حلفاء الصهاينة يتسببون بالغاء مسيرات يوم القدس العالمي بلبنان

حلفاء الصهاينة يتسببون بالغاء مسيرات يوم القدس العالمي بلبنان
الجمعة ٠١ يوليو ٢٠١٦ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

قبل اكثر من ثلاثين عاما شاهدت ما لم يخطر ببالي ان اشاهده يوما، لاعتقادي ان القضية الفلسطينية هي اقدس قضية للعرب والمسلمين، بغض النظر عن قوميتهم وتوجهاتهم واختلاف انظمتهم السياسية، وذلك عندما كانت تقصف الطائرات الصدامية مسيرات يوم القدس العالمي التي كانت تشهدها المدن الايرانية في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وذلك خلال الحرب التي فرضها النظام الصدامي على الجمهورية الاسلامية بتشجيع ودعم امريكي وغربي.

كنت في احدى المرات شاهدا على احدى المجازر الوحشية التي ارتكبتها الطائرات الصدامية ضد المشاركين في مسيرة يوم القدس العالمي عام 1982 في مدينة همدان الايرانية، حيث مشاهد الاشلاء الممزقة للنساء والاطفال والشيوخ والشباب، مازالت عالقة في مخيلتي، بعد ان القت الطائرات الصدامية الصواريخ على المسيرة، واستشهد 80 شخصا وجرح 1000 اخرين، وسط تعتيم اعلامي دولي مجرم، فقد كان الدكتاتور صدام حينها يتلقى الدعم من  الغرب والشرق، وما كان يحز في النفس ان الدكتاتور القاتل، كان يرفع كذبا لواء الدفاع عن فلسطين، ومازال البعض يصدق تلك الكذبة الصدامية.

اليوم وبعد سقوط الدكتاتور السفاح، عاد ايتامه من الحرس الجمهوري وفدائيي صدام وقواته الخاصة وضباطه، الينا اليوم بلباس القاعدة ومن ثم بلباس “داعش”، لينتقموا من الشعب العراقي، فكل التقارير الاستخباراتية في العالم اكدت على ان القيادة العليا ل”داعش” والعمود الفقري لهذا التنظيم التكفيري الارهابي المجرم هم من البعثيين الذين كانوا يتولون مسؤوليات عسكرية وامنية رفيعة في النظام الصدامي المقبور.

حقيقة النظام الصدامي بدت واضحة ودون رتوش، بعد استهداف “داعش” وقيادتها البعثية، العرب والمسلمين وخاصة العراقيين والسوريين، الذين يعتبرون الى جانب الشعب المصري من اكثر الشعوب العربية التصاقا بالقضية الفلسطينية، واشعلت فتنة مذهبية في العالم العربي والاسلامي، تصب من ألفها الى يائها في صالح الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية، فقد شتت العرب ومزقت دولهم و وصل انتحاريوها المغفلون الى مختلف انحاء العالم، الا “اسرائيل” التي لا تبعد عنهم سوى امتار، فظلت امنه مطمئنة، وردت “اسرائيل” ل”داعش” الجميل، بعد ان تدخلت اكثر من مرة لصالح “الدواعش” والتكفيريين في سوريا، وفتحت لهم مشافيها وحدودها، ولكن للاسف الشديد هناك من العرب مازال يتغنى بدعم السفاح صدام للقضية الفلسطينية.

اليوم وبعد مرور اكثر من 30 عاما على قتل صدام المجرم للمواطنين الايرانيين الذين استجابوا لنداء الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) وشاركوا في مسيرات يوم القدس العالمي، يعود الصداميون “المدعشنون” هذه المرة، ليستهدفوا كل الدول والمنظمات والاحزاب التي تضع القضية الفلسطينية في سلم اولوياتها، ومنها حزب الله، الذي اضطرت قيادته الى الغاء الاحتفال الجماهيري لمناسبة يوم القدس العالمي الذي كان مقررا يوم الجمعة 1 تموز / يوليو لاسباب امنية، وهذا الالغاء جاء في الوقت الذي اعلنت فيه قيادة الجيش اللبناني في بيان لها يوم الخميس 30 حزيران / يونيو أن مديرية المخابرات في الجيش أحبطت عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم «داعش» الإرهابي قد خطط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان.

وأكدت قيادة الجيش أنه تم توقيف خمسة إرهابيين ضالعين في هذا المخطط الإجرامي وعلي رأسهم المخطط، مشيرة إلي أن الإرهابيين اعترفوا خلال التحقيقات معهم بتنفيذهم أعمال ارهابية ضد الجيش في أوقات سابقة.

هذا بعض ما كشفه يوم القدس العالمي من التحالف الكريه وغير المقدس الذي جمع ويجمع بين التكفيريين بمختلف نسخهم وبين الصهاينة، بل ان هذا اليوم كشف ان التكفيريين بنسختهم “الداعشية”، ليسوا سوى مرتزقة اذلاء للصهيونية العالمية، فمن المستفيد من اسكات الاصوات المدوية بالموت ل”اسرائيل” في يوم القدس العالمي غير “اسرائيل” سيدة التكفيريين؟، وان المستقبل القريب سيكشف بالاسماء والارقام والوثائق، الخدمات الكبرى التي قدمها هؤلاء المرتزقة لسيدهم الصهيوني، وان غدا لناظره قريب.

* شفقنا

2-210