تجار البشر يغتصبون ويعذبون المهاجرين العاطلين

الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٨:٢٧ بتوقيت غرينتش

طالبت المنظمات الحقوقية في الدول الأوروبية بالقضاء على مكاتب التوظيف التي تديرها عصابات المافيا، وذلك على ضوء التقارير الرائجة عن قيام هذه العصابات باغتصاب وتعذيب المهاجرين الذين فقدوا وظائهم بسبب الأزمة المالية.

ونشرت وسائل الإعلام التشيكية عدة تقارير عن الآف العمال الأجانب الذين توقفوا عن العمل بسبب الأزمة، والذين يقعون في شراك عملاء التوظيف ومكاتب التوظيف الشبه قانونية، التي تستعبدهم وتنتهك حقوقهم الإنسانية.

وقالت مديرة مكتب منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة في براغ لوسي سلادكوفا: "انه من الصعب تحديد مدى عمق هذه المشكلة، لقد ذهلنا أمام حالات التعذيب والاغتصاب والتبعية التامة لهؤلاء البشر (المهاجرين) على أيدي عملاء التوظيف".

وأضافت سلادكوفا: "أن على السلطات ملاحقة مرتكبي هذه الخروقات، وأن المشكلة لا تقتصر على الجمهورية التشيكية وحدها، فهي تتكرر في غيرها من دول شرق أوروبا".

وتابعت: "ينبغي على قوات الشرطة أن تتوجه إلى جماعات المهاجرين وتتحرى عن أوضاعهم الحقيقية، وتسألهم عمن يحتجز جوازات سفرهم وتراخيصهم، وملاحقتهم، ملاحقة أولئك الذين يتاجرون فيهم ويعاملوهم كسلعة ويشترونهم ويبيعونهم".

وفي ذات السياق، قالت جيميني بانديا المتحدثة بإسم منظمة الهجرة العالمية في مقرها بجنيف: "ان المهاجرين أصبحوا الآن أكثر تضررا وتأثرا بتداعيات الأزمة، فعادة ما يأتون ضمن أول من يفقدون وظائفهم، ومن يتقاضون أدنى الأجور، ويعملون في أسوأ أحوال العمل، ويقاسون من اليأس".

ومن جهتها، أفادت المنظمات غير الحكومية في بضعة دول أوروبية شرقية عن خروقات وانتهاكات متكررة لحقوق المهاجرين.

واوضحت مديرة منظمة (لا سترادا) غير الحكومية الناشطة في مساعدة المهاجرين الأجانب في بولندا يتانا بوخووسكا انه بمجرد فقدان وظائفهم، يضطرون إلى الانتظار شهورا طويلة حتي يأتي أحد عملاء التوظيف ويعرض عليهم إيجاد وظيفة.

وأفادت بأن عصابات التوظيف تستغلهم طيلة 24 ساعة يوميا، وتجبرهم علي السكن مقابل إيجارات باهظة، وعلى استعارة المال لدفع الإيجار وما إلى ذلك، ليدخلوا في حلقة مفرغة.

کما صرحت مندوبة منظمة (لا سترادا) في تشيكيا إيرينا كونيشنا: "ان العاملين المهاجرين مثقلون بالديون، ومجبرون على الاستمرار والحصول على أي مال، فيقبلون بالعمل كعبيد، وهو ما تدركه "مكاتب التوظيف"

واشار العديد من المهاجرين الذي وقعوا ضحية هذه الممارسات، أن مكاتب التوظيف تجبرهم على دفع مبالغ باهظة مقابل تسوية أوراقهم وتسهيل إقامتهم وتوفير فرص العمل لهم.

وأكدوا أن رجال هذه العصابات عادة ما يضربوهم ويذلوهم ويغتصبوهم، وعلى الرغم من ذلك لا تجرؤ غالبية الضحايا على اللجوء إلى الشرطة خشية طردهم.