"إسرائيل" تهدي جائزة للسودان على قطع علاقتها مع إيران!

الأربعاء ٠٧ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

قبل أقّل من أسبوعين كشف المُدير العّام لوزارة خارجيّة الإحتلال، دوري غولد، النقاب على حسابه في تويتر عن أنّه قام بزيارةٍ سريّةٍ إلى دولة إفريقيّةٍ، دون أنْ يُفصح عن اسمها، لافتًا إلى أنّ هذه الدولة، لا تُقيم علاقات دبلوماسيّة أوْ أخرى مع تل ابيب.

وبحسب "رأي اليوم"، صحيفة (هآرتس) التي انفردت بنشر الخبر آنذاك، شدّدّت على أنّ الزيارة السريّة للدولة الإسلاميّة في القارّة السمراء، جاءت ضمن الجهود الإسرائيليّة المبذولة للتغلغل أكثر في إفريقيا على حساب تقهقر الدور المصريّ، وتحديدًا في إثيوبيا، لما يوجد لتل ابيب من مطامع في نهر النيل.

وغنيُ عن القول إنّ زيارة غولد السريّة للدولة الإسلاميّة والتي لا تُقيم علاقات مع "إسرائيل"، جاءت بعد أقل من شهرٍ على الزيارة التي قام بها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال إلى عددٍ من الدول الإفريقيّة لتعزيز التعاون ومدّ هذه الدول بالمُساعدات العسكريّة والزراعيّة لضمان تصويتها إلى جانب "إسرائيل" في المحافل الدوليّة، بعدما كانت المجموعة الإفريقيّة تُصوّت بشكلٍ أوتوماتيكيٍّ ضدّ "إسرائيل" وإلى جانب العرب.

واليوم الأربعاء، نشر براك رافيد، أحد كبار المحللين في صحيفة "هآرتس"، خبرًا عن توجهات الحكومة الإحتلال لتشجيع أميركا والغرب على الانفتاح على دولة السودان، وتقديم تسهيلات وشطب جزء من مديونية السودان، وذلك لتشجيعها على المضي قدمًا في الابتعاد عن ايران على حدّ تعبير المصادر السياسيّة في تل أبيب، والتي اعتمدت عليها الصحيفة.

وذكرت الصحيفة في سياق تقريرها الحصريّ إنّ مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة خارجية الإحتلال قالوا لـ "هآرتس" إنّ تل ابيب تقدّمت بطلب إلى الولايات المتحدة الأميركيّة ودول الاتحاد الأوروبي لتحسين علاقتهم مع دولة السودان، وتقديم خطوات حسن نوايا تجاه السودان، وذلك على خلفية قطع السودان لعلاقاتها مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، لافتةً إلى أنّ هذا ما سمعه توم شانون، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، من نظرائه الإسرائيليين أثناء زيارته لتل أبيب الأسبوع الماضي.

ولفتت المصادر عينها إلى أنّ شانون أجرى العديد من اللقاءات مع طواقم وزارة الخارجية، بما في ذلك مدير عام الوزارة د. دوري غولد، وأجرى أيضًا لقاءً مع نتنياهو، والجزء الأكبر من محادثات شانون مع نظرائه الإسرائيليين، تابعت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة، ركزّ على الدول الإفريقية، التي شهدت زيادة كبيره جدًا في النشاط الدبلوماسي الإسرائيلي في السنة الماضية، حسب قول المصادر للصحيفة.

وبحسب ما جاء في النبأ الذي أورده المُحلل السياسيّ الإسرائيليّ، فإنّ المسؤولين في تل أبيب أكّدوا على أنّ رسالتهم الأهّم لشانون كانت التأكيد على أهمية تقديم المساعدات لدولة السودان، التي ليس فقط قطعت علاقتها بإيران، بل وتمنع عبور السلاح إلى قطاع غزة، وأنّه لا يمكن لأميركا وللغرب تجاهل هذه التوجهات الإيجابية من جانب حكومة السودان برئاسة عمر البشير.

وقالت المصادر الإسرائيليّة أيضًا، بحسب الصحيفة، إنّه على الرغم من إدراك مسؤولي وزارة الخارجية في تل أبيب من أنّ أميركا لا تستطيع أن ترفع المقاطعة المفروضة على عمر البشير، لأنّه مطلوب لمحكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، لكنها تستطيع أنْ تعمل على إخراج السودان من قائمة الدول التي تشجع الإرهاب، ويمكن تجاوز عقبة البشير عبر فتح حوار مع شخصيات حكومية أخرى، على حدّ تعبير المصادر الإسرائيليّة ذاتها.

وبالمقابل، تابعت المصادر، كما أكّدت "هآرتس" طالبت "إسرائيل" أوروبا بأنْ تساعد السودان في مواجهة مديونيتها الكبيرة التي تصل إلى قرابة الخمسين مليار دولار، مثلما ساعدت دولًا أخرى عانت من أزمات مالية كبيرة، لأنّ انهيار وتفكك السودان الناتج عن أسباب الانهيار الاقتصاديّ سيؤدّي إلى تعريض هذه المنطقة الإفريقية الهامة إلى حالة من التفكك وعدم الاستقرار، الأمر الذي سيساعد ويعزز الإرهاب.

106-3