في حوار شامل مع القناة 2 في التلفيزيون الايراني حول اوضاع المنطقة..

جابري أنصاري: السعودية تجرّ المنطقة الى الصدام

جابري أنصاري: السعودية تجرّ المنطقة الى الصدام
الثلاثاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٦ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابري أنصاري بان النظام السعودي ينتهج سياسة إثارة الصدامات بالمنطقة والتطبيع مع الكيان الصهيوني، ويريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء مشدداً على أن سياساته هذه ستحصد الفشل عاجلاً أم آجلا.

جاء ذلك في تصريح أدلى به جابري أنصاري للقناة الثانية في التلفزيون الإيراني مساء الاثنين، تحدث فيه حول قضايا المنطقة خاصة الأزمة في سوريا واليمن وسياسات النظام السعودي المثيرة للصدام بالمنطقة من جانب والرامية للتطبيع مع الكيان الصهيوني من جانب آخر.

وفي مستهل تصريحه أكد مساعد الخارجية الإيرانية بأن الأزمة السورية لن تحل عسكرياً، وقال: إن الأزمة السورية مستمرة منذ أكثر من 5 أعوام وإن أحد أسباب إطالة أمد هذه الأزمة هو أن الكثير من اللاعبين يعتقدون ومازالوا كذلك بأن الأزمة تحل عسكريا إلا أن إيران تؤمن منذ البداية بأن الخيار العسكري لن يفضي إلى حل الأزمة.

* لا جدوى من الحل العسكري للأزمة السورية
وأضاف: لقد جرى على مدى هذه الفترة طرح مختلف المشاريع لحل الأزمة إلا أن الدول واللاعبين الذين كان لهم الدور الأساس في تسارع التطورات وتشديد التوترات والنزاع مازالوا مستمرين في سياستهم في طريق الحل العسكري للأزمة.

واعتبر أن من أسباب إطالة أمد الأزمة هو عدد اللاعبين فيها، وأضاف أن الأزمة السورية تحولت من قضية سورية إلى دولية.

وأوضح بأن محادثاته مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ومساعد الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، تركزت حول ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية خاصة في حلب، وقال: ستجري مشاورات أخرى أيضا.

وأعرب مساعد الخارجية الإيرانية عن الأسف لأن الكثير من اللاعبين يستغلون قضية تقديم المساعدات الإنسانية كأداة سياسية للوصول إلى مآربهم الخاصة.

وأكد بأن أي مشروع لحل الأزمة السورية ينبغي أن يكون شاملاً ويتناول الجوانب الثلاثة وهي الأمنية والسياسية والإنسانية، وأضاف: إن القضية السورية يجب أن تحل سياسياً عبر المفاوضات السورية – السورية عاجلاً أم آجلا.

* الكثير من اللاعبين يستغلون الإرهاب لتمرير سياساتهم
وأكد مساعد الخارجية الإيرانية بأن الكثير من اللاعبين في الأزمة السورية يستغلون الإرهاب والإرهابيين أداة لتمرير سياساتهم، وقال: إن هؤلاء اللاعبين استغلوا القضية الإنسانية في الأزمة السورية كأداة.

ورفض جابري أنصاري أن يكون قصف التحالف بقيادة أميركا لمواقع الجيش السوري قد تم عن طريق الخطأ، وقال: ليس من المقبول القول بأن هذا القصف حدث عن طريق الخطأ.

* هنالك لاعبون لهم دور أساس في حدوث الكارثة الإنسانية بسوريا
وقال جابري أنصاري: إننا نعتقد بأن الكارثة الإنسانية جارية حالياً في سوريا وهنالك لاعبون يصبون الزيت دوماً على النار المشتعلة ولهم الدور الأساس في هذه الكارثة.

وأكد بأن الجماعات الرافضة للإرهاب تتوفر لها إمكانية المشاركة في المحادثات السياسية لحل الأزمة فيما الجماعات التي تنتهج الإرهاب صراحة وتؤكد على الاستمرار في هذه السياسة وأعمال القتل والتدمير في سوريا فقد جعلت نفسها خارج إطار الحل السياسي للأزمة السورية بأيدولوجيتها التي تحملها هذه مهما كانت العناونين التي تتستر وراءها.

وأوضح مساعد الخارجية الإيرانية أنه خلال فترة الأزمة قدمت إيران العديد من المشاريع لحلها وأجرت مشاورات مستمرة مع الحكومة السورية والجماعات المعارضة على الأصعدة الإقليمية والدولية والأمم المتحدة.

* لم نكن جزءاً من الاتفاق الروسي الأميركي حول سوريا
وصرح جابري أنصاري أن اتفاق الهدنة الأخير كان بين روسيا وأميركا وأن إيران لم تكن جزءاً منها، وأضاف: إننا نرحب بالهدنة في سوريا إلا أنها يجب أن تكون حقيقية.
وأوضح أنه كانت لإيران دوماً محادثات مع الجماعات المعارضة المناهضة للإرهاب، وأضاف: لقد كنا نطّلع إلى حد ما على المحادثات بين أميركا وروسيا لكننا لم نكن جزءاً منها ونعتقد بأن الحوار مع المعارضة يمكنه أن يشكل جزءاً من الحل السياسي للأزمة السورية.

