الفوعة وكفريا تحت الحصار

الفوعة وكفريا تحت الحصار
الأربعاء ١٣ يوليو ٢٠١٦ - ٠٢:٤٤ بتوقيت غرينتش

المعاناة كلمة تفقد معناها عند الحديث عن حصار بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي في ظل الحرب المفتوحة والمتواصلة عليهما. فالفوعة وكفريا تقاومان محاولات ذبحهما من قبل “جيش الفتح” والفصائل المتحالفة معه والمنتشرة في قرى ومدن محافظة إدلب منذ بداية الحرب على سوريا.

تقع بلدتا كفريا والفوعة في ريف ادلب الشمالي، وتبعدان عن مدينة ادلب بين الـ 6-7 كلم. حيث يصل كفريا بالفوعا طريق يمتد بطول 2 كلم، وقد بلغ عدد سكان البلدتين حوالي 50 ألف نسمة في بداية الحرب على سوريا. وتقلص هذا العدد بفعل الحرب والحصار ليصل الى 21 ألف نسمة يتوزعون بين الفوعا 13 ألف، وكفريا 8 الاف نسمة. يحيط بالقريتين قرى: بنش – طعوم – رام حمدان – تفتناز – زردنا – معرتمصرين.

21 ألف نسمة مهددون بالموت. إما بالحرب والنار عبر القصف بمختلف انواع الاسلحة والقذائف المدفعية والصاروخية والتي بدأت منذ بداية الازمة في سوريا، او بحرب التجويع والحصار التي بدأت في الشهر الثالث من العام 2015. وبفعل ارهاب المجموعات المسلحة ارتفع عدد ضحايا البلدتين منذ بداية الحرب على سوريا الى ما يقرب الـ 2150 شهيد و2680 جريح.

كان لسقوط مدينة إدلب وقع الكارثة على البلدتين، فتوقفت دورة الحياة، وبدأت الرحلة الشاقّة مع المعاناة التي تكبر يوماً بعد يوم مع تواصل هجمات المجموعات المسلحة، وأهم المعارك التي شهدتها البلدتين المحاصرتين امتدت من 19-7 وحتى 19-9 من عام 2015، حيث شن المسلحون خلال هذه الفترة 9 هجومات على منطقة الصواغية ودير الزغب وبلدة الفوعا وكان أعنفها الهجوم الذي حصل بتاريخ 18-9-2015 والذي أدى الى تراجع خط الدفاع الجنوبي لمدينة الفوعا إلى الخلف.

وبالرغم من اعلان العديد من الهدن، الا انها كانت تُخرق بشكل متواصل، وأبرز هذه الهدن تلك التي وُقّعت بتاريخ 20-9-2015، والتي استشهد خلالها ما لا يقل عن الـ 30 شهيداً وأصيب أكثر من 50 شخصاً كُلّهم من المدنيين.

كما أصاب الحصار جميع جوانب الحياة بشلل كبير، إذ منع المسلحون إمداد القريتين بكل انواع المواد التموينية والغذائية. فتجاوز سعر كيلو الحنطة الـ 1700 ليرة، كما تضرر القطاع الحيواني ليصل ثمن “سطل” اللبن 3500 ليرة.

وفي مجال الطاقة، وفي ظل قطع المسلحين التغذية بالتيار الكهربائي والنقص الحاد في الوقود، يتم الاعتماد على المولدات الصغيرة والمتوسطة للحصول على الكهرباء ساعة يومياً إذا امكن. وقد تعرضت هذه الآلات للتلف مع مرور الزمن، بسبب الأعطال المتكررة وعدم القدرة على صيانتها او استبدالها.

اما بالنسبة للمياه، فان التقنين الحاد لا يسمح بوصول المياه الى القريتين الا مرة واحدة فقط كل شهرين، وهي لا تكفي لأكثر من 15 يوم ممّا يجبر الأهالي على شراء المياه حيث يصل سعر الـ 1000 لتر كمعدل وسطي إلى 12000 ليرة.

هذا وتوقفت المدارس نتيجة القصف اليومي خشية تعرض الأطفال للأذى، وحُرم طلاب الجامعات والمعاهد من استكمال حياتهم العلمية خارج البلدة.

اما على الصعيد الصحي، فان المعاناة داخل البلدتين تزداد يوماً بعد يوم، في ظل صمت المجتمع الدولي ومؤسساته. اذ يوجد مشفى واحد فقط في بلدة الفوعا، فيه عدد من الاطباء وبقدرات محدودة جداً من التجهيزات، اذ تقتصر مهام العاملين في المشفى على تقديم الاسعافات الأولية لعدم توفر الإمكانات للتعامل مع الحالات الحرجة جراء القصف الشبه يومي مما ساهم بزيادة عدد الشهداء.

ومؤخرا انتشر داء التهاب الكبد المميت والذي أصاب 33 شخصاً من أهالي القريتين بينهم 13 طفلاً و12 امرأة مما ينذر بكارثة طبيّة كبيرة.

وقد بلغ عدد الشهداء 72 شهيداً و64 جريحاً من المدنيين نتيجة سقوط القذائف الصاروخية على البلدتين منذ 1-1 -2016 والى اليوم.

المصدر: المنار

114-3