بانوراما؛ تفجيرات الغرب السوري...ومصير الهدنة الهشة

الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١٦ - ٠٢:٢٠ بتوقيت غرينتش

(العالم)-بانوراما-24-05-2016- طرطوس وجبلة تنضمان الى ضحايا الجماعات الارهابية بعد سلسلة تفجيرات استهدفت المدينتين واوقعت مئات الشهداء والجرحى، اعتداءات تفتح صفحة جديدة من المواجهة مع الارهاب خاصة وانها وقعت قريبة من قواعد القوات الروسية في الساحل السوري. كما تؤكد مرة جديدة ان الكلام عن جماعات مسلحة معتدلة مجرد خدعة من دول اقليمية وخارجية لتغطية الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري.

فقد استشهد واصيب المئات في سلسلة تفجيرات استهدفت مدينتي طرطوس وجبلة شمالي غرب سوريا. واعتبرت دمشق ان التفجيرات تصعيد خطير من الدول الراعية للجماعات الارهابية فيما اكدت موسكو مواصلة دعم الجيش السوري في مواجهة الارهاب.
مدينتان جديدتان تنضمان الى لائحة ضحايا الجماعات الارهابية في سوريا. مدينتا طرطوس وجبلة الساحليتان غربي سوريا، لم يكن يومهما عاديا، حيث شهد سبعة تفجيرات فعلت فعلها في البشر والحجر.
في جبلة اربعة تفجيرات ، حيث استهدفت سيارة مفخخة وتفجير انتحاري موقفا للحافلات، فيما فجر ارهابيان نفسيهما قرب مديرية الكهرباء وقسم الاسعاف في مشفى جبلة الوطني. التفجيرات اوقعت مئات الشهداء والجرحى اضافة لاضرار جسيمة لحقت بالمباني والسيارات.

اما الدخان المتصاعد في سماء طرطوس كان ينبئ بوقوع ثلاثة تفجيرات ارهابية، اثنان منها بسيارة مفخخة وتفجير ارهابي نفسه بموقف الحافلات، فيما فجر ارهابي اخر نفسه في الضاحية السكنية بالمدينة. والنتيجة ايضا، مئات الشهداء والجرحى واشلاء متناثرة في شوارع المدينة.

وزارة الخارجية السورية اعتبرت ان التفجيرات الارهابية تصعيد خطير من قبل السعودية وتركيا وقطر، مشيرة الى ان رفض الولايات المتحدة حلفائها ادراج جماعتي جيش الاسلام واحرار الشام على لائحة الارهاب يؤكد استمرار هذه الدول بتغطية جرائم الارهابيين.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد في برقية تعزية لنظيره السوري بشار الاسد، مواصلة دعم دمشق في مواجهة التهديدات الارهابية. فيما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان هذه التفجيرات تهدف لافشال الهدنة، وتقويض الجهود الدولية لايجاد تسوية سياسية للازمة في البلاد. 

للتفجيرات الارهابية هذه، خلفيات وابعاد في اكثر من اتجاه. فهي تاتي بعد انجازات للجيش السوري وحلفائه على جبهات عدة ووضع الجماعات الارهابية في موقف حرج ما دفعها للانتقام عبر استهداف المدنيين.
اضافة لذلك اتت التفجيرات على بعد كيلومترات قليلة من قاعدة حميميم العسكرية حيث تتواجد القوات الروسية. كما وقعت في اليوم الذي تنتهي المهلة الروسية للجماعات المسلحة للانضمام الى اتفاق الهدنة. حيث اكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان بلاده تحتفظ بحق توجيه ضربات لهذه الجماعات اذا لم تنضم الى الهدنة بحلول اليوم.
كما تؤكد هذه الاعتداءات مرة اخرى ان الكلام عن جماعات معتدلة لم يعد مقبولا، فبغض النظر عن الجهة التي نفذت الاعتداءات الارهابية فانها كلها تعمل تحت راية واحدة تخفي وراءها تورط العديد من الدول الاقليمية والخارجية.

الى ذلك قال الخبير العسكري الاستراتيجي من بيروت أمين حطيط، ان الارهاب يريد استهداف البنية الاقتصادية السورية انتقاما من الهزائم التي لحقت به، وان الجماعات الارهابية استهدفت بتفجيراتها الخزان البشري للقوات المسلحة والثقل الاقتصادي لسوريا وبوابتها الخارجية.

واضاف: ان الذي يفاوض في جنيف هو الأميركي والسعودي وقد قررا اشعال الجبهات.

2