الاعتذار الاميركي للاسد عن غارة دير الزور .. هل هو "تجديد للاعتراف"؟

الاعتذار الاميركي للاسد عن غارة دير الزور .. هل هو
الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٦:٥٥ بتوقيت غرينتش

ليست من عادة الادارات الاميركية الاعتذار عن اخطائها، ولهذا كان مفاجئا ان يعلن سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا، عن اقدام الحكومة الاميركية على تقديم اعتذار رسمي للرئيس السوري بشار الاسد عن الضربة الجوية التي استهدفت وحدات للجيش السوري، متمركزة في جبل الثردة المطل على مطار دير الزور.

وقالت صحيفة "راي اليوم" في افتتاحيتها، السبت، لافروف لم يتحدث عن مضمون هذا الاعتذار في مقابلته مع شبكة التلفزيون الروسي، ولا كيفية ايصاله الى الرئيس السوري، الذي لا توجد اتصالات، ولا علاقات دبلوماسية بين بلاده واميركا، ولكن من الواضح، وحسب احتفال الاعلام السوري الرسمي بالاعتذار، وطريقة تناوله، ان هذا الاعتذار جاء عبر القناة الرسمية الروسية، وربما لافروف شخصيا.

الاعتذار جاء عن “خطأ متعمد”، وجريمة ارتكبتها طائرات اميركية واسترالية ودنماركية وبريطانية، ادت الى مقتل العشرات من الجنود السوريين، ومكنت قوات تابعة لـ”داعش” للسيطرة على الجبل الاستراتيجي، والرئيس السوري اكد في مقابلته التي بثتها وكالة “الاسوشيتد برس″ الاميركية ان هذه الغارات استمرت اكثر من ساعة، ولا يمكن ان تكون من قبيل الخطأ، كما كشفت ان السلطات الروسية اتصلت بنظيرتها الاميركية لوقفها دون اي تجاوب.

ربما لا يتفق البعض مع التفسيرات التي تقول بأن هذا الاعتذار الاميركي للرئيس السوري هو بمثابة اعتراف، او بالاحرى، تجديد الاعتراف به وبحكومته، ولكنها خطوة غير مسبوقة منذ بداية الازمة قبل خمس سنوات، والسيد وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، يتواجد حاليا في نيويورك، رئيسا لوفد بلاده المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، جنبا الى جنب مع زعماء ووزراء خارجية الدول الاعضاء، بما في ذلك الرئيس اوباما ووزير خارجيته جون كيري.

الموضوع السوري ما زال يحتل محور الاهتمام الرئيسي في الاجندات الدولية، وانهيار وقف اطلاق النار الذي توصل اليه وزيرا خارجية روسيا واميركا بسبب تراجع الاخيرة عنه، رغبة في تعديل بنوده، ادى الى كارثة انسانية كبرى في مدينة حلب، حيث قتل اكثر من مئة شخص معظمهم من المدنيين، جراء استئناف القصف الجوي المكثف للطائرات الروسية والسورية على احياء المدينة الشرقية.

الاقتراح الاميركي بحظر الطيران الروسي والسوري قوبل برفض قوي من روسيا، سواء كان مؤقتا او دائما، وهو اقتراح ينطوي على الكثير من السذاجة، واستغباء الطرف الآخر، فلولا السلاح الجوي بشقيه الروسي والسوري لاصبحت دمشق الآن في قبضة “ داعش” والفصائل الاخرى المسلحة.

كشف لافروف عن اقتراح اميركي بوقف الغارات لمدة اربعة ايام لاتاحة الفرصة لقوات المعارضة المسلحة لفك ارتباطها بجبهة “فتح الشام”، او النصرة سابقا، يكشف عن بداية تراجع اميركي، ورفضه يؤكد التصلب الروسي.

النقطة الاهم تتمثل في استمرار الحوار بين كيري ولافروف لتجديد اتفاق الهدنة، والحفاظ على التفاهمات الاميركية الروسية في سورية، ولكن يبدو ان هذا الحوار سيطول، واحتمالات الوصول الى حل وسط تبدو بعيدة.

112