السيد نصرالله: الوضع العربي أسوأ من أي زمن مضى

السيد نصرالله: الوضع العربي أسوأ من أي زمن مضى
الجمعة ٢٩ يوليو ٢٠١٦ - ٠٣:٢٠ بتوقيت غرينتش

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم الجمعة ان بلدة النبطية ضحت في أكثر من حرب وعدوان، ولم تبخل وها هم المقاومون من أبنائها يتواجدون في كل الميادين وحيثما يجب أن نكون.

المقاومة جزء من المعادلة الذهبية

وقال السيد نصرالله في كلمة متلفزة (بدأت قبل قليل) خلال الاحتفال التكريمي للشهيد القائد اسماعيل زهري ان أبو خليل عنوان لجيل من الاخوة المقاومين الذين التحقوا بحزب الله منذ عام 1982 كأفراد وحضروا في الميدان وجمعوا بين العلم والعمل وبين الايمان والجهاد.. وقضوا شبابهم في هذه المقاومة ومنهم من توفاه الله كأبي خليل ومنهم من أستشهد ومنهم من ينتظر ويواصلون طريق الاحبة حتى النهاية.

واضاف: ان "هذا الجيل لم يكن لهم حياة خاصة، كثير من شباب هذا البلد وعالمنا العربي والاسلامي ورغم كل ما جرى على فلسطين ولبنان كانت لهم ثقافاتهم ولكن أيضا كثير منهم وليس فقط شباب حزب الله، هم لم يعيشوا شبابهم كما هو طبيعي، مبكرا حملوا البندقية وغادروا البيوت الى الجبال، شباب واجهوا أقوى جيش في المنطقة ليصنعوا الانتصار.

ووصف السيد نصر الله الحاج ابو خليل بانه كان صافيا متواضعا حنونا قريبا شجاعا مقداما حاضرا في الميدان وكان يتابع التفاصيل رغم المرض وكان صاحب علم ومعرفة مؤكدا انه كان من القيادات الأساسية في حرب تموز والذين ساهموا بالإنتصار ومن أهم ضباط المدفعية في المقاومة الإسلامية.

واكد ان المقاومة تمثل بالنسبة لنا الضمانة الحقيقية والاساسية لنبقى في أرضنا التي حررناها، وانها جزء من المعادلة الذهبية (الجيش والشعب والمقاومة)، والتي يجب أن نحميها ونحمي بلدنا وشعبنا معتبرا ان يوما بعد يوم نتأكد صوابية وصحة هذا الطريق وسلامته، وصحة هذا الخيار على المستوى الوطني والقومي والاسلامي.

اسرائيل لم تعد عدوا وفلسطين أصبحت قضية رفع عتب

ورأى السيد نصرالله أن "المنطقة بوضع عربي رسمي هزيل مشتت فلا أمة ولا دول ولا جامعة عربية ولا أمن قومي ولا مصالح مشتركة"، وأوضح أنه "حتى القضية المركزية قضية فلسطين التي يحتلها الصهاينة وتنتهك مقدساتها أصبحت وضعاً عادياً جداً وهذا ما ظهر في القمة العربية الاخيرة"، وأكد أنه "مع المشهد العربي الهزيل يزداد تمسكنا بالمقاومة وكذلك الأمر في فلسطين".

زيارة الفيصل وعشقي لاسرائيل جس نبض

واعتبر السيد نصرالله أن "أكبر تطوراً سيئاً في الحالة العربية حالياً هو انتقال العلاقة بين السعودية و"اسرائيل" من السر الى العلن"، مشيراً الى أن "زيارة جنرال السعودي الى "اسرائيل" ليست بداية علاقة وتنسيق فهذا موجود بل هو انتقال العلاقة من السر الى العلن".

واذ لفت سماحته الى أن "السعودية تطبّع مع "اسرائيل" بالمجّان"، قال "تواصل الامير واللواء السعوديين مع "اسرائيل" ليس مخالفاً لسياسة السعودية بل هو بداية لانتقال التواصل مع العدو "الاسرائيلي" الى العلن"، وأضاف "السعودية تتصل وتطبّع وبعدها تعترف وتنسّق مع إسرائيل والفتاوى تجهّز لذلك"، ونبّه بأن "أخطر ما في التطبيع السعودي مع "اسرائيل" هو التضليل الثقافي والفكري الذي سيرافق هذا المسار"، وأكد أنه "سنكون أمام كارثة فقهية وثقافية لأن المطلوب القبول شرعاً والاعتراف بـ "اسرائيل".

واشار الى التطور في الموقف السعودي الذي بدأ ينتقل من العلاقة خلف الستار أو التواصل مع الاسرائيليين في السر الى العلن، لافتا الى ان لقاءات الامير تركي الفيصل العلنية مع الاسرائيليين، وزيارة انور عشقي لا يحصل بمعزل عن موافقة الحكومة السعودية وقال "في السعودية اذا أحد غرد عبر تويتر يحكم عليه بالجلد ألف جلدة، كيف اذا خالف سياسية استراتيجية؟ معتبرا ان الزيارات السعودية لاسرائيل ليست بداية العلاقة التنسيق، بل بداية الانطلاق من السر الى العلن، وما يقوم به هذا الامير الفيصل وعشقي جس النبض.

واكد السيد نصر الله ان تطبيع السعودية مع "اسرائيل"، لمصلحة تل ابيب ليس له مكاسب امنية وسياسية وحقوقية ومصيرية للعرب أو الفلسطينيين، لافتا الى ان السعودية التي تقدم نفسها في العالم العربي والاسلامي أنها "دولة الاسلام والشريعة المحمدية ودولة القرآن وحكومة الحرمين الشريفين والمؤتمنة على ارض النبوات، تقيم العلاقات وتنسق مع اسرائيل وغدا تعترف بها".

واضاف: ان في ما يتعلق بفلسطين والمقدسات والاعتراف بـ"اسرائيل" ليس موضع مجاملة، مطالبا بادانة ورفض ذلك لأنه يخدم العدو الذي يعتدي على شعب فلسطين والمقدسات ويهدد المنطقة، مشيرا الى المشايخ الذين يقدمون فتوات على ضوء رغبات الحكام معتبرا ذلك كارثة فقهية.

السعودية مصرّة على مواصلة الحروب

وفيما أشار السيد نصرالله الى أن "السعودية مصرّة على مواصلة الحروب في كل الساحات ورفض الحوار في البحرين واليمن وسوريا وهي تبادر فقط باتجاه "الاسرائيليين" وبلا أثمان"، شدد على أن "التطبيع مع "اسرائيل" يجب أن يكون موقع إدانة وشجب لدى العلماء والفقهاء والمثقفين والنخب والأحزاب السياسية"، ولفت الى أن "هناك اجراماً يحصل بحق أهل اليمن وهناك مجزرة ارتكبها "الدواعش" بغطاء سعودي في الصراري لان هذه ثقافة السعودية والوهابية و"داعش" و"جبهة النصرة" حتى لو تم تغيير اسمها".

106-3