"ذي إيكونوميست":

هل أضعف انقلاب تركيا الجماعات المسلحة داخل سوريا؟

هل أضعف انقلاب تركيا الجماعات المسلحة داخل سوريا؟
الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠١٦ - ٠٧:٢٢ بتوقيت غرينتش

ذكرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن الإجراءات التى يتخذها حاليا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للانتقام ممن حاولوا الانقلاب عليه واهتمامه بالشأن الداخلي لبلاده ألقى بتداعيات سلبية على صفوف "المعارضة المسلحة" التي كان يدعمها داخل سوريا.

وأفادت المجلة فى تقرير لها نشرته الاثنين، أنه بينما يركز أردوغان حالياً على سبل مقاومة عدوه بداخل تركيا، تعاني الجماعات المسلحة السورية من انتكاسات نتيجة تراجع الدور التركي في دعمها، ويتجلى ذلك في عدة صور من بينها قيام السلطات التركية بإغلاق معبر باب الهوى الحدودي، والذى يعد حتى الآن طريقا أساسيا فى توصيل الإمدادات للأراضي السورية التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
وأضافت "أن توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، بسبب إيواء الأخيرة لفتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بالتخطيط للانقلاب ساهم أيضا فى إضعاف التحالف الخارجي الذي يدعم صفوف المعارضة السورية المسلحة".
فبعد أن استشاط أردوغان غضبا من حماية واشنطن لغولن، قرر الرئيس التركي قطع الكهرباء بصورة مؤقتة عن قاعدة انجرليك الجوية التى تستخدمها القوات الأميركية لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، مما قوض جهود مكافحة هذا التنظيم".
إلى جانب ذلك، تساءلت الشركات الأميركية الخاصة-التي تقع بالقرب من الحدود التركية مع سورية وتتولى مسؤولية إمداد المسلحين السوريين بوسائل الدعم "غير القاتلة"- عما إذا كانت قد إنجرت إلى هذا النزاع.
قالت المجلة: "يبدو أن كلا من تركيا وأميركا، ولأسباب منفصلة، تخاطران براهناتهما على عواقب الحرب، فكلتاهما تسعيان لإقامة علاقات مع روسيا الداعم اﻷساسي للحكومة السورية"، ويقول أحد المتحدثين باسم ميليشيا "الجيش الحر": "لقد ضحينا بكل شيء من أجل تغيير النظام، ومع ذلك كل شيء تغير عدا النظام نفسه".
وأوضحت المجلة أنه عقب يومين من محاولة تحركات الجيش في تركيا، تمكنت القوات المتحالفة جنباً إلى جنب مع الجيش السوري من إنشاء مواقع لها على طريق "كاستيلو" السريع، وهو أخر طريق إمدادات يصل لشرق مدينة حلب، ومن ثم فرضت حصارا كاملا على معاقل المسلحين هناك.
وأفادت المجلة في سياق آخر أنه خلال الأشهر الـ10 الأخيرة ومنذ أن بدأت روسيا في قصفها الجوي، فقد المسلحون في سوريا بما فيهم "داعش" ما بين نصف وثلث الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها فى السابق.
ومع ذلك، يرجح عدد قليل من المعارضين في سورية (حسبما نقلت ذي إيكونوميست) بأن أردوغان سيلجأ، كجزء من إجراءاته لمقاومة تحركات الجيش داخل بلاده، إلى تعزيز انتصاراته داخل العالم الإسلامي من خلال تعزيز دعمه للمسلحين في سوريا، ولكن بعض القادة السوريين الذين يعيشون في المنفى وكذلك أمريكيين من الذين ينسقون الدعم اللوجستي يرون أن الحالة العامة التي تسود المشهد السوري حالياً تسيطر عليها أجواء الإحباط حيث قال أحد هؤلاء الذين يعيشون في المنفى "لقد انتهت بالفعل اللعبة بالنسبة للمعارضة السورية المسلحة".

المصدر: شام تايمز

102-4