وسائل الإعلام الأميركية وحصاد زيارة بايدن إلى تركيا

وسائل الإعلام الأميركية وحصاد زيارة بايدن إلى تركيا
الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠١٦ - ٠١:٢٢ بتوقيت غرينتش

باختتام بايدن زيارته إلى تركيا، تختتم محاولته لرأب الصدع بين البلدين، الذي حدث عقب اتهامات أنقرة لواشنطن المتعلقة بمحاولة الانقلاب، التي جرت في الشهر الماضي.

وسائل الإعلام الأميركية ركزت على تزامن العملية العسكرية التركية في الشمال السوري مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنقرة، التي تَعُدُّ مدينة جرابلس السورية الحدودية آخر بوابة بين سوريا والعراق.

وهذه العملية تهدف إلى إزالة المخاطر التي قد تتأتى من "داعش" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، وهو ما تمت مناقشته في تلك الزيارة التي قام بها بايدن إلى تركيا. 

قالت صحيفة الـ"واشنطن بوست": إن الزيارة بحد ذاتها جاءت في وقت حساس تمر فيه العلاقات الأميركية - التركية. فقد دان نائب الرئيس المحاولة الانقلابية، بل واعتذر بايدن الأربعاء (24/08/2016) من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عدم زيارته أنقرة بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي".

وأضافت الصحيفة أن محاولة بايدن هذه تأتي في سياق إعادة التموضع، ولا سيما أن الولايات المتحدة خسرت تركيا بتقارب الأخيرة مع روسيا واعتذار أردوغان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حادثة إسقاط الطائرات التركية قاذفة روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.

فحصاد زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى تركيا قليل، إذ لم تصل تلك النتائج إلى ما كانت تتوقعه الإدارة الأميركية من جانب أردوغان، بأن تتوصل المباحثات بين الجانبين إلى قبول أنقرة بدعم القوات الأميركية للمعارضة السورية "المعتدلة"، وخصوصاً الأكراد في سوريا للسيطرة على المناطق التي بات "داعش" يتقهقر فيها.

والجدل الإعلامي والسياسي هنا في واشنطن عقب الزيارة كان لافتاً للانتباه.

فقد تركزت المحادثات، وفق شبكة "سي بي سي نيوز"، على موضوعات مكافحة الإرهاب والتطورات التي تشهدها الأزمة السورية والتوتر التركي - العراقي مؤخراً".

ووفقاً لشبكة "إيه بي سي نيوز"، فإن المسؤولين الأتراك أوصلوا لبايدن ثلاث رسائل واضحة، تتمثل في: تسليم فتح الله غولن لتركيا، وثانيتها إيقاف الأنشطة كافة التي تمارسها منظمته بدءاً من الولايات المتحدة، وثالثتها تتعلق بإبقاء "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي سيطرت في 13 من أغسطس/ آب على مدينة منبج، إلى الشرق من نهر الفرات. فأنقرة تعدُّه خطاً أحمر للأكراد، وهذه الوحدات بالنسبة إليها مثلها مثل باقي المنظمات الإرهابية الموجودة في سوريا.

وعلق موقع "بوليتيكو" الإخباري على الزيارة بالقول إن من الموضوعات التي تم التباحث فيها هو قاعدة إنجرليك الجوية وما حدث ليلة الانقلاب الفاشل من قطع التيار الكهربائي عنها. حيث نبه نائب الرئيس بايدن إلى الخطورة التي كان يمكن أن تشكلها تلك العملية على القنابل النووية الأميركية في القاعدة. ومن الجدير ذكره هنا أن تلك القنابل النووية في القاعدة الجوية كانت مخزنة ولا يمكن تفعيلها إلا بكودات، ومع ذلك كان يمكن أن تشكل خطراً حقيقياً لقربها من مواقع القتال في العراق وسوريا وحتى تركيا.

من ناحية أخرى، قالت صحيفة "يو إس توداي" إن هذه الزيارة بدت كجرس إنذار للحكومة التركية بعدم ممارسة القمع والسماح بحرية التعبير بحق المعارضين السياسيين. وأضافت الصحيفة أن الحكومة الأميركية تسلمت فعلاً مذكرة من الجانب التركي لتسليمها فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.

وعلق موقع راديو "صوت أميركا" على الزيارة بالقول: إن الولايات المتحدة لم يكن لها علم مسبق بمحاولة الانقلاب التي جرت في يوليو/ تموز الماضي، وأن واشنطن لم تدعم يوماً من أسمتهم "الخونة الذي نفذوا محاولة الانقلاب".

ويبدو أن الأتراك قد أسمعوا الرجل الثاني في الولايات المتحدة أن دعم بلاده لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" يعد من منظور تركيا مشكلة أمن قومي وأنها، أي واشنطن، يجب أن تراعي الخطوط الحمراء التي وضعتها أنقرة للتعاون معها كحليف في الناتو.

وبالمقابل فإن واشنطن لم تول لأي مطالب تركية أهمية بالغة، لأنها قالت بالحرف الواحد إن تسليم أو ترحيل أي شخصية مطلوبة لدولة أخرى ليس للرئيس الأميركي فيه أي صلاحية، بل هناك نظام قضائي وإجراءات مديدة.. ما يعني أن الربيع التركي - الأميركي لم يعد كما كان من قبل، وأن التحالف بين واشنطن وأنقرة قد تغير، وأن الذي سيحدد مستقبل هذه العلاقة هو المسألة السورية والتحالف الروسي - التركي عقب الزيارة التي قام بها أردوغان إلى موسكو أوائل الشهر الحالي.

شهاب المكاحلة - روسيا اليوم

106-3