الصورة الاخيرة للامام موسى الصدر ولغز تغييبه!

الصورة الاخيرة للامام موسى الصدر ولغز تغييبه!
الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

تصادف هذه الايام مرور الذكرى السنوية الـ 38 لتغييب الامام موسى الصدر حيث ما زال سر اختطافه لغزا صعبا عصيا على الحل، وقد تضاربت الروايات التي يلقي كل منها اللوم على جهة ما، الا ان كل الشواهد تشير الى عدم مغادرته ليبيا.

وقد التقطت صورة للامام الصدر في مطار بيروت قبيل مغادرته الى ليبيا، حيث تعد الصورة الاخيرة التي شوهد فيها الامام الصدر قبيل تغييبه.

ولد السيد موسى الصدر في مدينة قم المقدسة في 4 حزيران/ يونيو 1928، وهو ابن المرجع الكبير السيد صدر الدين الصدر، المنحدر من جبل عامل في لبنان.. ودرس العلوم الدينية ونال شهادتين في علم الشريعة الاسلامية والعلوم السياسية من جامعة طهران عام 1950، وتوجه بعدها الى النجف الاشرف لإكمال دراسته، وفي 1955 توجه الى مدينة صور اللبنانية.

قام الامام الصدر بإنجازات كبيرة وهامة على الساحة اللبنانية، بما فيها مشاريع خيرية ومدارس، ومن اهمها:

أنشأ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عام 1969 لتوحيد كلمة الطائفة الشيعية ضمن نسيج المجتمع المدني في مواجهة الظلم الاجتماعي.

 كما قام بتأسيس حركة المحرومين مطلع السبعينيات ومن ثم تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية المعروفة بـ" أمل" في عام 1974، وقد صادف ذلك بداية الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان، وساهمت الحركة في دحر فلول المحتل الاسرائيلي.

 

الصورة الاخيرة للامام موسى الصدر في مطار بيروت قبيل توجهه الى ليبيا في 1978

وصل الإمام الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25 أغسطس 1978 يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفاً على السلطة الليبية في "فندق الشاطئ" بطرابلس الغرب.

وكان الإمام الصدر قد أعلن قبيل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع معمر القذافي.. وقد أغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الإمام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين.

وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا، خلاف عادته في أسفاره حيث كان يُكثر من اتصالاته الهاتفية يومياً بأركان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وبعائلته.

وقد شوهد في ليبيا مع رفيقيه، لآخر مرة، ظهر يوم 31 أغسطس 1978. بعد أن انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفائه معهما، فيما أعلنت السلطة الليبية أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية.

ووجدت حقائبه مع حقائب الشيخ محمد يعقوب في فندق "هوليداي ان" في روما، وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقاً واسعاً في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12 أغسطس 1979 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا.

وأبلغت الحكومة الإيطالية رسمياً، كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الإسلامية في ايران، بأن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الاراضي الإيطالية ولم يمروا بها "ترانزيت".

أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا حيث تمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.

وقد أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين صحفيين عقدهما نائب رئيس هذا المجلس في بيروت بتاريخ 31 آب/أغسطس 1979 و10 نيسان/أبريل 1980 مسؤولية معمر القذافي شخصياً عن إخفاء الإمام الصدر ورفيقيه، كما أعلنت هذه المسؤولية أيضاً منظمة التحرير الفلسطينية في مقال افتتاحي في صحيفتها المركزية "فلسطين الثورة"العدد 949 تاريخ 11 كانون الاول/ديسمبر 1979.

ومازالت عائلة الامام الصدر وأصدقاؤه يؤكدون انه مازال على قيد الحياة. وهذا ما أكدته شقيقته السيدة رباب الصدر في اكثر من مناسبة، وكذلك قيادة حركة امل وخاصة على لسان رئيسها نبيه بري.

المصدر: وكالة فارس

103-3