بانوراما؛ العقدة الاميركية في الشمال السوري

الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠١٦ - ١٢:٥٢ بتوقيت غرينتش

العالم) - بانوراما - 30-08-2016 - دخلت الأزمة السورية مرحلة جديدة من فوضى اللاعبين والمتقاتلين ما وضع المراقبين والمحليين في موقف من الحيرة والضبابية ..فمن يقاتل من؟ ولم؟ باتت أمورا غير واضحة على جبهة الدول المناوئة لدمشق، حلفاء واشنطن يقتتلون في الشمال السوري فيما بينهم وتقف هي متفرجة تدين وتندد وتدعو..

لم يكن التوغل التركي في الشمال السوري سوى البداية لسلسة من الأحداث والمنعطفات التي ستشهدها الأزمة السورية لتزيد من تعقيد المشهد المعقد أساسا.

فدائرة الانقسامات والأطراف المتورطة في الاشتباك السوري توسعت بدخول تركيا لاعبا أصليا ما أثار حفيظة الفصائل الكردية التي ترى أن مشاريعها باتت في خطر.

إلا أن تفصيلا غاب عن صناع القرار في الحلف المعادي لدمشق وبالتحديد الإدارة الأمريكية, وهي أن تناقضات الأطراف قد تمكنها من الانخراط نظريا تحت المظلة الأمريكية إلا أن عقودا من التراكمات والتهديد الوجود والمصيري يحول دون تعايشها على الأرض وهو الأمر الذي ما لبث أن تكشف بعيد ساعات على بدء التوغل التركي في الأراضي السورية.

واشنطن اكتفت بمتابعة الاشتباكات والدعوة إلى وقف القتال وفتح قنوات التواصل بين تركيا وقوات سوريا الديموقراطية وفقا للمتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك الذي اعتبر الاشتباكات غير مقبولة وبلاده غير ضالعة فيها وأن أحدا لم ينسق معها وهي تمتنع عن دعم أي طرف فيها.

ولايبدو حتى اللحظة أن أيا من الطرفين الكردي أوالتركي بصدد التراجع, فأنقرة حليفة واشنطن قصفت عشرات المواقع للمسلحين الأكراد على مختلف تسمياتهم المدعومين أمريكيا وقتلت العشرات منهم وهي مصرة على تحقيق هدفها الرئيسي من التوغل وهو تبديد أي أمل كردي بإقامة كيان سياسي مهما كانت صيغته في الشمال السوري المحاذي لتركيا وعادت وأكدت على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو أنها ستواصل استهداف المقاتلين الاكراد طالما انهم لم ينسحبوا الى شرق الفرات.

بالمقابل يدرك الطرف الكردي أن التحدي الذي يمثله التدخل التركي بات وشيكا وأن الاشتباك آت لا يفصله سوى كيلو مترات معدودة هي المسافة بين تواجد الجماعات المسلحة المدعومة تركيا في أطراف جرابلس ومنبج التي تسيطر عليها ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية.
   
وكان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خلال زيارته المتزامنة مع بدء التوغل التركي دعا صراحة الأكراد إلى الانسحاب إلى شرق الفرات فيما بدا وقتها ثمنا للخطوة التركية وإرضاء للشريك الأطلسي محذرا من خسارة دعم الولايات المتحدة.

2