سوريا... هدنة اميركية بين تركيا والجماعات الكردية+فيديو

الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

(العالم) 30/08/2016 - هدنة أم اتفاق مؤقت أم إدارة أزمة لاقتتال حلفاء واشنطن في الشمال السوري. أيا يكن فإن إعلان مسؤول عسكري اميركي للاتفاق المؤقت له دلالته حيث أكد الناطق باسم القيادة الاميركية الوسطى أن القوات التركية والمسلحين الاكراد توصلوا الى اتفاق غير رسمي لوقف القتال ليومين معربا عن أمله بترسيخ الاتفاق.

أحداث الأسبوع الماضي بدء من التوغل التركي في شمال سوريا وصولا إلى الاشتباك مع الفصائل الكردية أو الجماعات المسلحة الموالية لها, أثارت الكثير من اللغط والتعقيد على المشهد السوري والسياسة الأميركية التي اتسمت بالتخبط حيال الأزمة السورية.

الأحداث تلك كشفت أن واشنطن تتعامل مع أوراق وليس حلفاء في المنطقة .. فبعد إنشاء ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية وزجها بمعارك لا هدف منها سوى إضعاف الدولة السورية عادت واشنطن لتقلم أظافر هذه القوات وتجبرها على الانسحاب إلى شرق الفرات وتبدد أحلام الأكراد بإنشاء كيان سياسي شمال سوريا بمحاذاة الحدود مع تركيا ملوحة بالعصا الغليظة للتوغل التركي.

هل هو تخبط واشنطن ما أدى إلى صدام حلفائها في الميدان السوري والذي أودى بحياة العشرات من مسلحي الفصائل الكردية أو المجالس العسكرية المحلية الموالية لهم أو المنضوية تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية التي يبدو أنها فقدت مبرر وجودها مع دخول الجماعات المسلحة الموالية لتركيا لاعبا في الميدان السوري.

أم هو تمرد الحلفاء وتضارب مصالحهم مع واشنطن التي تنظر إلى تطورات المنطقة من منظار مصالحها فقط فيما ينظر حلفائها سواء أنقرة والمسلحون الأكراد من خلال هواجسهم المصيرية ورؤيتهم لأمنهم القومي ومستقبلهم السياسي.

أم أنه تدبير أمريكي ابتز به الحليف التركي وزجه في المستنقع السوري عبر اللعب على وتر الملف الكردي الذي يثير حساسية الساسة في أنقرة.

وسواء كان تخبطا أو تدبيرا أميركيا أو تمردا من حلفاء واشنطن فإن الإدارة الأميركية حققت مبتغاها من الاشتباك الكردي التركي بتوسيع دائرة المقتتلين وتوريطهم في الجغرافيا السورية وتعزيز الانقسامات والتدخلات في سوريا ولا يعدو خلط أوراقها سوى بداية لإعادة ترتيبها مرة أخرى مع اقتراب بوادر التسوية السياسية التي تخرج أنباؤها بين الفينة والأخرى من موسكو وواشنطن.

5