بانوراما؛ حلب.. إجلاء المدنيين وإستسلام المسلحين

السبت ٣٠ يوليو ٢٠١٦ - ١١:٥٤ بتوقيت غرينتش

(العالم) - بانوراما - 31-07-2016- مع احكام الجيش السوري وحلفائه الطوق على مدينة حلب من جهتها الشرقية، واعلان المبادرة الروسية السورية لفتح ممرات امنة للمدنيين وللمسلحين من اجل تسليم انفسهم، تصويب اميركي اقليمي على المبادرة من خلال التلويح بوقف التعاون مع موسكو، في خطوة تخفي اقتناعا اميركيا بفشل مشاريع عمل عليها شمالي البلاد، فيما يبدو واضحا ان حلب ستكون عنوان الفشل المحتوم لاحلام هذه الدول.

يبدو ان طوق الجيش السوري وحلفائه على حلب من جهتها الشرقية، لا يؤلم الجماعات الارهابية فقط بل ايضا دولا واطرافا باتت تنتظر مصيرا ينهي مشاريع سعت لتحقيقها في الشمال السوري.

وعلى هذا الاساس اخرجت هذه الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة رصاصاتها الاخيرة لتفادي خسارة ورقة حلب في محاولة تبدو عبثية نظرا لمسار المعارك، لتصوب نيرانها على المبادرة الروسية السورية بفتح ممرات انسانية في مناطق شرق حلب لاخراج المدنيين وتسليم المسلحين انفسهم.

وقد سلم مئات المسلحين انفسهم بعد تضييق الخناق عليهم. فيما بدأت عشرات العائلات بالخروج من المدينة عبر الممرات التي حددت في المبادرة الروسية السورية مع انتظار عشرات الالاف للخروج الى مناطق اخرى.

الرصاصة الاميركية الاولى تجاه المبادرة تمثلت بكلام وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي لوح بايقاف التعاون مع موسكو حول سوريا قائلا: نحن قلقون للغاية من تعريف المبادرة الروسية والفريقان الاميركي والروسي يجتمعان للتاكد اذا ما كانت حقيقية. هناك خطر في حال كانت المباردة حيلة ما ان تنسف مستوى التعاون بيننا بالكامل.

اما موقف البيت الابيض فكشف خلفيات رفض المبادرة عبر ابداء تخوفه على مصير المسلحين في حلب وسط تقدم الجيش وحلفائه في المدينة.

الى ذلك، قال المساعد الصحفي للبیت الأبیض اريك شولتز، ان الولايات المتحدة قلقة للغاية من الوضع في حلب. الهجوم الروسي السوري قطع طرق امداد المعارضة في حلب. وهذا يفاقم الوضع الانساني عبر محاصرة مئات الاف المدنيين.

الامم المتحدة دخلت على خط التصويب على المبادرة عبر مطالبة المبعوث الاممي ستافان دي ميستورا بضمانات داعيا موسكو لتسليم موضوع الممرات للامم المتحدة.

وقال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا، اقتراحنا هو ان تقوم روسيا بتسليم فتح الممرات للامم المتحدة التي تعرف كيف تقوم بذلك. هناك حاجة لضمان حماية المدنيين سواء قرروا البقاء في شرق حلب او الانتقال لمناطق اخرى وفقا لعملية فتح الممرات.

هذه المواقف استدعت ردا من روسيا التي اعتبرت الشكوك الاميركية محاولة لخوض لعبة سياسية بعيدا عن حل الوضع الانساني. فيما اكد نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انطونوف ان موسكو لن تسمح بتدفق المزيد من الاسلحة لمناطق تواجد المسلحين.

وبين التهديد بوقف التعاون مع روسيا ومحاولة ايصال الدعم العسكري للارهابيين في حلب تلبية لطلب حلفاء واشنطن الاقليميين، فان هذه المساعي يقول المراقبون ستؤول الى نهاية واضحة تتمثل بخضوع هذه الدول للاجراءات الروسية السورية ولما يقوله الميدان حيث يؤكد رصاص الجيش وحلفائه ان حلب ستكون نهاية احلام امبراطوريات كتب الفشل لنهايتها قبل ان تبدأ.

2