الطفل الذبيح عبدالله عيسى

نحرك وفلسطين على مذبح المجتمع الدولي

نحرك وفلسطين على مذبح المجتمع الدولي
الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦ - ١١:١٥ بتوقيت غرينتش

هو طفل فلسطين، هو المريض تمام كفلسطين والاقصى، السرطان ينخر جسده، كما ينخر سرطان الاحتلال القدس. الطفل المتهالك على اطراف حافة الموت، يخيره ذباحوه التكفيريون الارهابيون الجزارون المجرمون الحقيرون.. كيف تتمنى ان تقتل ذبحا او (قواص) اي باطلاق النار؟ يتكبر الطفل على الموت، ويستهزئ بقاتليه، بأنه لا يخف الموت.. ويقول (قواص)، فيعملون بعكس التمني..

فيتكالبون على طفل لم يبلغ الحلم، ابن الاحد عشر عاما، ويتكاثرون حوله، ويلتقطون صور السلفي، ويقول ارهابي منهم، "سلفي والاسير خلفي"، متباهيا وكأنه قد اسر جنديا اسرائيليا، اغتصب القدس واغتصب اعراض المسلمين والعرب، وكأنه حرر فلسطين من رجس الصهاينة.. ثم استقووا عليه، وهو العليل،  المصاب بطلق ناري في فخذه، الذي لا حول له ولا قوة، واستل "الارهابي التكفيري "متين النحلاوي" سكينه، وذبحه من الوريد الى الوريد، بمباركة القائد العسكري في جماعة "نور الدين زنكي" الارهابية "عمر سلخو" ومحمد معيوف الملقب "معيوف أبو بحر".

لا يتوقف الامر هنا... بل هذه الجماعة هي نموذج، عن كل الجماعات التي تتلقى دعما من الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبية وعربية خليجية وعلى رأسها السعودية والوهابية، وتركيا. وهذا الجماعة الموصفة من قبل هؤلاء بانها "معتدلة"، اقامت المأتم مع انطلاقة الانقلاب الفاشل في تركيا، لانها وجدت نفسها منتهية يتيمة، ان رحل رجل الداعم اللوجستي الاول لها، رجب طيب اردوغان.

فاذا كان هذه هو "الاعتدال" من منظور الغرب وبعض العرب والاقليم، فما هو "الاعتدال" اذن.

كل الجماعات التي يدعمها هؤلاء في سوريا والعراق، هي هي داعش والنصرة، بعقيدتهما و تكفيرهما واجرامهما، ولكن باسم اخر..

وكل ذلك موثق في افلام الفيديو التي نشروها وهم يتباهون بالذبح. وبدل ان يقولوا جئناكم بالرحمة كما قال رسول الله (ص)، يخاطبون البشر بالقول.. جئناك بالذبح..

وعلى سبيل المثال لا الحصر.. الجماعات المعتدلة المدعومة من امريكا وبعض الغرب وبعض العرب وتركيا..

- الجيش الحر.. من ابرز جرائمها الارهابية المحفورة في الاذهاب، قيام احد عناصره بشق صدر جندي سوري واستئصال قلبه والتهامه. وطهي رأس طيار سوري. فهل تتذكرون..؟

- جيش الاسلام .. "المعتدل"..  احرق الاطفال والنساء وهم احياء في مدينة عدرا العمالية بريف دمشق.

- جيش الفتح "المعتدل".. ينتقم من اسرى داعش في غوطة دمشق، بذبح العشرات منهم انتقاما لذبح داعش اسرها.

هذه نماذج الاعتدال التي يطالب الغرب بان تحكم في سوريا، ويلزم المجتمع الدولي بان تكون شريكا على طاولة المفاوضات.

لن نقف هنا.. ولكن نتوقف عند الصمت الدولي والحقوقي المشين.. حتى الان لم نسمع صوتا.. فأين حقوق الطفل في عالم الاعتدال المجرم الجزار التكفيري؟ واين العقاب الدولي على مرتكبي هذه الجرائم؟ واين .. واين؟

لو كان من ارتكب هذه الجريمة المشينة الجيش السوري او احدى الجماعات المحسوبة عليه.. لكانت الدنيا قامت ولم تقعد.. لكان اجتمع مجلس الامن بشكل عاجل و قرر عقوبات..ونفذ غارات جوية لا تستهدف المرتكبين بل المدنيين.. لكانت امة محمد والمسيح .. هاجت وماجت عن بكرة ابيها.. ولكن أن يكون الذبيح فلسطينيا... وان يكون الذبّاح محسوبا على الاعتدال الغربي والعربي والتركي.. فمسالة فيها نظر..

تماما.. كما يتم التعامل مع قضية فلسطين.. فقضيتك يا عبد الله عيسى، ايها الطفل الصغير البريء، تماما كما هي قضية بلدك الذي هجرت منه واهلك...

الاسرائيليون مغتصبون مجرمون ذباحون ومحتلون.. لكن ذنوبهم مغفورة عن المجتمع الدولي لانهم معتدلون.. اما القدس فتذبح وتنحر ويجزر بابنائها يوميا.. ولا نسمع صوتا من عربي او مسلم.. عنده عرض او كرامة..

* حكم امهز

3ـ205