* أميركا تستغل القضايا القومية والمذهبية والسياسية لتمرير أهدافها الخاصة
وصرح جابري أنصاري بان أميركا تستغل القضايا القومية والمذهبية والسياسية لتمرير أهدافها الخاصة في سوريا والعراق، معتبراً القضية الكردية والعلاقة مع الجماعات الكردية إحدى الأوراق التي تستخدمها أميركا في هذا السياق.

وأكد أن الأميركيين يخشون أن يصبح الجيش العراقي والتعبئة الشعبية في العراق مصدراً لتحولات سياسية في الساحة الميدانية، وأضاف: لقد استغل الأميركيون سقوط المدن العراقية (بيد داعش) وكان ذلك جزءاً من لعبتهم السياسية، ولو كان من المقرر أن يتم تحرير مختلف المناطق في العراق خاصة الموصل من قبل الجيش والقوات الشعبية (الحشد الشعبي) فسوف لن تتحقق النتائج السياسية التي كانت أميركا تريدها من إدارة الساحة العراقية.

وتابع قائلاً: إن الأميركيين وبغية إلا يحدث هذا الأمر يسعون لاستغلال التناقضات المذهبية والسياسية والعرقية، وإن أحد أنشطتهم في هذا السياق هو إقحام المجموعات الكردية.

* أزمة البحرين تتصاعد بمواصلة التصدي للشخصيات والعلماء
وأشار جابري أنصاري إلى أزمة البحرين المستمرة منذ أكثر من 5 أعوام وقال: إن التدخل السعودي أدى إلى سد الطريق أمام الحركة الطبيعية لتطورات البحرين.
واعتبر أن من سياسات السعودية الأساسية إلغاء جميع الشخصيات والهيئات العلمائية من الساحة وعلى هذا الأساس جرى حل حركة "الوفاق" وسجن الشيخ سلمان ومن ثم تشديد الحكم عليه اضافة إلى الممارسات التعسفية بحق الزعيم الديني والسياسي الشيخ عيسى قاسم ومن ثم سحب جنسيته والآن محاكمته.

واعتبر أن تأجيل محاكمة الشيخ عيسى قاسم من قبل الحكومة البحرينية يعود لخشيتها من ردود الفعل الشعبية إزاء الأحكام الصادرة، وقال: لذلك تسعى لجس نبض الشارع والمضي في سياساتها التعسفية خطوة خطوة عبر السيطرة على الأجواء العامة.

وأكد مساعد الخارجية الإيرانية قائلاً: لقد قلنا دوماً بأن هذا الأسلوب عقيم ولن يجدي نفعاً لأن غالبية الشعب البحريني تطالب بالإصلاحات. وأضاف أن مواصلة التصدي للشخصيات السياسية والدينية إنما تؤدي إلى تصعيد الأزمة، وينبغي على السلطة الامتثال لمطالب الشعب عاجلا أم آجلا.

* السعودية تواصل إثارة الصدام بالمنطقة والتطبيع مع الكيان الصهيوني
وأشار جابري أنصاري إلى معاناة الشعب اليمني منذ أكثر من عام ونصف العام بسبب عدوان السعودية وتحالفها المصطنع، والذي أدى إلى مصرع وإصابة الآلاف من أبناء هذا الشعب وتدمير الكثير من بنيته التحتية، وقال: لقد شهدنا سياسات متناقضة من جانب الكثير من القوى الدولية في اليمن.

وأضاف أن السعودية تسعى لإعادة الوضع السابق ولكي تصبح اليمن تابعاً لسياسات الرياض.

وأكد بأن السعودية باتت الآن داخلة في حرب شاملة مع جميع الحقائق المحيطة بها، وأضاف أن: السعودية تحارب في العراق عبر الإرهاب والحرب النيابية، وتحارب في اليمن بصورة صريحة وعلنية، وفي البحرين وسوريا بصورة أخرى.

وأضاف: من الممكن أن تعود هذه السياسة ظاهرياً بنتائج قصيرة الأمد إلا أنها سياسة عقيمة ولا يمكنها الاستمرار وهي محكومة بالفشل.

وأكد جابري أنصاري بأن لا حل في اليمن سوى الحل السياسي بل أن طريق الحل للأزمة هو الحوار اليمني والتحرك نحو إجراء الانتخابات وتحديد مستقبل هذا البلد من قبل الشعب اليمني نفسه.

* لم نجر أي محادثات مع السعودية
ورداً على سؤال فيما إذا كانت هنالك محادثات مع السعودية خلال هذه الفترة، أكد بأنه لم تجر أي محادثات بين إيران والسعودية منذ وقت طويل، وأضاف: إننا لم نرغب أبداً بأن يكون الأمر على هذه الحال، وإن إيران لم ولا تنتهج سياسة المواجهة في المنطقة وبين دولها.

وأضاف أن: السعودية بسياساتها الخاطئة هي التي تسوق المنطقة نحو الصدام والتحرك نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

واعتبر جابري أنصاري أن: إحدى أدوات السعودية هي تصدير مشاكلها إلى اللاعبين في الخارج، وهي تسعى لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء إلا أن هذه السياسات ستلاقي الفشل عاجلاً أم آجلا.

وحول تحركات الوفد الدبلوماسي الإيراني في نيويورك أكد بأن مجموعة أنشطة إيران سواء من قبل رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية أو الدبلوماسيين الآخرين هي المساعدة في إنهاء حروب الاستنزاف والمواجهات والنزاعات في صفوف الأمة الإسلامية وإخراج المنطقة من وضعها الراهن.

المصدر: وكالة فارس
104-3