جيريمي كوربن رئيساً لحزب العمال البريطاني من جديد

جيريمي كوربن رئيساً لحزب العمال البريطاني من جديد
السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٢:٤٥ بتوقيت غرينتش

أعاد حزب العمال البريطاني المعارض انتخاب جيرمي كوربين زعيما له، في مؤتمر الحزب في مدينة ليفربول يوم السبت، منهياً محاولة "انقلاب" قام بها برلمانيون أكثر اعتدالاً يرون أن أجندته اليسارية ستزيد من تصدّع الحزب.

وبحسب "ايلاف"، فاز اليساري المتشدد كوربين (67 عاماً) على منافسه الوحيد أوين سميث (46 عاما) النائب عن ويلز والصحافي السابق في (بي بي سي)، حيث أيّده 313209 من الأصوات ما نسبته 61,8 بالمئة مقابل رفض 193229 صوتا ما نسبته 38.2 في المئة لصالح سميث.

ورأى مراقبون أن هذا النصر سيعزز سلطة كوربين، الذي سيكون رئيساً لحكومة الظل في مجلس العموم، على الحزب المنقسم بقوة ويدعم حملته لدفع حزب العمال إلى اليسار فى خطوة يقول كثير من زملائه إنها ستسلبهم القوة وستتيح لحزب المحافظين الحاكم التحرك بحرية لفصل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

انقسام حاد

وجاءت الانتخابات وسط انقسام عنيف يمر به حزب العمال بسبب الاختلاف سياسات كوربن، الذي يتهم بعدم بذل مجهود كاف من أجل منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكان كوربين حقق انتصارا ساحقا في انتخابات أيلول/ سبتمبر 2015، التي حصل فيها على 59.5 بالمئة من الأصوات، ما يعني أنه استطاع الحصول على عدد أكبر من الأصوات في هذه الدورة.

وكان أوين سميث الذي لم يكن يحظى بشعبية عالية في أوساط الحزب شكّل الأمل الوحيد لمناهضي كوربين بعد انسحاب انجيلا ايغل مساء الثلاثاء الماضي، واعلانها دعم سميث، وهؤلاء لم يقبلوا ابدا انتخاب كوربين في العام الماضي لانهم يعتبرونه يساريا اكثر من اللازم وعاجزا عن الفوز في الانتخابات.

وطفت الخلافات داخل الحزب على السطح بعد تصويت البريطانيين مع مغادرة بريطانيا للاتحاد الاوروبي في استفتاء 23 حزيران/ يونيو الماضي.

وأخذ 172 نائبا عماليا (من 230) على كوربين دفاعه المتردد على بقاء بريطانيا في الاتحاد وصوتوا على مذكرة لحجب الثقة عنه، كما ان ثلثي اعضاء حكومة الظل في الحزب استقالوا. لكن كوربين ظل يعوّل على دعم مناضلين ونقابيين اوصلوه الى رئاسة الحزب ورفض الاستقالة.

تصفية حسابات

ويقول متابعون للشأن السياسي البريطاني إن انتصار كوربين يمكن أن يؤدي إلى جولة مفرغة من تصفية الحسابات من جانبه هو وأنصاره لإحكام قبضتهم على الحزب العمالي المعارض وإنهاد دور الزعماء المعارضين لهم داخل الحزب.

لكن قال في خطاب الفوز في مؤتمر الحزب إنه يريد جلب الحزب معا وانهاء انقساماته والعمل على توحيده ومسح أخطاء الماضي.

يشار إلى أن كوربين كان انتخب عضوا في مجلس العموم البريطاني (البرلمان) منذ العام 1983 عن إزلينغتون الشمالية، وقد تعرض للاعتقال العام 1984 خارج سفارة جنوب أفريقيا بعدما كسر حظرا للتظاهر في عهد الفصل العنصري.

اعتذار للعراق

وكان كوربين تعهد قبل انتخابه رئيسا لحزب العمال في العام 2015 بتقديم اعتذار عن تدخل البريطانيين في العراق، وقال إن الوقت حان لكي يقدم حزب العمال اعتذاراته للشعب البريطاني لأنه جرّه إلى الحرب في العراق مستندا إلى خدعة، وللشعب العراقي على العذابات التي ساهم في إلحاقها به.

ويؤيد كوربين حماس وحزب الله ويُعرف عنه "عداوته المعلنة لسياسة إسرائيل والغرب تجاه فلسطين والدول العربية"، وتتهم تل ابيب الزعيم العمالي البريطاني بأنه "معاد للسامية".
106-3

تصنيف :