المعلم: قطر والسعودية وتركيا تدعم الإرهاب وواشنطن متواطئة مع داعش

المعلم: قطر والسعودية وتركيا تدعم الإرهاب وواشنطن متواطئة مع داعش
السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٣:٥٣ بتوقيت غرينتش

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلمة سورية أمام الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقاها اليوم السبت 24 سبتمبر/أيلول، ان قطر والسعودية وتركيا بدعم التنظيمات الإرهابية في بلاده.. وإن القصف الذي نفذه الطيران الأميركي على دير الزور وأودى بحياة عشرات الجنود السوريين يثبت أن الولايات المتحدة متواطئة مع تنظيم "داعش".. ودان المعلم بـ"أشد العبارات" تلك الغارات واصفا إياها بـ"المتعمدة".

وبحسب وكالة "سانا"، قال الوزير المعلم مخاطبا رئيس الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: نلتقي مجددا اليوم في ظروف صعبة وأوضاع بالغة الخطورة يمر بها عالمنا، فالإرهاب الذي حذرنا منه مراراً وتكراراً ومن على هذا المنبر لا يزال يتوسع ويزداد انتشارا ويفتك بحياة المزيد من الأبرياء دون وازع أو رادع، ينشر القتل والدمار ويضرب دون هوادة في كل مكان.. هذا الإرهاب الأسود البغيض لم يكتف بسفك دماء السوريين، بل أعمل أنيابه في مواطني العديد من الدول وبينها تلك الدول التي دعمته ورعته وما زالت، فهؤلاء الأبرياء إنما يدفعون ثمن أخطاء حكوماتهم التي انتهجت سياسات قصيرة النظر وبعيدة كل البعد عن مصالح شعوبها.

وتابع: وعلى مدى خمس سنوات ونيف ما زال الشعب السوري بمختلف مكوناته وانتماءاته هو أكثر من يدفع ثمن جرائم الإرهاب من دم أبنائه ومن أمنه واستقراره ولقمة عيشه فذلك الإرهاب لم يوفر حتى المدارس والجامعات والمشافي ودور العبادة والبنى التحتية.

وقال وزير الخارجية السوري: إن الجميع بات يعلم يقينا بأن الإرهاب في بلادي لم يكن لينتشر ويتوسع لولا الدعم الخارجي من دول معروفة للقاصي والداني، فلم يعد خافيا أن قطر والسعودية اللتين تسوقان فكرهما الوهابي المتطرف القائم على التكفير وفتاوى القتل والذي لا يمت للاسلام بصلة، قد قامتا بهذا الدور وتفاخرتا بدعم الإرهاب بكل الوسائل وأرسلتا إلى سوريا آلاف المرتزقة المسلحين بأحدث الأسلحة فيما فتحت تركيا حدودها أمام عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين قدموا من مختلف أصقاع الأرض وقدمت لهم الدعم اللوجستي ومعسكرات التدريب بإشراف الاستخبارات التركية والغربية، وفي بعض الحالات قدمت لهم دعما عسكريا مباشرا كما حدث في إدلب وحلب وريف اللاذقية.

وأضاف.. ودعوني أشير هنا على سبيل المثال فقط إلى دراسة أعدها مركز “فيريل” الألماني للدراسات قبل نحو سبعة أشهر، وهي تفيد بأن ما يزيد على 360 ألف إرهابي أجنبي من 83 بلدا دخلوا إلى سوريا منذ نيسان عام 2011 وأن نحو 95 ألفا منهم قتلوا على يد الجيش السوري حتى نهاية عام 2015، فيما غادر 120 ألفا منهم سوريا إلى البلدان التي أتوا منها أو إلى دول أخرى.

وبين الوزير المعلم أننا في سوريا نحارب الإرهاب نيابة عن العالم فكلما قضى الجيش السوري على إرهابي أجنبي فإنه يحمي بذلك الكثير من الأبرياء ممن يمكن أن يكونوا ضحايا محتملين لهذا الإرهابي عندما يرجع إلى بلده ليمارس إرهابه هناك.. إن كل من يسعى لتشويه هذه الحقيقة يتحمل أيضا مسؤولية انتشار الإرهاب واستمرار سقوط هؤلاء الضحايا.. فجيشنا المقدام يستحق الدعم والثناء لا التآمر والافتراء.

