع الفلسطينيين فالتقدم في العلاقات بيننا وبين الأردن والدول الخليجية سيكون بطيئا، على حد تعبيره.

هناك الكثير من الأمور مرتبطة بالفلسطينيين، يجمل أيضا يوئيل جوزنسكي، من كبار الباحثين في مركز أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، حيث يقول: إذا حدث تجدد للاتصالات بيننا وبين الفلسطينيين سيطرأ تسارع في العلاقات مع الدول السنية، التصعيد في الانتفاضة وقتل الفلسطينيين سيؤثر على علاقاتنا بالعالم العربي، بحسب قوله.

أما البروفيسور يورام ميطال، وهو مستشرق من جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، فقال للصحيفة: إن قنوات الاتصال بين مصر و"إسرائيل" مزدحمة على مستوى نقل المعلومات، في اتفاقية "السلام" (التسوية) بين مصر و"إسرائيل" يوجد ملحق عسكري مفصل، حتى لحدّ انتشار مرابض المدفعية في كل نقطة في سيناء.

وتابع قائلاً: خلال سنوات، وفي كل مرة، كان ذيل طائرة لسلاح الجو الإسرائيلي يدخل إلى مصر، كان المصريون يكتبون التقارير عن خرق شروط اتفاق "السلام"، وكذلك كنا نفعل نحن عندما يتسللون هم إلينا.

ولفت المستشرق ميطال إلى أنه في العامين الأخيرين أدخلت مصر إلى سيناء جيشا كاملا، إلى الأماكن التي يحظر عليهم فعل ذلك فيها حسب اتفاقية "السلام" ووافقت "إسرائيل". 

واضاف: إلى أن الحديث يدور عن تغيير دراماتيكي هدفه مساعدة مصر في حربها ضد "داعش" في سيناء، والذي من شأنه أن يتحول إلى مشكلة ما.

وساق قائلاً: لنفترض أن المصريين سيخضعون الإرهاب في سيناء ويتركون هناك قوات رادعة، هل ستوافق "إسرائيل" حينها على ذلك؟ ليس أكيدا، في الأثناء ما تزال تدور هنا في المنطقة متغيرات كانت قبل عامين غير مفهومة وبدت ضربا من ضروب الخيال، قال البروفيسور ميطال، وأضاف في سياق حديثه: من المهم أن نشاهد كيف تبتعد "إسرائيل" عن الولايات المتحدة الأمريكية وتقترب من دول في الشرق الأوسط، بينما الفلسطينيون يقومون بخطوات معاكسة، لديهم خلافات مع دول في المنطقة ويبحثون عن آذان صاغية في الولايات المتحدة وفي أوروبا، قال البروفيسور ميطال وتابع أنه كذلك من غير الواضح فيما إذا كانت المواقف الأساسية تجاه "إسرائيل" في العالم العربي ستتغير، وهنا فأنا متشكك، وفي "إسرائيل" أيضا لا يوجد تغيير لدى معظم الإسرائيليين بطريقة فهمهم للعالم العربي، وإذا كان هناك تغيير فهو فقط نحو الأسوأ، على حدّ قوله.

*المصدر: رأي اليوم

114-3