تسرح عشرات الموظفين والمؤسسين بما يعزز سلطة بن سلمان على الاعلام الخارجي..

تسونامي الأزمة الاقتصادية السعودية يضرب عمق "العربية"!

تسونامي الأزمة الاقتصادية السعودية يضرب عمق
الأربعاء ٢٥ مايو ٢٠١٦ - ١١:٥٣ بتوقيت غرينتش

قالت صحيفة “راي اليوم” ان مصادر مطلعة وقريبة من قناة “العربية” السعودية كشفت لها عن قيام القناة بعملية تسريح جماعي لمجموعة كبيرة من العاملين فيها، مساء الثلاثاء، من بينهم صحافيون واداريون وفنيون، عملوا مع القناة منذ تأسيسها عام 2003، ومعظمهم من أصحاب الرواتب المرتفعة، بسبب الازمة المالية التي تضرب الاقتصاد السعودي.

وكانت قناة “العربية” قد اغلقت مكتب بيروت في اول شهر نيسان (ابريل) الماضي، وسرحت جميع الموظفين دون سابق انذار، كما اغلقت القناة مكاتب غزة قبل ثلاثة اسابيع.

وقالت المصادر ان القناة قامت مساء الثلاثاء بابلاغ حوالي 40 شحصا من موظفيها بإنهاء خدماتهم فورا، وبعضهم تم تبليغه صباح الأربعاء.

ووفقا للمصادر فان الهدف من التسريح، كما علمت “راي اليوم”، إعادة هيكلة كبيرة تجري داخل القناة، حيث يتم دمج أقسام وإلغاء أخرى، وتهدف العملية برمتها لتقليص النفقات بسبب أزمة مالية خانقة، وايضا في عملية غربلة بما ينسجم مع الفريق الحاكم في الرياض ومشاريعه المستقبلية على الصعيدين الداخلي والاقليمي.

وكان بن سلمان (ولي ولي العهد السعودي) قد وضع يده على القناة بشكل كامل بعد ان كانت مملوكة للشيخ وليد آل إبراهيم، صهر العاهل السعودي السابق فهد بن عبدالعزيز، حيث اصبحت القناة تحت سيطرة الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، بالاضافة الى مؤسسات صحافية واعلامية اخرى مثل الشركة السعودية للابحاث والتسويق التي تصدر عنها عدة مطبوعات اشهرها صحيفة “الشرق الاوسط” اليومية.

وقال مراقبون مطلعون على التفاصيل لـ”راي اليوم” ان عملية التسريح هذه تهدف الى “تطهير” قناة “العربية” من الكفاءات الصحافية من جنسيات عربية متعددة واستبدالهم بوجوه وعناصر جديدة، وفق مواصفات السياسة السعودية الجديدة، مع التركيز على مسألة الانسجام مع سلطة بن سلمان والولاء المطلق لها، وخاصة الجوانب المتعلقة بلبنان واليمن وسورية والعراق.

وستشمل عملية “الغربلة”، حسب تعبير المراقبين، جميع مكاتب القناة في الدول العربية والعالمية، حيث سيتم تسريح الموظفين، واغلاق المكاتب، كخطوة اولى ثم تعيين بدلاء لهم ينسجمون مع السياسة السعودية الجديدة.

واكدت المصادر نفسها لـ”راي اليوم” ان الغالبية العظمى من العاملين الذين شملتهم هذه التسريحات هم من دول عربية مثل العراق وسورية واليمن وفلسطين، وابناء الطائفة الشيعية خاصة، والمتعاطفين مع المقاومة.

وكانت السلطات السعودية تقدم دعما ماليا سنويا كبيرا للقناة منذ تأسيسها، ولكن فضلت هذه السلطات السيطرة على المحطة بالكامل والغاء تبعيتها الادارية لآل ابراهيم، وكانت الخطوة الاولى بتعيين عادل الطريفي، وزير الاعلام الحالي، مديرا عاما خلفا لعبدالرحمن الراشد، وتردد شائعات بان البحث جار لمدير عام جديد خلفا للحالي تركي الدخيل.

3