بي بي سي..

ثاتشر أجرت محادثات سرية مع السعودية قبل "صفقة اليمامة"

ثاتشر أجرت محادثات سرية مع السعودية قبل
الخميس ٢٥ أغسطس ٢٠١٦ - ١٠:٣٥ بتوقيت غرينتش

كشفت وثائق رسمية، أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت ثاتشر، أجرت محادثات سرية مع حُكّام السعودية في عام 1985 بشأن أكبر صفقة أسلحة للمملكة المتحدة.

وبحسب الوثائق التي نُشرت مؤخرا في بريطانيا، فقد التقت رئيسة الوزراء فهد بن عبد العزيز، ملك السعودية في ذلك الوقت، قبل خمسة أشهر من إبرام ما عرفت باسم "صفقة اليمامة" المثيرة للجدل والتي قُدّرت بقيمة 40 مليار جنيه استرليني لبيع طائرات من طراز تورنادو وطرازات أخرى وفق ما اوردته "بي بي سي".

وجرى الاتفاق على الصفقة، في أيلول/سبتمبر 1985، لصالح شركة "بي ايه إي سيستمز" لصناعة الأسلحة وشركائها، وهو ما ضمن الحفاظ على آلاف الوظائف.

وأشارت الوثائق والمستندات الخاصة بوزارة الخارجية البريطانية إلى أن المعلن عن الزيارة في ذلك الحين كان مغايرا للحقيقة، إذ أشار المسؤولون البريطانيون إلى أن الزيارة تركز على قضية السلام في الشرق الأوسط، لكن الحقيقة أن الزيارة كانت تهدف إلى "دفع" السعوديين لإبرام عقود التسليح.

وتُظهر الوثائق التي نزعت عنها صفة السرية حديثا، الجهود الحثيثة التي كانت تبذلها حكومة ثاتشر لإبرام صفقة اليمامة التي شابتها شكوك بشأن مدفوعات غير مشروعة لأفراد بالأسرة الحاكمة السعودية.

وتحتوي المراسلات تشديدات خاصة بشأن السرية فيما كانت بريطانيا تضغط على السعوديين في سبيل اختيار طائرات التورنادو المقاتلة وسط منافسة حادة، خاصة مع فرنسا.

ووسط المراسلات قامت ثاتشر بزيارة حاسمة للملك فهد يوم 14 نيسان/أبريل في العاصمة السعودية الرياض، توسّط فيها الأمير بندر بن سلطان آل سعود، سفير السعودية لدى الولايات المتحدة آنذاك.

ويحتوي أحد الملفات المفرج عنها على خطاب من تشارلز بويل، السكرتير الخاص ومستشار الشؤون الخارجية لمارغريت ثاتشر، مُرسل إلى وزارة الخارجية البريطانية في الأول من نيسان/أبريل وبه علامة "سري".

وكتب بويل "لا ينبغي أن نضيف أي شخص إلى مجموعة رئيسة الوزراء التي ستزور الرياض. إضافة شخص ما من مبيعات وزارة الدفاع سيؤدي فقط إلى لفت الأنظار لموضوع طائرات تورنادور (في ضوء وجود 25 صحفيا على متن الطائرة)".

وجاء في نهاية الخطاب "نسخت هذا الخطاب إلى ريتشارد موترام (بوزارة الدفاع البريطانية). وصنف الخطاب سري بسبب موضوع طائرات تورنادو".

ورد موترام، الذي كان السكرتير الخاص لوزير الدفاع البريطاني آنذاك مايكل هيسلتين، قائلا "يبدو من غير المرجح أن الأمير بندر سيسعى لترتيب مثل هذا الاجتماع إلا إذا تمخض عن أمر إيجابي.. وإلا فإنه يتخذ مقامرة واضحة بإحراج رئيسة الوزراء والملك فهد".

وتم الترويج للمرور بالرياض للقاء الملك الفهد، بعد اختتام زيارة رسمية لجنوب شرق آسيا، على أنه فرصة لمناقشة التطورات الأخيرة في الجهود لإحلال "السلام" بين "إسرائيل" والفلسطينيين.

غير أن وثيقة من وزارة الخارجية البريطانية إلى الحكومة أكدت الأولوية الحقيقة للزيارة.

وجاء في الوثيقة "حتى الآن لدينا فقط كلمة الأمير بندر التي تشير إلى أن الملك قرر شراء (طائرات من طراز) تورنادو".

وأضافت "نحتاج إلى أن يكون ذلك أكثر دقة وأكثر صراحة. التعامل مع الملك شخصيا هو السبيل الوحيد ربما لدفع السعوديين (على إبرام الصفقة)".

وبعد خمسة أشهر، في أيلول/سبتمبر 1985، وقع وزيرا الدفاع البريطاني والسعودي مذكرة تفاهم في لندن لشراء 72 طائرة تورنادو، و30 طائرة تدريب من طراز هوك، ومجموعة كاملة من الأسلحة وأجهزة الرادار وقطع الغيار، بالإضافة إلى برنامج تدريب للطيارين.

ونفت شركة "بي ايه إي سيستمز" اقتراف أي خطأ يتعلق بالصفقة. وفي عام 2006، أوقفت حكومة رئيس الوزراء توني بلير تحقيقات بشأن الفساد كان يجريها مكتب التحقيق في الاحتيالات الخطيرة بحجة أن الاستمرار سيؤدي إلى إلحاق "ضرر جسيم" بالعلاقات البريطانية السعودية.

114-2