بانوراما؛ تركيا والكيان الاسرائيلي وعودة العلاقات الى العلن

الثلاثاء ٢٨ يونيو ٢٠١٦ - ١٢:٠٧ بتوقيت غرينتش

(العالم)-بانوراما-28-06-2016- ست سنوات من المواقف التركية ضد الكيان الاسرائيلي، صمتت سريعا بتوقيع انقرة وتل ابيب اتفاقا لاعادة التطبيع، بعد حادثة سفينة مرمرة. وسريعا سقطت النقاط التركية امام الاصرار الاسرائيلي الذي لم يرفع الحصار عن غزة، في وقت يستمر فيه الكيان بممارساته التهويدية في القدس المحتلة. وامام وعود واغراءات اقتصادية لتركيا في القطاع، عادت المياه لمجاريها بين الجانبين من قناة روما الايطالية.

 

سنوات ست من القطيعة بين الكيان الاسرائيلي وتركيا وثلاث أخر من المفاوضات السرية، يبدو انها وصلت خواتيمها في اتفاق اعادة التطبيع الذي ابرم بين الجانبين، التي استضافته العاصمة الايطالية روما.

ومن  ضمن ثوابت الاحتلال وشروطه مضى الاتفاق، ربما لحاجة تركيا لاسرائيل كما عبر عن ذلك الرئيس رجب طيب اردوغان، او بداية لاعادة تموضع الاحلاف في المنطقة على ضوء المتغيرات الميدانية في سوريا والعراق.

فنتنياهو نجح في ابقاء الحصار البري والبحري على قطاع غزة قائما في نصوص اعادة التطبيع مع تركيا، وقد اعتبرت مصادر في الكيان ان الجانب الاسرائيلي قد حقق اهدافه الى جانب الاختراق الواضح في جدار الازمة بين الجانبين.

الى ذلك، يقول بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي: "لقد اتفقنا مع تركيا على ابقاء الحصار البري والبحري على قطاع غزة وهو امر لم نكن لنتساهل بشأنه. الاتفاق سيفتح مجال التعاون بين الجانبين، وهناك جوانب هامة في مجالي الطاقة والغاز بصورة خاصة".

وهنا وبحسب مراقبين ربما تكون انقرة تناور بورقة غزة، فهي من جانب لم تستطع الضغط على الكيان لرفع الحصر، بالمقابل قدم الكيان وعودا دسمة للاتراك بالعمل الميداني الاقتصادي في غزة، من اقامة مصنع للكهرباء ومستشفى واعادة بناء البنية التحتية التي دمرت بفعل العدوان الاسرائيلي، كما والعين الاسرائيلية بالمقابل على البر التركي لمد انابيب الغاز الاسرائيلي الى اوروبا عبر تركيا.

في هذا الصدد يقول بن علي يلديريم رئيس الحكومة التركية، ان تركيا سترسل مساعدات انسانية الى قطاع غزة من مرفأ مرسين جنوب البلاد الى مرفأ اشدود، وان تل ابيب ستدفع 20 مليون دولار لعائلات اتراك قتلوا على سفينة مرمرة، مقابل التخلي عن الدعاوى القضائية ضد الجنود الاسرائيليين.

وبحسب المعطيات فإن العلاقات الاقتصادية والعسكرية لم تنقطع بين انقرة وتل ابيب منذ حادثة سفينة الاغاثة التركية مرمرة، وهنا قد تؤشر تلك التطورات بين الجانبين الى مرحلة قادمة تتحول فيها انقرة الى حصان طروادة في القضية الفلسطينية، تمهيدا لاخذ اوراق التفاوض من بعض الدول العربية مع كيان الاحتلال، لا سيما وان لها علاقة قوية مع بعض الفصائل الفلسطينية، التي تدور بالفلك التركي.

وفي وقت تتعرض فيه المقدسات الاسلامية للانتهاكات المستمرة من قبل المستوطنين اليهود، كما والتحديات التي تشهدها المدينة المقدسة والاراضي المحتلة من عمليات تهويد واستيطان كبيرين، فإن مراقبين يؤكدون هنا ان اتفاق التطبيع هذا ربما يطلق يد سلطات الاحتلال للاستمرار في عدوانها على الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، في وقت تخطط فيه سلطات الاحتلال للهيمنة الكاملة على المدينة المقدسة.

2