الحسابات التركية ما بعد جرابلس+فيديو

الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠١٦ - ١٢:٤٥ بتوقيت غرينتش

(العالم) 24/08/2016 - هي مرحلة جديدة دخلتها الأزمة السورية بإعلان أنقرة الزج بقواتها في الأراضي السورية في عملية هدفها المعلن تطهير الحدود التركية السورية وذلك بطرد جماعة داعش من مدينة جرابلس شمال حلب وكبح تمدد المقاتلين الأكراد.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: "اطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي داعش وحزب الاتحاد الديموقراطي الارهابيتين"

الدبابات التركية مدعومة بمقاتلات حربية وقوات خاصة وباسناد من التحالف الأميركي اجتازت الحدود الى سوريا برفقة عدد من الجماعات المسلحة السورية في إطار العملية التي أطلقت عليها أنقرة اسم "درع الفرات".

التوغل التركي تزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنقرة الذي تعامل بشيء من الفتور المعبر مع العملية التركية فيما شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وقال بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركي: "يجب الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ولن نرضى بقيام كيان كردي شمال سوريا وعلينا العمل على إيجاد حلول مشتركة للأزمة السورية مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران".

لم تتأخر دمشق بالتعبير عن إدانة التوغل التركي معتبرة إياه وفقا لخارجيتها خرقا سافرا لسيادتها واستبدالا لإرهاب داعش بإرهاب مؤيد لتركيا وشددت الخارجية السورية على أن محاربة الإرهاب على أراضيها يجب أن تتم بالتنسيق مع الحكومة والجيش السوريين.

وطالبت دمشق بانهاء هذا العدوان داعية الامم المتحدة لتنفيذ قراراتها باحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وتركيا والتحالف الأميركي باحترام القرارات الدولية وإغلاق الحدود وتجفيف منابع الإرهاب.

بدورها موسكو أعربت عن قلقها من التدخل التركي وكان مصدر في الخارجية الروسية دعا تركيا إلى ضرورة التنسيق مع دمشق.

أثارت عملية "درع الفرات" والتي لم يمر ساعات على انطلاقتها حتى جرى الإعلان عن السيطرة على مدينة جرابلس الكثير من الأسئلة المشروعة حول طبيعة سير المعارك إن وقعت أساسا، والقدرات الاستثنائية للجيش التركي التي تمكنه من السيطرة على مدينة جرابلس ودحر داعش خلال ساعات وفشله في  تثبيت الأمن والاستقرار جنوب شرق تركيا في مواجهته لحزب العمال الكردستاني خلال العقود الثلاثة الماضية.

السلطات التركية قدمت مشهدا لأعمدة دخان تتصاعد ورتل دبابات يجوب التلال المكشوفة جيئة وذهابا وانتشار عسكري لا يشبه الوضعيات القتالية للجيوش بل الاستعراضات العسكرية ونتيجة خاطفة وسريعة لا تشبه الاشتباك مع جماعة داعش التي غابت تكتيكات وانتحاريوها عن المعركة. 

5