أوحدي يكشف للعالم ماحدث في مباحثات الحج والعقبات السعودية

أوحدي يكشف للعالم ماحدث في مباحثات الحج والعقبات السعودية
الأحد ٢٩ مايو ٢٠١٦ - ٠٢:١٧ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏29‏/05‏/2016 ــ حمل رئيس منظمة الحج الايرانية سعيد اوحدي سلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن سلوكها الذي ادى الى حرمان الايرانيين من اداء فريضة الحج هذا العام.

وقال أوحدي في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية في برنامج "من طهران" اليوم الأحد: للأسف عدم التعاون وافتقار وزارة الحج السعودية لحرية القرار، أدى الى حرمان المواطنين الايرانيين من اداء مناسك الحج، وعلى السعودية ان تتحمل تبعات سلوكها هذا امام العالم الاسلامي.

وأضاف اوحدي: للأسف خلال المباحثات الاخيرة كانت تصرفات المسؤولين السعوديين مسيسة بامتياز، حتى انهم عمدوا الى تكرار جملة ان الامن أمر سياسي وأنهم لا يستطيعون ادراج مقترحاتنا في اتفاقية الحج.

وأشار اوحدي الى تناقض أقوال السلطات السعودية مع افعالها، موضحا: أن السعوديين لطالما قالوا انه يجب فصل الحج عن السياسة، لكنهم في الوقت نفسه جهدوا لربط الحج بالاجواء السياسية بين البلدين حاليا.

واضاف: ليس لدى السعوديين اية مبررات للعراقيل التي وضعوها امام الحجاج الايرانيين.

رئيس منظمة الحج والزيارة الايرانية، قال: لقد قدمنا 20 حلا للسعوديين لضمان امن وحماية الحجاج وحفظ كرامتهم.

ليس لدى السعوديين اية مبررات للعراقيل التي وضعوها امام الحجاج الايرانيين

واضاف: لدينا مشاكل كبيرة فيما يتعلق ببعض إجراءات السعودية في مطاري جدة والمدينة.. لقد سألت وزير الحج السعودي: لمَ تقوم الشرطة السعودية بتجريد حجاجنا من كتب القرآن ولماذا يرمى القرآن بهذه الطريقة المهينة، لمَ لا يتم التصدي لمثل هكذا ممارسات بحق المقدسات الاسلامية.. لقد اقترحنا على الطرف السعودي أنه بدلا من إعطاء القرآن للحجاج عند مغادرتهم بعد انتهاء المناسك أعطهم القرآن في بدايته فالحجاج بحاجة الى قراءة القرآن خلال تلك الايام.

وأشار المسؤول الايراني الى انه على الرغم من إدعاء السلطات السعودية مراعاة المبادئ الدينية والشريعة الاسلامية خلال استقبال الحجاج، فإننا نرى الجمارك السعودية في المطار وهي تقلب حقائب النساء بشكل سيء.. أين جاء مثل هذا تصرف في الاسلام الحنيف؟!

وبيّن اوحدي ان الاقتراحات التي قدمها الطرف الايراني خلال المباحثات منطقية تماما، وأوضح: في جميع مطارات العالم تستخدم أجهزة الكشف "الاكس ري" وغيرها من التكنولوجيا في عمليات التفتيش، لمَ لا تستخدم الشرطة السعودية هذه الاجهزة، في أي بلد في العالم يعرى الحاج أو المعمم لتفتيشه، في اي مدرسة دينية أتى ان هذه الاجهزة بدعة وأنه لا يجوز استخدامها لنرى مثل هذه التصرفات في السعودية؟!

وقال اوحدي: يبدو ان السبب الرئيسي وراء بطء المباحثات والوصول الى طريق مسدود فيها وحرمان الحجاج الايرانيين من اداء مناسك الحج لهذا العام هو عدم التعاون والتنسيق بين أجهزة الدولة السعودية.

وأضاف: اذا اردت وضع العراقيل امام احدهم كي لا يتواجد في مكان ما، فعليك العمل أولا على تأخير حركته، وهنا نرى كيف أن السعوديين أخروا المباحثات 5 أشهر، سلوكهم هذا ينم عن عمل تخريبي، لقد سعوا جاهدين لوضع العقبات أمامنا.

وتابع أوحدي: يبدو ان الارتباك بين مسؤولي الاجهزة السعودية المختلفة يعود الى وجود نية مبيتة لعدم استقبال الحجاج الايرانيين.

واوضح: لقد اعلمنا الجهات السعودية باننا نمهلهم الى يوم الاحد، وكما توقعنا بناء على السلوك السعودي والارتباك بين الاجهزة السعودية في ما يتعلق بالحجاج، عرفنا أنهم سوف لن يستطيعوا ان يتفقوا ويصلوا الى حل وان العقبات ستبقى على حالها.

ونوه الى انه "لهذا السبب قمنا في بعثة قائد الثورة الاسلامية ومنظمة الحج والزيارة بإصدار بيان أوضحنا فيه مطالبنا التي قدمناها للسعودية حول أمن الحجاج، وسجلنا فيها أيضا العقبات والموانع التي وضعتها السلطات السعودية امامنا.. يبدو ان عمل السعودية هذا ليس إلا بدعة جديدة سلبت حجاجنا الاعزاء حقهم في اداء فريضة الحج لهذا العام".

ورأى اوحدي ان الباري عز وجل قد اعطى حق الحج لمسلمي العالم أجمع وجعله فريضة وواجبا شرعيا لمن استطاع اليها سبيلا، مضيفا: ان كنا أصرينا وتابعنا الموضوع دون كلل أو ملل لأكثر من 5 أشهر فإن ذلك أتى من رغبتا بإقامة هذه الفريضة المقدسة.. هناك الكثير من الاحاديث والروايات التي تخبرنا بأنه يجب عدم ايجاد العقبات امام أداء فريضة الحج، لكن للأسف لقد واجهنا عقبات جمة وضعتها الدولة السعودية أمام حجاجنا الاعزاء وفي اكثر من مرحلة.. وقال: المسؤولون السعوديون وعلى مدار المباحثات كانوا ينظرون الى جميع مطالبنا نظرة سياسية بحتة، عندما طالبناهم بتأمين الزائرين، قالو لنا: "الله هو من يحمي الزائرين".

وأشار اوحدي في ختام لقائه مع قناة العالم الى ان عوائل ضحايا فاجعة منى كانوا يتوقعون من السلطات السعودية، في أقل تقدير، ان تعتذر من المسلمين لما حصل وان تدفع الدية الشرعية المعمول بها في كل المذاهب الاسلامية، لكن للأسف لم تكلف السعودية نفسها حتى في كشف أسباب الفاجعة.

وأضاف: لابد من ايجاد نهج جديد وطريقة جديدة للتعامل مع هذه الفريضة العظيمة وإزالة التمييز المتبع، يجب على السعودية ان تغير من سلوكها السياسي وان يجلس مسؤولوها المعنيون لمرة واحدة ويناقشوا بشكل واقعي ومنطقي مسار الحجاج والترتيبات اللازمة، وان يستفيدوا من وجهات نظر الدول الاسلامية للوصول الى الهدف المنشود وهو إقامة مراسم الحج بصورة مشرفة وجيدة.

4-3