وقال المعلم: إن كل ما تتعرض له بلادي من إرهاب يجري أمام مرأى ومسمع العالم أجمع الذي انقسم بين مؤيد للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبين صامت عن الحق أو داعم للإرهاب بالمال والسلاح تحت ذرائع واهية ومسميات بعيدة عن العقل والمنطق.. يطلقون عليهم وصف “المعارضة المسلحة المعتدلة” بالرغم من وجود أدلة دامغة على ارتكابهم جرائم ومجازر لا تقل وحشية عما يقوم به “داعش” والقاعدة ضد الشعب السوري فهؤلاء الإرهابيون يعتبرون بالنسبة للبعض “معارضة شرعية” في سوريا بينما في جميع دول العالم يعتبر كل من يحمل السلاح ضد الدولة والمواطنين إرهابيا أو في الحد الأدنى خارجا عن القانون.

وأضاف: وبالرغم من كل ما ذكرته آنفا فإن جميع السوريين شعبا وجيشا وحكومة ماضون في مواجهة الإرهاب ومصممون أكثر من أي وقت مضى على دحره واجتثاثه من كل شبر من وطنهم وعلى إعادة بناء بلدهم أفضل مما كان لأنهم يدركون تماما أنه لا بقاء للوطن إذا ما انتصر الإرهاب وداعموه.

وأشار الوزير المعلم إلى أن ما يزيدنا ثقة بالنصر على الإرهاب هو الانجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في حربه المستمرة على الإرهاب بدعم من الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري وفي مقدمتهم روسيا وإيران والمقاومة الوطنية اللبنانية، فهذا الدعم ساهم بشكل فاعل في تعزيز مقومات صمود السوريين وفي التخفيف من معاناتهم، وكلنا أمل أن تستفيق باقي الدول وتتنبه “قبل فوات الأوان” للخطر الذي يحدق بنا جميعا.

وقال: إننا إذ نرحب دائما بأي جهد دولي لمحاربة الإرهاب في سوريا فإننا نؤكد مجدداً على ضرورة التنسيق مع حكومة الجمهورية العربية السورية والجيش العربي السوري الذي يواجه الإرهاب على الأرض منذ أكثر من خمس سنوات.. فغياب هذا التنسيق يعتبر خرقاً للسيادة وتدخلا سافراً وانتهاكا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة كما أن أي جهد يتم دون هذا التنسيق لم ولن يحقق أي نتائج ملموسة على الأرض لا بل يزيد الأمر سوءا وفي هذا الصدد وإذ تدين الحكومة السورية بأقسى العبارات العدوان الذي شنته طائرات أمريكية على موقع للجيش السوري في محيط مطار دير الزور بتاريخ السابع عشر من أيلول الجاري مما مكن “داعش” من السيطرة على الموقع فإنها تُحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان لأن وقائع ما جرى تثبت بأن العدوان لم يرتكب بالخطأ بل كان متعمدا وإن ادعت الولايات المتحدة غير ذلك فهذا العدوان الجبان إنما هو دليل واضح على تواطؤ الولايات المتحدة وحلفائها مع “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية المسلحة.

وأضاف وزير الخارجية السوري: وفي هذا المجال نجدد أيضا إدانتنا لتوغل قوات تركية داخل الأراضي السورية بذريعة مكافحة الإرهاب ونعتبره عدوانا سافرا ونطالب بإنهائه فورا.. فمحاربة الإرهاب لا تكون عبر طرد تنظيم إرهابي وإحلال تنظيمات إرهابية أخرى مكانه.. والسؤال البديهي هنا.. كيف يمكن لدولة كانت ولا تزال المعبر الرئيسي لدخول الإرهابيين والسلاح إلى سوريا أن تدعي محاربة الإرهاب… وكيف يمكن أن يكون هناك تعاون دولي حقيقي فاعل لمواجهة الإرهاب وقرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب لا تزال حبرا على ورق.

106-3