وقال يلديريم: "انه هدفنا الاكبر والذي لا رجعة فيه تطوير العلاقات الجيدة مع سوريا والعراق وجميع جيراننا. قمنا بتطبيع علاقاتنا مع روسيا وانا متاكد اننا سنطبع علاقاتنا مع سوريا ايضا. من اجل نجاح محاربة الارهاب لا بد من عودة الاستقرار الى العراق وسوريا".
مؤشرات التغير الكبير في الموقف التركي بدأت مع مبادرة الرئيس رجب طيب اردوغان تجاه روسيا بعد اشهر من العلاقات المجمدة على خلفية اسقاط الطائرة الروسية.
غير ان الكلام عن استعادة العلاقات الطبيعية مع الجارة سوريا يحمل اكثر من اشارة وفي اكثر من اتجاه. فتركيا لعبت دورا محوريا على مدى سنوات في تازيم الوضع السوري من خلال تقاطر المسلحين الى سوريا عبر حدودها.
كما ان انقرة رفعت السقف منذ بداية الحرب على سوريا معتبرة ان الحل الوحيد رحيل الرئيس السوري بشار الاسد لينخفض سقف هذه المواقف وصولا الى الكلام عن التطبيع مع دمشق. لكن كل ذلك يحتاج الى براهين واقعية لتاكيد التغير في النظرة التركية ازاء سوريا. وربما اول هذه البراهين المساهمة الواضحة في ايجاد حل سياسي للملف السوري ووقف تدقف الارهابيين عبر الحدود.
اما الدلالة الاخرى تكمن في ان الرهان على الخيار العسكري للعديد من الدول والاطراف بات في خبر كان. وهنا يعتبر المتابعون ان هامش التحرك العسكري بالنسبة لانقرة تراجع كثيرا خصوصا مع اقتراب حسم معركة حلب على ايدي الجيش السوري وحلفائه الذين اكدوا انهم اصحاب الكلمة الفصل في الميدان. وبالتالي الاقتناع بالحل السياسي الذي سيقطع الطريق امام اطراف ودول ما زالت تراهن على تعطيل هذا الحل.
وفي حال نجاح المقاربة التركية الجديدة في امتحان المصداقية فان مرحلة جديدة لا شك ستبدأ قد تغير الكثير من الموازين وتقلب الطاولة على العديد من الدول والاطراف في المنطقة.
5